تشير دراسة جديدة إلى أن أدوية الحرقة التي يتناولها الملايين من البشر قد تزيد من خطر الموت المبكر.وكانت الأدوية التي تُعرف باسم مثبطات مضخة البروتون، أو PPIs، مرتبطة في السابق بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك تلف الكلى الخطير، وهشاشة العظام والخرف. وتُصدر هيئة الصحة الوطنية أكثر من 50 مليون وصفة طبية كل عام، للدواء الذي يُستخدم لعلاج حرقة المعدة والقرحة وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي، ولكن يقول الباحثون إن الوقت قد حان لتقييد استخدام هذه الأدوية.
وفحص الباحثون السجلات الطبية لأكثر من 275 ألف شخص يتناول أدوية PPI، وحوالي 75 ألف شخص ممن يتناولون فئة أخرى من الأدوية، تُعرف باسم H2 blockers، للحد من حموضة المعدة.
وقال الباحث زياد العلي، الأستاذ المساعد في كلية الطب بجامعة واشنطن الأمريكية: "بغض النظر عن كيفية فحص البيانات، فقد وجدنا أن هناك خطرا متزايدا للوفاة عند الأشخاص الذين يتناولون أدوية PPI".
وأضاف موضحا: "يعتقد الناس أن هذه الأدوية آمنة جدا لأنها متاحة بكثرة، ولكن يوجد مخاطر حقيقية ناجمة عن تناولها لفترات طويلة".
ويتم وصف أدوية PPI وH2 blockers، تبعا للظروف الصحية الخطيرة، مثل نزيف الجهاز الهضمي العلوي، ومرض سرطان المريء. وغالبا ما تُستخدم مثبطات البروتون، بدون وصفة طبية، لعلاج الحرقة وعسر الهضم.
ووجد الباحثون أن هناك زيادة في خطر الوفاة بنسبة 25%، عند الأشخاص الذين يتناولون PPI، مقارنة بأولئك الذين يتناولون H2 blocker. كما يوجد حالة وفاة إضافية بين كل 500 شخص، يتناولون أدوية PPI لمدة عام.
وقال الدكتور زياد العلي، إن الملايين من الناس يتناولون أدوية PPI بانتظام، ما قد يؤدي إلى حدوث آلاف الوفيات سنويا.
ووجدت دراسات سابقة أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى كسور في عظم الفخذ، بنسبة 35%، وكذلك التعرض للأزمات القلبية بنسبة 20%. وفي العام الماضي، وجد العلماء الألمان أن أدوية الحرقة تزيد من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 44%.
وخلصت الدراسة التي نُشرت في مجلة BMJ Open، إلى أن أدوية PPI، قد تزيد من تلف الأنسجة الناشئة عن العمليات الخلوية العادية، والمعروفة باسم الإجهاد التأكسدي.
ومع ذلك، قالت الجمعية الملكية البريطانية، وهي تمثل الشركات المنتجة للأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: "تمت الموافقة على جميع الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، من قبل هيئة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية، حيث يتم تقييمها بدقة من أجل السلامة العامة".
المصدر: تيلغراف