تعتبر قطر في نظري إمارة عتيقة مثل بقية أو بعض إمارات الخليج، لا تتمتع بنظام ديمقراطي، طابعها السياسي متسامح، ولها سمعة طيبة في العالم العربي بوجه خاص.
لا أجد مبررا لتوتر علاقاتها مع جارتها إلى جانب المنافسة إلا عقدة الربيع العربي.
عندما حدث هذا الربيع العربي، دعمت قطر هذا التوجه، الذي يدعو لمعالجة الواقع العربي المتردي.
أعتقد أن دولا مثل السعودية والإمارات، رأت في هذا الربيع العربي، خطرا وجوديا، رغم أن هذا الربيع لا يسعى للاجتثاث بقدر ما يسعى للإصلاح.
فالمغرب مثلا، ذات طابع ملكي، ومع ذلك تكيفت مع هذه الموجة، أما السعودية والإمارات، فاختارت موقفا صداميا ،لقتل هذه الظاهرة الصحية، على رأي الكثيرين، ربما مخافة على العروش، ولعل السلطات في الإمارات والسعودية، مهما تغافلت تدرك أن دماء الإسلاميين المصريين في مجزرتي رابعة والنهضة وغيرهما من الوقائع الوحشية بعد وصول السيسي للحكم، في رقاب هذه السلطات جزء منها، فقد أيدوا السيسي في نهجه الانقلابي غير الشرعي ،وفي أسلوبه التصفوي.
إن موقف السعودية والإمارات ضد الإخوان، والذي بارك ما قام به السيسي من جرائم ضد هؤلاء المتدينين الوسطيتين، سيظل يثير أكثر من استغراب.
لقد استضافت الإمارات والسعودية الحركات الإسلامية، في فترات سابقة، وهي دول عربية خيرة ساهمت في دعم الكثير من المجتمعات والدول العربية والإسلامية، في السراء والضراء، لكن لكل جواد كبوة.
أما وقد إختارت قطر إيواء التوجه الإسلامي ودعم حماس، إبان فواجع غزة المستمرة، فقد كان جديرا بغيرها من الدول الخليجية، تفهم هذا الموقف والإختلاف المشروع، وعدم المبالغة في تقريع قطر على هذا التوجه.
كما نجحت قطر في التأسيس لقناة رائدة، هي قناة الجزيرة وإن استخدمتها في أجندتها الخاصة في حالات عدة، إلا أن قناة "الجزيرة" من أكثر وسائل الإعلام العربي حضورا ومتابعة إخبارية وتمثيلا ولو نسبيا للرأي والرأي الآخر، وإن غابت عن الأنظار، فان ذلك سيعتبر خسارة حقيقية للإعلام العربي الجريء.
إن دول الخليج جديرة بالتفاهم والتآخي والتوحد، بدل هذا الجو الراهن المقيت الممزق، المضعف والمهدد بحق لمجلس التعاون الخليجي، ولأي أمل في تقارب العرب وتلاحمهم.
إن ما حدث بين قطر وشقيقاتها، لا يسر إلا الأعداء ولا يفرح به إلا المتربصون بالصف العربي.
إن لكل دولة الحق في صياغة سياساتها الخاصة، والحق للجميع في النصح والتقييم والنقد والرأي الحر، ولكن ليس إلى درجة التحريض والكراهية والعداء، والمشفقون على الواقع العربي الهش، يتوقون إلى صلح عاجل بإذن الله، لتجاوز هذه القطيعة المؤلمة المخيفة.
الصف العربي يعيش في الوقت الراهن مستوى من الخلافات والشقاق يدفع للخوف المشروع على العلاقات البينية بين العرب أجمعين، ولقد أضحت الجامعة العربية وكافة الدوائر عاجزة أمام هذا التراشق والتنابذ المتصاعد.
ولا يدرى هل الخير في الواقع الحالي، أم الرضوخ لشروط سعودية وإماراتية لإعادة العلاقات، قد تحول هذه الشروط قطر إلى كيان فارغ من المعنى والتأثير الإقليمي والدولي.
