أنا مؤمن بأن الحركة ببطء أفضل من التوقف بشكل نهائي؛ لذا أطالب كل الأصوات التي تريد النهضة السريعة والانطلاق بسرعة الصاروخ بالصبر. إن بناء الأوطان ليس أمرًا سهلاً أو هينًا، فقد رحل نظام مبارك وانهارت المؤسسات بعد الثورة، وإعادة البناء أمر يحتاج إلى مجهود كبير، والرئيس عبدالفتاح السيسي يحمل أملاً كبيرًا ولديه خطط مليئة بالتحدي والطموح. وحتى ننطلق معه إلى أفق التقدم يجب أن نشاركه أحلامه وأن يعمل الجميع؛ لان إخلاص النوايا والعمل أهم عوامل نهضة ورقي المجتمعات.
ولكوني فنان أرى أن هناك شواهد كثيرة تؤكّد أن مصر تتحرك نحو عالم أفضل، ومستقبل مشرق.. من أهم تلك الشواهد عودة المهرجانات الفنية؛ مثل مهرجان السينما ومهرجان الموسيقى العربية، وعودة الحفلات الكبرى في القاهرة والمدن الساحلية.. ومنها افتتاح المسرح القومي، ذلك المسرح الذي تعرض للحرق وتم ترميمه بشكل رائع ليؤكد أن مصر مازالت بلد الأدب والفنون، كان افتتاح المسرح مبهر وعندما شاهدت المنطقة التي تحاصره وكيف تحولت إلى لوحة جمالية أدركت أن النظام الجديد قرّر أن يعيد القاهرة إلى جمالها القديم.
كثير من الناس يلومونني بسبب الابتعاد عن السينما والانشغال بالتليفزيون فقط.. وأحب التأكيد على أن الأزمة التي تواجه أبناء جيلي تكمن في الكتابة، فعندما أجد ورقًا جيدًا لا أتردد؛ ولذا تحمست لفيلم بـ"توقيت القاهرة" الذي جمع بيني وبين ميرفت أمين والصديق العزيز سمير صبري .. الفيلم من تأليف وإخراج أمير رمسيس، وأثق في أنه سينال إعجاب الناس وقت عرضه؛ لأن فكرته جديدة ولغته السينمائية شديدة البساطة.. فضلت العام الماضي الانسحاب من المنافسة في رمضان بسبب ظروفي الصحية، ولكن هذا العام تحسنت والحمد لله، وأخوض المنافسة بمسلسل "أولاد منصور التهامي"، قصة مصطفى محرم وإخراج سميح النقاش، وإنتاج محمد فوزي.
وليس صحيحًا ما تردد حول وجود خلافات بين فريق العمل، فقد تأخر التصوير بسبب سفري إلى مهرجان أبوظبي وبعد ذلك مهرجان دبي السينمائي.. والعلاقة بين كل فريق العمل طيبة.
قبل أن أختم حديثي أحب القول إنني منزعج من الإعلام، وأتمنى أن أرى إعلامًا يبني العقول ويصحح الأفكار الخاطئة.. لأن الإعلام غير المحايد كارثة يدفع ثمنها الناس.
ارم