خنافيس الخريف

أربعاء, 2014-10-08 04:37
باباه سيدي عبد الله

غريب امر خنافس الخريف، فلاهي أفلحتًْ فى التشويش عليّ ، وأنا طفل فى ربيعي السابع، فكيف تنال مٓرامٓها منّي ، وقد شاب مٓفْرقاي وتركتُ خلفي أربعين حولاً بورودها واشواكها وراكمتُ من خبرات "القضاء على الخشاش" ما شاء الله.

كانت خنافس الخريف تتجمع حول مصباح البترول الذي جلبه والدي - رحمه الله- لأراجع دروسي على ضوءه الذي كانت تتخلله انبعاثات دخانِ احتراق الفتيلة.

وكنت ألهو بجمع تلك الخنافس فى سطْل صغير به ماء، أو أدخلها فى قنينة مخروطية الشكل بها بقية زيتٍ فتلصق بها وتتوقف عن التحليق حول المصباح، قبل ان تلفظ انفاسها اختناقا، ودون أن تتلطخ يداي بها وبما تجلبه معها من...

واليوم تعود خنافس خريف كسيحة لتتحلٓق حول ضوء منشوراتي ، لا لتقارع النص بالنص ولا الموقف بالموقف، بلغة سليمة وأسلوب رصين، وإنما لتحترق نيابة عن مخلوقات أخرى نامتْ عنها نواطيرُها، فطفِقتْ تعيث نفاقا وتزلفا فى فضاء المواقع.

خنفساء تحوم حول مصباحي تسأل عن كتابي حول الخطاب السياسي للرئيس معاوية؟ ايتها المخلوقة الساذجة: كم أنا فخور بتأليف كتاب حول الخطاب السياسي للرئيس معاوية، لكن الخنافس والصراصير خُلقتْ لإتلاف الكتب وليس لقراءتها وتدبّر معانيها.

ثم انني لستُ من طعن معاوية فى الظهر، فلا زلتُ أكنٓ له كل التقدير والاحترام، واؤكد أنه كان فعلاً (معاوية الخير). خنفساء أخرى تمشي على استحياء وتفتري على خالقها الكذب: لقد كتبتٓ ياباباه قصيدة فى مدح عزيز بعد رصاصة "الطويلة".

ايتها الخنفساء العرجاء: النص الشعري السياسي الوحيد الذي كتبتُه فى عزيز كان نشيدًا لأخي العزيز محمد سالم ولد الميداح حَول تجميد العلاقات الموريتانية مع اسرائيل بعد قمة الدوحة، ولستُ نادما على كتابته، لأن تلك الخطوة - رغم ملابساتها التي تكشٓفتْ لاحقا -سوف تبقى خطوة تُحسٓبُ لعزيز، وتستحق الإشادة، وما أنا ممن يظلم الناس أو يجحد الحق.

وسيان دافعتُ عن قرار او خطوة لعزيز او حكومته أَو انتقدتها، فإنني أمارس حقي كمواطن موريتاني، دون تجريح شخصي أو هتٰكٍ لأعراض الناس بالزور والبهتان.

ايتها الخنافس المفعول بها، عذراً فقد حمٓلتُكِ ما لا تطيقين، وما أنتِ إلا مخلوقات ظلامية دفعتْ بكِ مخلوقات آخرى إلى فوهة مدافعي.

فلتخرجْ تلك المخلوقات البائسة الى النور، فأنا لها بالمرصاد.

ان الكبريت لا يزال فى جيبي وتاريخي مع إشعال النار مشهود.