الصلح خير، لكن الإملاء والتدخل في الشأن الخاص مر مرير.
تتحسس الدول الخليجية المعنية من نشاط قطر الإعلامي، وهذا يدل على محورية الإعلام في عالمنا الحالي، كما تدل الحساسية المفرطة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية، رغم اعتدالها ومظلوميتها الواضحة الجلية، على مكانة هذه الجماعة عربيا وعالميا، ومن الجدير بالذكر، أن السعودية والإمارات للأسف البالغ، حاربت هذه الجماعة حتى في الفضاء الدولي، لكن سيرة وطبيعة هذه الحركة الإسلامية المسؤولة المسالمة حالت دون نجاح هذا الكيد المتواصل الدؤوب.
حري بأعداء قطر، وأعداء الحرية عموما أن يتفهموا ما حصل في العالم ويحصل باستمرار من تغير وانفتاح، قد لا يمكن معه أحيانا إلا التعايش، أما القرارات غير المحسوبة وخنق المخالف، فقد لا تستدعي إلا التضامن والدعاء المستجاب بإذن الله.
اللهم أحفظ قطر وأصلح ذات بين المسلمين.
والغريب في هذا السياق تصريح وزير الخارجية السعودي بالقرن بين الإخوان وحماس، في دعوة قطر لمقاطعتهما، فهل هو سياق صريح من التطبيع مع العلمانية وإسرائيل، كما أن تغريدات ترامب الأخيرة تدل على إحاطته علما بالتوجه ضد قطر ومباركته له.
مما يدل أيضا على أن الأزمة الحالية، تدخل في نطاق مخطط دقيق، قد تكون اللوبيات الصهيونية في أمريكا وإسرائيل، قد أشرفت على حبكه بإتقان، مما قد يهدد المنطقة برمتها بالدخول في أتون تصعيد خطير وشيك.
أما محاولة الزج بموريتانيا في هذا المأزق، فهو مقترح فاسد، فهؤلاء كلهم "نعني الدول الخليجية المعنية" أشقاء لا ينبغي إلا نسعى بود ونصح للإصلاح بينهم، وليس الانحياز السلبي إلى إحدى الجهات على حساب أخرى، وما سوى ذلك لا يخدم العلاقات الأخوية، التي يرجى إصلاحها ومعالجة ما فسد من نسيجها الغالي.
فموريتانيا رغم بعدها من مصلحتها أن تحرص على اللحمة وتعزيز الصلات بين جميع العرب والمسلمين، وليس لعب دور انتهازي من أجل فتات زائل زائف.
وقد جاء خبر قطع العلاقات مع قطر، صاعقة على رؤوس كثير من الموريتانيين، فعلاقة الدولة الموريتانية مع قطر ليست علاقة نظام بنظام فحسب، وإنما علاقة شعب بشعب، ودولة بدولة، ولا ينبغي أن يتم التصرف فيها بهذه البساطة، من طرف عسكري انقلابي شرعيته السياسية محل جدل على رأي البعض، ويعتبر الكثير من الموريتانيين تصرف رأس النظام ضد قطر، لصالح حلف السعودية ومصر من أجل مغنم بالدرجة الأولى، وقد يضر هذا التصرف الشائن بجاليتنا المعتبرة في قطر للأسف البالغ، كما أن قطر في المقابل قد لا تتضرر جراء هذا الإجراء "العزيزي" الأحمق، ويكاد يجمع الموريتانيون على استهجان هذه الخطوة غير المحسوبة مطلقا، وقد تجد موريتانيا لاحقا صعوبة في إعادة علاقاتها مع قطر الشقيقة، بعد تجاوز هذه الأزمة من طرف الجهات المتنازعة.
قال أحد المعلقين باختصار، ردا على من سأله عن مفاجأة قطع علاقات موريتانيا مع قطر، إنها فضيحة من العيار الثقيل.
