أين النخب العربية؟

أربعاء, 2014-10-08 15:19
فاروق جويدة

أفسدت السياسة عقول أجيال كثيرة فى العالم العربى .. فى يوم من الأيام تحولت إلى قهوة صباحية مرة كما كان يقول الشاعر العراقى الراحل بلند الحيدرى ..

وتسللت لعنات السياسة تفرق الشعوب والأوطان دون أن تقدم حلا للمشاكل أو توفر حياة كريمة لشعوبها .. ما بين أحزاب سياسية مترهلة ضاعت النخب العربية ما بين تيارات سياسية أو دينية أو أيدلوجية .. وتفرقت جموع المثقفين وكل فريق يرفض الآخر بل وصلت الصراعات إلى دوائر الخيانة والاتهامات الباطلة .. وبعد أن أفاقت النخبة من صراعاتها اكتشفت أن العمر تسرب من بين أيديها .. فلا هى أنصفت شعوبا ولا هى أسقطت حكاما ولا هى حققت أحلامها فى حياة أكثر إنسانية .. ماذا تقول النخب العربية الآن من اقصى اليسار البعثى أو السورى أو العربى عن مصير العالم العربى ..ماذا تقول التيارات الدينية التى تحولت إلى قوى إرهابية ماذا يقولون عن عاصمة الرشيد ودار الأمويين فى بغداد ودمشق .. ماذا يقولون عن الفكر والثقافة والشعر والشعراء ..ماذا يقولون عن أحلام شعوبهم التى تبخرت تحت اقدام الغزاة الطامعين ..ماذا تقول النخبة العربية عن الدمار الذى لحق بالعرب وما هو المستقبل الغامض الذى ينتظرهم هل هو فساد الحكام أم فساد النخب أم هو العالم الذى تآمر عليهم ودفع بهم عشرات السنين للوراء ..كان الجيش العراقى من أقوى الجيوش فى العالم وضاع فى حربين ما بين ايران وحرب الخليج وكانت النهاية على يد المارينز ..كان الجيش السورى شريكا فاعلا مع الجيش المصرى فى حرب أكتوبر فأين هو الآن وقد تحول إلى ميليشيات تقاتل بعضها.. أين المثقف السورى وأين الفن الجميل والإبداع الراقى والشعب الأصيل أين شعراء العراق وأين ناظم الغزالى والسياب والزهاوى وأين ياسمين دمشق ونخيل العراق وأين دجلة والفرات وأين قبائل ليبيا العريقة أين هذا كله يا صناع الفكر والثقافة وماذا بقى للشعوب غير أطلال تبكى أمجاد الراحلين ..أين النخب العربية التى رسمت أحلاما لشعوبها لم يتحقق منها شئ.