يقول الروائي الجزائري مالك حداد .. إن الأصفار تدور حول نفسها ، والحقيقة أن هناك أيضا بعض الكتاب يشبهون الأصفار في الدوران حول أنفسهم وأجسادهم المريضة، الموزعة بين الشذوذ والشر المستطير..!
فهل يعتقدون أنهم بهذه الأكاذيب الخرافية، يستطعون تحويل الوطن الى خريبة منزوعة الأبواب والنوافذ، يتبول على جدرانها كل سكير وقاطع طريق، من أولئك الذين يدفعون لهم حتي لا تموت ملكة الشر لديهم..!
إنهم أشبه بالديكة الراقصة من ألم الذبح ..
الرئيس مريض .. الوضع الصحي للرئيس محرج .. الرئيس لم يعد قادرا على قيادة البلاد ..الرئيس المعجزة.. وغيرها من العناوين البائسة بؤس الحبر الذي كتبت به، قفزت دون سابق إنذار إلى صفحات المواقع، ونبتت كما تنبت أزهار الشر في أسخف دعاية سوداء على وجه الكوكب الافتراضي .
لقد أطلق "الكُتابُ الأصفارُ" العنانَ لخيالهم المريض وصبوا من الكذب والإفتراء، ما يشفق الورق من حمله أحرى أن يصدقه ذو عقل سليم، إنها فلسفة القفز على القيم.. القفز على العقول.. القفز على الرقاب .. القفز على مؤسسات الدولة ومحاولة تشويه كل شئ وإفراغه من سلطته وهيبته، استلهاما لنظرية الفوضى الخلاقة ، دون أن يدركوا أنهم بذلك التصرف الصبياني، إنما يقفزن نحو بركان سحيق ملتهب ويريدون جر البلاد معهم لاقدر الله .
في لعبة مكشوفة، تشبه تصرف لاعبي الورق، حيث يقوم كل واحد منهم بإخفاء ورقة لديه في مشهد من التزوير المتفق عليه .. لقد جاءت مقالاتهم وتغريداتهم على هذه الشاكلة .
رئيس الجمهورية سافر إلى فرنسا في زيارة رسمية أخذ الرئيس بعهدها راحة أو ذهب للعلاج .. ما علاقة هذا بالدستور وعدم احترام الشعب ؟؟
أنتم من لاتحترمون الشعب ولا تحترمون الدستور وليس لديكم أي وازع أخلاقي اتجاه مؤسسات الدولة وكيانها ..!
الدولة أيها الكتاب ليست امرأة يتعب الناس في تزيينها و تجميلها ويستأثر بها في النهاية رجل واحد .. الدولة عبارة عن مجموعة من الهياكل و المؤسسات القادرة على تسيير مصالح البلاد والعباد بانسيابية تامة، ومؤسسة الرئاسة مجرد إحدى هذه المؤسسات .
صراحة أنتم كتاب فاشلون ولاتعرفون من أين تؤكل الكتف، لتعودكم على أكل فتات الموائد، ولاتدركون أن خوض غمار الكتابة السياسية عملية صعبة ومعقدة ويحتاج صاحبها إلى مؤهلات عقلية وذهنية ليكون أداؤه مقبولا من ناحية الشكل المضمون.. مثله مثل أي مبدع حين يتناول موضوعا معينا ولعل الرسامين هم أقرب خلق الله للكتاب.. حيث يستطيع الرسام أن يقدم أكثر من صورة لمشهد واحد دون أن يستبدل فراشته وألوانه، أما أنتم ياكتاب الدعاية السوداء فقد استبدلتم أقلامكم وجلودكم حتى..أكثر من مرة، وبأكثر من طريقة، وبعتم أمة بأكملها بألف طريقة وطريقة .
أدعوكم للبحث في تاريخ الرسام الهولندي " فينيست فان غوخ" الذي يقال إنه كان مجنونا، ستجدونه رغم جنونه وشذوذه رسم أكثر من لوحة فريدة خلد بها اسمه، وقطع أذنه إكراما لامرأة سألته ولم تجد عنده ما يعطيها..!
اتخذوا من هذا الرسام المجنون، قدوة أيها الكتاب المجانين واقطعوا أصابعكم ليس كرما وشجاعة، وإنما توبة ورجوعا إلى جادة الصواب بعدما قطعتم دابر الوطن وشوهتم سمعته في الداخل والخارج.
يقول نيتشه : إن طالب الحقيقة لايكفيه أن يكون مخلصا، بل عليه أن يترصد إخلاصه ويقف موقف المشكك بعيدا عن الغرور والتزلف.
وأخشى ما أخشاه على معارضتنا الوطنية، أن يغريها زيف دعايتكم هذه الأيام وترتكب أخطاءا جوهرية، سبق وأن جربت مرارتها في مراحل سابقة حيث رسمت ذات الدعاية آنذاك الخطوط المتعرجة للمعارضة وتركتها في مهب الضياع.