نداء المأمورية الثالثة : دعوة إصلاح صادقة ، أم نية إفساد ماحقة؟!!.

ثلاثاء, 2017-07-25 12:02
سيد الأمين ولد باب

كتبت قبل أشهر من الآن مقالا تحت عنوان "..ومصلحة الرئيس في ترك السلطة" .المحذوف من هذا العنوان موجود في المضمون وهو أن مصلحة الشعب في الرئيس ، أي في مأمورية ثالثة ، لكنها ليست في مصلحة الرئيس نفسه، إلا بشرط  لم آت علي ذكره ولم أفصل الموضوع كثيرا ، وبعد عودة النداء بمأمورية ثالثة ، أجدد الرأي في ذلك الموضوع موضحا ، بالفعل أن الشعب يعي ما فيه مصلحته ، وهو يريد مأمورية ثالثة قطعا لأنه رأي يقينا الإنجازات العملاقة في مختلف الميادين وفي مختلف أطراف البلد ، ما يدفعهم إلي طلب المزيد، ذلك هو مايعبرون عنه في كل مناسبة ، وهو ما يرتسم علي وجوه العامة ، وتؤكده المهرجانات الماضية ، التي ترأسها كل من الوزير الأول ،ورئيس الحزب الحاكم ، أما مهرجان البارحة في ملعب ملح ، فقد كان صرخة مدوية في الأفق العريض : لا نريد غير محمد ولد عبد العزيز.

وأن هناك نخبة فاسدة في الموالات من الموظفين الساميين والأشخاص العاديين ،تتمني حصول مأمورية ثالثة ، وتحبس الأنفاس عندما تسمعها من مخلصين صادقين أرادوا إيصال رسالة الشعب الراغب في مأمورية ثالثه إلي الجميع وإلي فخامة الرئيس ، وينادون هم علي إثرهم بها ،لكنهم  لا يريدون منها إلا الباطل: إنهم لا يريدون إلا سرقة إرادة فخامة رئيس الجمهورية ،فهم يوالون فيسرقون ، ويطلبون جزاءا لموالاتهم إطلاق سراح سراق أكلة المال العام ، ويظلمون ويشدون علي أيدي الظالمين ،ويقولون للمظلوم هذا هو الذي جري به العرف هنا: أصبر أو لا تصبر فلن تجد حقك إلا بالرشوة وقد لا تجده وهذه مسألة عادية ،ويفسدون كثيرا ويقولون وهم مواطنون عاديون لا يعجزنا شيئ في هذه الدولة حتي ولو كان بيد رئيس الجمهورية ، ويضحكون ويقولون :هذه هي موريتانيا الأعماق يعف أعلين.

تري ماذا يحاك ضد فخامة الرئيس ؟!! . نحن جد متأكدين من أن هذه ليست هي رغبة الرئيس ولا إرادته ، فما الذي يحصل ؟!!.

إنه سرقة لإرادة الرئيس ، فما لم يستطيعوا سرقته حتي الآن يريدون له مأمورية ثالثة ليتمون سرقة إرادة الرجل بالكامل ، نحن لا نريد مأمورية ثالثة ما لم يكن بمقدور فخامة الرئيس أن يحمي ملكيته الخاصة من سرقة بعض أنصاره وحاشيته المقربين :الساميين والعاديين ، لأننا نريد أن نظل نشيدٌ نفتخر بتجربة مميزة في تسيير البلاد لأحد أبناء هذه البلاد ، ولا نريد أن يصبح فخامة الرئيس مثل هذه النخبة الخاسرة عندما تسرق كامل إردته وهو لا يعلم ، حينها لن يكون للبلاد أمل في منقذ من أبناءها ، يتقدمها ويتولي أمرها . فسينصرف السياسيون الوطنيون والمخلصون للوطن ، ويعتزلوا سياسة مبادلة الأدوار بين المفسدين ، وتبقي الساحة السياسية والبلد عموما في قبضة المفسدين ، ورحمة لأطماعهم دون رؤية ضوء في آخر النفق ، دون التطلع إلي فرج في المستقبل القريب ، لأن ظهور منقذ آخر بعد تجربة ولد عبد العزيز لن تكون بمعثا علي الإرتياح ، فهذا المنقذ الجديد لن يكون بكل تأكيد أقوي من ولد عبد العزيز ـ بارك الله فينا وفيه ـ ولن يكون أكثرمنه معرفة بأوجاع المجتمع ، هذا إن كان مثله في صدق الإرادة ، والعزيمة .

الأقوى سرقت إرادته وطمست عزيمته ، فما بالك بالجديد،الأقل القوة مهما كان صدق إرادته .

إذا لم يكن الرئيس متنبها لإرادته وقادرا علي حمايتها من أنصاره قبل أعداءه ، فلا حاجة له في مأمورية ثالثة ، لأنها ستكون بداية العد التنازلي لسلبه كل مميزاته ، ونحن لا نريد ذلك ـ كما قلنا من قبل ـ بل نريده قويا كما جاء ، أو نريد منه بقية أخلاق وشيء من التقوي ، يكون لنا عونا للبحث بالمواصفات والخصائص المتبقية عن منقذ آخر،  فإن استمر نشاط المفسدين وتغول الظالمين في مأمورية الثالثة ستطغي كفة الفساد علي الإصلاح ، وهذا هو ما لا نرجو ولا نتمني أن يحدث . أما إذا كان فخامة الرئيس مطمئنا علي قدرته لمواجهة التحديات الكبيرة التي يتلقاها حتي من بعض أنصاره، فإننا سنحرق الدستور إن وقف في وجه المأمورية الثالثة ، ونجرم من يجعلوا منه حائلا دونها.