تعتبر قطر في نظري إمارة عتيقة مثل بقية أو بعض إمارات الخليج، لا تتمتع بنظام ديمقراطي، طابعها السياسي متسامح، ولها سمعة طيبة في العالم العربي بوجه خاص.
لا أجد مبررا لتوتر علاقاتها مع جارتها إلى جانب المنافسة إلا عقدة الربيع العربي.
عندما حدث هذا الربيع العربي، دعمت قطر هذا التوجه، الذي يدعو لمعالجة الواقع العربي المتردي.
أعتقد أن دولا مثل السعودية والإمارات، رأت في هذا الربيع العربي، خطرا وجوديا، رغم أن هذا الربيع لا يسعى للاجتثاث بقدر ما يسعى للإصلاح.
فالمغرب مثلا، ذات طابع ملكي، ومع ذلك تكيفت مع هذه الموجة، أما السعودية والإمارات، فاختارت موقفا صداميا ،لقتل هذه الظاهرة الصحية، على رأي الكثيرين، ربما مخافة على العروش، ولعل السلطات في الإمارات والسعودية، مهما تغافلت تدرك أن دماء الإسلاميين المصريين في مجزرتي رابعة والنهضة وغيرهما من الوقائع الوحشية بعد وصول السيسي للحكم، في رقاب هذه السلطات جزء منها، فقد أيدوا السيسي في نهجه الانقلابي غير الشرعي ،وفي أسلوبه التصفوي.
إن موقف السعودية والإمارات ضد الإخوان، والذي بارك ما قام به السيسي من جرائم ضد هؤلاء المتدينين الوسطيتين، سيظل يثير أكثر من استغراب.
لقد استضافت الإمارات والسعودية الحركات الإسلامية، في فترات سابقة، وهي دول عربية خيرة ساهمت في دعم الكثير من المجتمعات والدول العربية والإسلامية، في السراء والضراء، لكن لكل جواد كبوة.
أما وقد إختارت قطر إيواء التوجه الإسلامي ودعم حماس، إبان فواجع غزة المستمرة، فقد كان جديرا بغيرها من الدول الخليجية، تفهم هذا الموقف والإختلاف المشروع، وعدم المبالغة في تقريع قطر على هذا التوجه.
كما نجحت قطر في التأسيس لقناة رائدة، هي قناة الجزيرة وإن استخدمتها في أجندتها الخاصة في حالات عدة، إلا أن قناة "الجزيرة" من أكثر وسائل الإعلام العربي حضورا ومتابعة إخبارية وتمثيلا ولو نسبيا للرأي والرأي الآخر، وإن غابت عن الأنظار، فان ذلك سيعتبر خسارة حقيقية للإعلام العربي الجريء.
إن دول الخليج جديرة بالتفاهم والتآخي والتوحد، بدل هذا الجو الراهن المقيت الممزق، المضعف والمهدد بحق لمجلس التعاون الخليجي، ولأي أمل في تقارب العرب وتلاحمهم.
إن ما حدث بين قطر وشقيقاتها، لا يسر إلا الأعداء ولا يفرح به إلا المتربصون بالصف العربي.
إن لكل دولة الحق في صياغة سياساتها الخاصة، والحق للجميع في النصح والتقييم والنقد والرأي الحر، ولكن ليس إلى درجة التحريض والكراهية والعداء، والمشفقون على الواقع العربي الهش، يتوقون إلى صلح عاجل بإذن الله، لتجاوز هذه القطيعة المؤلمة المخيفة.
الصف العربي يعيش في الوقت الراهن مستوى من الخلافات والشقاق يدفع للخوف المشروع على العلاقات البينية بين العرب أجمعين، ولقد أضحت الجامعة العربية وكافة الدوائر عاجزة أمام هذا التراشق والتنابذ المتصاعد.
ولا يدرى هل الخير في الواقع الحالي، أم الرضوخ لشروط سعودية وإماراتية لإعادة العلاقات، قد تحول هذه الشروط قطر إلى كيان فارغ من المعنى والتأثير الإقليمي والدولي.
