الجارديان: وجهة نظر بشأن التحولات في تونس

أحد, 2015-01-04 13:32
صورة تخدم النص

كتب رئيس تحرير الجارديان عن الانتخابات التونسية التي أوصلت السبسي إلى كرسي الرئاسة، قائلا: استطاعت تونس إجراء انتخابات ناجحة بعد أربع سنوات من سقوط الديكتاتور. لذا فهي تستحق الإعانة.
فمنذ أربع سنوات توفى بائع طريق صغير (ألبوعزيزي) وتسبب موته في ثورة أطاحت بالديكتاتور التونسي زين العابدين بن علي. اليوم، ومع العديد من العقبات التي ما زالت أمامهم، فإن تونس تقدم قصة أقرب ما تكون للنجاح وقد تكللت بإجراء الانتخابات بهدف إقامة دولة مستقرة في العالم الإسلامي العربي المضطرب.
تونس تقف وحدها كاستثناء في المنطقة، وذلك من خلال تطورها السياسي مقارنة بالأزمات المأساوية في بقية المنطقة وتقلباتها: عودة مصر إلى الحكم العسكري، حرب أهلية في سوريا والمجزرة المتواصلة في العراق، والفوضى في ليبيا. فلأول مرة في تاريخها، تنتخب تونس رئيسها – 88 عاما – بحرية، «الباجي قائد السبسي» وهو مسؤول سابق تحدث قائلا: هذا التصويت أكمل سلسلة من الانتخابات التي تمت بسلام وأسس نظاما ديمقراطيا جديدا في دولة الأحد عشر مليون نسمة.
بعض الناقدين انتقدوا تاريخ السبسي كسياسي قديم على صلة بالرئيس المعزول ونظامه، ولكن من الصعب ألا نعترف بأن تونس تقدم تفاؤلا في العالم العربي بسبب أنها أجرت الانتحابات على أساس فردي (رجل واحد. صوت واحد) حتى ولو لمرة. بالطبع مهما كانت الأخطاء، فإن الإسلاميين (أي حزب النهضة) الذين أتوا إلى الحكم سنة 2011 تقبلوا الخسارة محتكمين إلى صناديق الاقتراع باعتبارها مؤشر التحول السياسي الحقيقي بالمقارنة مع (غيرها التي تنهي الوضع) بانقلاب عنيف من طرف الجيش.
بعض الأسباب لنجاح تونس يعود إلى تاريخها منذ القرن التاسع عشر والتغييرات في الدستور وفصل الدولة عن الدين، وقد حكم الحبيب بورقيبة بعد الاستقلال من 1959 إلى 1987 وقد ترك إرثا هاما وهو التعليم العام، التغيرات الاجتماعية وترقية النساء. في 2011 حمل ذلك الإرث بذور نجاحه: الإسلاميون. لعبوا دورا، وشارك الجيش في التحويل السلمي، وكانت هنالك طبقة وسطى قوية ونظام حكومي يتم البناء عليه. لعبت المرأة التونسية دورا كان لابد منه ولكنه أقل استراتيجية وأصغر تأثيرا من مصر، وهو الدور الذي حماها من الفوضى التي تثيرها قوى خارجية.
لا شيء من هذا يلغي أن هنالك غيوما في الأفق. رئيس تونس الجديد محترم ويملك الخبرة، ولكنه يحتاج إلى حكومة تستطيع حل مشاكل اقتصادية عميقة، بما فيها الفرق بين الشمال والجنوب. سيضطر إلى تنظيم العلاقات مع الجيران في منطقة متقلبة حيث يوجد الكثير من القلق بشأن دخول المتشددين من ليبيا والعائدين من سوريا، ولكن نجاح تونس لحد الآن يؤكد أن الإسلام والديمقراطية ليسا ضدين متصارعين. إن المثال التونسي مثال يصلح أن يكون قدوة للدول الأخرى في المنطقة. وهذا سبب يفرض على الغرب إعطاء تونس الإعانة المالية. فالغرب هو الذي يزعم دائما تأييد الديمقراطية.

omandaily