تحدث الرئيس بشفافية مع المزارعين، عن وفاء الدولة بالتزاماتها، و الأولوية التي وفرتها للإنتاج الزراعي الوطني، من أجل الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مجال مخرجات هذا القطاع الحيوي، الذي شهد و يشهد نهضة مؤسسية وأخلاقية.، ودعاهم إلى القيام بواجباتهم، و إلى إنجاح تجارب مؤازرة الدولة لجهودهم.
وكان واضحا في تأكيده على أن البناء الديمقراطي الذي شاده، و الذي جنب بلادنا، بفضل الله وجوده، ربيع المآتم والدمار، لن يسمح شعبنا لأي كان أن يعبث باستقراره، أو بحرياته.،
وقال إن استفتاء5أغسطس2017 ،ينزع إلي تأكيد إرادة ناخبينا ، ومصلحة بلدنا العليا في المحافظة على مناخ الأمن والاستقرار.، وأكد أن المستقبل سيشهد الدفع بإنشاءات المقاربة التنموية في جمهوريتنا الإسلامية إلي الأمام.
جمهورية أصبحت متألقة في تعزيز قيم وثقافة السلم، ودبلوماسيتها المتأنية اليوم تقود القارة الإفريقية ، وجهود المصالحة في كل من اليمن وليبيا، ودول الساحل والصحراء.، وجنودها تعول عليهم منظمة الأمم المتحدة في جهود حفظ الأمن والاستقرار، ولم يعد بالإمكان إنشاء قوة في هذا الميدان دون الرجوع إلي الجمهورية الاسلامية الموريتانية.
العالم من حولنا يتغير بأسرع وتيرة ،وتتهاوى أنماط فكرية واجتماعية وسياسية ، حكمت خلال المائة سنة الأخيرة ، ويخرج من حلبة الصراع كليا نخب الأحادية والفساد، وتكريس زعامات أحزاب اليمين وأحزاب اليسار، وأصبحت لغة الأرقام في مجالات التنمية والتشغيل والاقتصاد، وفي فضاءات السلم والأمن والاستقرار، هي اللغة الوحيدة، التي تنشدها الشعوب المجاورة للبحار واليابسة على حد سواء.
لم يعد سرا أننا نعبر عصر حروب الهويات، والأمة العربية الإسلامية التي تمثل مجالنا الجغرافي، وتاريخنا، وهويتنا يجتاحها سباق تسليح صاروخي مجهول ، وحرب إعلامية تدمر جوهر أخلاقنا ، وهي بوضوح أخطر على الحاضر والمستقبل من حرب الموارد والطاقة على الأمن القومي الجماعي.
وبفعل مناخ الهويات الفرعية ، ينزلق العالم العربي تدريجيا من نظرية الدولة إلى مظاهر الفوضى الزاحفة للقضاء على الهوية الوطنية واستبدالها بالهويات الفرعية , ونشرا لاضطراب السياسي والأمني , وتجارب الإرهاب الطائفي المسلح , وتأميم نخب الفساد و الفوضى لمؤسسات الدولة ، سبيلا إلي بناء كيان الهويات الفرعية مكان كيانها الوطني، الحامي للديمقراطية ودولة المؤسسات, وتعاني المنطقة الإفريقية -مجالنا الرحب- من تداعيات حروب المغامرة ، وحروب المرتزقة التي أضحت متعددة ومركبة سيالة, وباتت تستنزف الاستثمار القيمي والحضاري للشعوب الإفريقية , وتتخطى المحظورات, وتؤسس لحروب الهويات الفرعية التي تنفي الأخر، وتدعو الى تطبيق نظرية تنازع البقاء، التي تعني( أنواع) الإبادة للبشر، وتدمير ما بنته لقرون عديدة أجيال البشرية، منذ عهد نوح عليه السلام ، إلي عهد الرحمة المهداة لكل البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.، والتجارب ماثلة في صنعاء باليمن السعيد، وحلب ببلاد الشام ، والموصل ببلاد الرافدين،
وما غزة وبيروت وسرت وطرابلس منكم ببعيد.
موريتانيا الجديدة أخذت الدروس، واستخلصت نتائج عهود من الفساد ، وتهميش الفقراء والشباب والنساء، والنظر دائما إلى الخلف.، واجتراره بامتراء.
نعم للاستفتاء، ترسيخ للأمن والاستقرار، وسير إلى الأمام بلا تلعثم، وبلا نفاق.
واليد التي بنت الديمقراطية، وزرعت الضفة ، والآخذة الزناد تحمي الثغور وأمن البلاد والعباد، لا تخاف ولا ترتعش، وجباهها التي لا تسجد إلا لله الواحد القهار، تعرف أين نسير، وأين نقف.
نسير إلى ما يوحد الصفوف، ونقف حيث يقف الرئيس، وحقيق – كما علمنا عربا وعجما- أن يدخل في الشباك الهدف.، الذي هو نجاح الاستفتاء والتوجه إلى ما يخدم المصلحة العليا.، التي ستتجسد في مزيد من الحريات الديمقراطية، ومزيد من الرخاء الاقتصادي، والأهم أن لا
نتيح أبدا لناشري الكراهية وثقافة التحريض على العنف،
السير بنا إلي هاوية طمس معالم هويتنا الوطنية، أو تهديد ديمقراطيتنا الفتية، أو المساس بسلمنا الأهلي المصان.