الصلح خير، لكن الإملاء والتدخل في الشأن الخاص مر مرير.
تتحسس الدول الخليجية المعنية من نشاط قطر الإعلامي، وهذا يدل على محورية الإعلام في عالمنا الحالي، كما تدل الحساسية المفرطة من جماعة الإخوان المسلمين المصرية، رغم اعتدالها ومظلوميتها الواضحة الجلية، على مكانة هذه الجماعة عربيا وعالميا، ومن الجدير بالذكر، أن السعودية والإمارات للأسف البالغ، حاربت هذه الجماعة حتى في الفضاء الدولي، لكن سيرة وطبيعة هذه الحركة الإسلامية المسؤولة المسالمة حالت دون نجاح هذا الكيد المتواصل الدؤوب.
حري بأعداء قطر، وأعداء الحرية عموما أن يتفهموا ما حصل في العالم ويحصل باستمرار من تغير وانفتاح، قد لا يمكن معه أحيانا إلا التعايش، أما القرارات غير المحسوبة وخنق المخالف، فقد لا تستدعي إلا التضامن والدعاء المستجاب بإذن الله.
اللهم أحفظ قطر وأصلح ذات بين المسلمين.
والغريب في هذا السياق تصريح وزير الخارجية السعودي بالقرن بين الإخوان وحماس، في دعوة قطر لمقاطعتهما، فهل هو سياق صريح من التطبيع مع العلمانية وإسرائيل، كما أن تغريدات ترامب الأخيرة تدل على إحاطته علما بالتوجه ضد قطر ومباركته له.
مما يدل أيضا على أن الأزمة الحالية، تدخل في نطاق مخطط دقيق، قد تكون اللوبيات الصهيونية في أمريكا وإسرائيل، قد أشرفت على حبكه بإتقان، مما قد يهدد المنطقة برمتها بالدخول في أتون تصعيد خطير وشيك.
أما محاولة الزج بموريتانيا في هذا المأزق، فهو مقترح فاسد، فهؤلاء كلهم "نعني الدول الخليجية المعنية" أشقاء لا ينبغي إلا نسعى بود ونصح للإصلاح بينهم، وليس الانحياز السلبي إلى إحدى الجهات على حساب أخرى، وما سوى ذلك لا يخدم العلاقات الأخوية، التي يرجى إصلاحها ومعالجة ما فسد من نسيجها الغالي.
فموريتانيا رغم بعدها من مصلحتها أن تحرص على اللحمة وتعزيز الصلات بين جميع العرب والمسلمين، وليس لعب دور انتهازي من أجل فتات زائل زائف.
وقد جاء خبر قطع العلاقات مع قطر، صاعقة على رؤوس كثير من الموريتانيين، فعلاقة الدولة الموريتانية مع قطر ليست علاقة نظام بنظام فحسب، وإنما علاقة شعب بشعب، ودولة بدولة، ولا ينبغي أن يتم التصرف فيها بهذه البساطة، من طرف عسكري انقلابي شرعيته السياسية محل جدل على رأي البعض، ويعتبر الكثير من الموريتانيين تصرف رأس النظام ضد قطر، لصالح حلف السعودية ومصر من أجل مغنم بالدرجة الأولى، وقد يضر هذا التصرف الشائن بجاليتنا المعتبرة في قطر للأسف البالغ، كما أن قطر في المقابل قد لا تتضرر جراء هذا الإجراء "العزيزي" الأحمق، ويكاد يجمع الموريتانيون على استهجان هذه الخطوة غير المحسوبة مطلقا، وقد تجد موريتانيا لاحقا صعوبة في إعادة علاقاتها مع قطر الشقيقة، بعد تجاوز هذه الأزمة من طرف الجهات المتنازعة.
قال أحد المعلقين باختصار، ردا على من سأله عن مفاجأة قطع علاقات موريتانيا مع قطر، إنها فضيحة من العيار الثقيل.