في ظل صمت رسمي استمرار الجدل بموريتانيا حول مقام ولد عبد العزيز في باريس

أربعاء, 2014-10-08 09:55
صورة تم تداولها لعزيز في باريس

ما يزال تواري الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عن الأنظار في مكان ما في فرنسا لليوم العاشر دون نشر أي توضيح رسمي عن حالته، ما يزال هذا الموضوع الذي تغذيه عواصف من الإشاعات، الشغل الشاغل للموريتانيين الذين استأنفوا أمس الثلاثاء أشغالهم بعد عطلة عيد الأضحى.

ويتابع الموريتانيون بصورة مستمرة صفحات التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية المحلية تنسما لأخبار صحيحة عن الرئيس الذي يسرب المقربون منه أخبارا تؤكد سلامته وتدافع عن الصمت الرسمي إزاء توضيح حالته، بل وتنتقد أي تناول لموضوع غيابه.

وتداولت أمس مواقع التواصل الإجتماعي وخارج الإطار الرسمي، صورتين للرئيس محمد ولد عبد العزيز جمعت أولاهما الرئيس بالموريشيسي جان كلود دالستراك المرشح لمنصب الأمين العام للمنظمة الدولية للفرانكوفونية، وهي ملتقطة، حسب وكالة أنباء «الحرية» (مستقلة) يوم السبت الرابع تشرين الأول/اكتوبر بمقر إقامة سفير موريتانيا في باريس.

أما الصورة الثانية فقد نشرها المدون «لو ألي» lo ely (غير معروف)، على صفحته على «فيسبوك»، وهي صورة «سيلفي» ملتقطة في أحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس أمس الثلاثاء، وقد ظهر فيها الرئيس مع إحدى المواطنات الموريتانيات وهو يهم بركوب سيارته.

وتحدثت مواقع إخبارية خاصة عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس ولد عبد العزيز يوم الجمعة المقبل لجمهورية غامبيا.

وأشعل تواري الرئيس الموريتاني عن الأنظار حرب مقالات وتدوينات بين أقلام الموالاة ومدوني خط المعارضة ومحرري المواقع الإخبارية أو بين من سماهم البعض «أقلام الفأل الحسن» و»أقلام الفأل السيء».

وكانت تدوينة السفير السابق والصحافي باباه ولد سيدي عبد الله أبرز تعليق تم تداوله أمس حول غياب الرئيس.

وقد ختم ولد سيدي عبد الله تدوينته قائلا «..فأين أنت يا «عزيز» الأصلي؟ : هل أنت في مقر سفارتنا في باريس تستقبل الضيوف والرسميين بعيدا عن الأضواء؟ أم هل أنت، شفاك الله- تتلقى العلاج فى مستشفى باريسي؟ أم هل أنت الذي شاع أنك كنت تطوف بالبيت الحرام قبل يومين؟ كفاك إهانة لنا، فقد تشابه علينا البقر يا راعي البقر.. وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».

وهاجم الكاتب المسمى عبد الله الراعي الذي يرد عادة عن جانب السلطة، في مقال شديد اللهجة نشره أمس، من سماهم في عنوان مقاله «كُتاب الأصفار .. والدعاية السوداء».

وأكد «.. أن «الكُتاب الأصفار» أطلقوا العنانَ لخيالهم المريض وصبوا من الكذب والإفتراء، ما يشفق الورق من حمله أحرى أن يصدقه ذو عقل سليم، إنها فلسفة القفز على القيم.. القفز على العقول.. القفز على الرقاب .. القفز على مؤسسات الدولة ومحاولة تشويه كل شيء وإفراغه من سلطته وهيبته، استلهاما لنظرية الفوضى الخلاقة، دون أن يدركوا أنهم بذلك التصرف الصبياني، إنما يقفزون نحو بركان سحيق ملتهب ويريدون جر البلاد معهم لا قدر الله».

وخاطب الراعي محرري أخبار الرئيس قائلا «رئيس الجمهورية سافر إلى فرنسا في زيارة رسمية أخذ الرئيس بعدها راحة أو ذهب للعلاج .. ما علاقة هذا بالدستور وعدم احترام الشعب ؟؟..أنتم من لاتحترمون الشعب ولا تحترمون الدستور وليس لديكم أي وازع أخلاقي اتجاه مؤسسات الدولة وكيانها».

وختم مقاله اللاذع بقوله «أخشى ما أخشاه على معارضتنا الوطنية، أن يغريها زيف دعايتكم هذه الأيام وترتكب أخطاء جوهرية، سبق وأن جربت مرارتها في مراحل سابقة».

وتناول المعلقون بالتحليل أسباب صمت المعارضة إزاء غياب الرئيس حيث أكدت وكالة «الحرية» (إخبارية موريتانية خاصة) في تعليق لها، «أن أي بيان أو تصريح لم يصدر عن المعارضة، ولعل ذلك يعود لأسباب أبرزها أن المعارضة أخذت العبرة من الماضي، عندما أكد زعماؤها بكل الطرق (بعد رصاصة 2012)، أن الرئيس لن يعود من مستشفى « بيرسي» قادرا على الحكم، قبل أن يعود الرجل حيا يرزق، واقفا على قدميه، وملوحا بيده من سيارته المكشوفة ذات مساء مشهود في نواكشوط».

«وهذا ما جعل زعماء المعارضة، تضيف الوكالة، يقعون في حرج كبير، حتى أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، بخصوص من زودهم بمعلومات مغلوطة عن صحة الرئيس، كما أن قدرة ولد عبد العزيز على خلق عنصر المفاجأة دائما صعبت من مهمة التكهن بحالته الصحية، أو توقع الخطوة الموالية منه، بل وحتى معرفة أين يقيم، وهو ما يجعل المعارضة تتريث، وتفضل الإنتظار حتى لا تصدر تقييما سرعان ما يفنده الرئيس».

القدس العربي