الحج في زمن ترمب.. مضايقات الذهاب ومخاوف العودة

اثنين, 2017-09-04 10:10

ألقت قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن حظر السفر بظلال من الخوف على مسلمي الولايات المتحدة جعلت عددا كبيرا من الراغبين في الحج منهم هذا العام يعدلون عن أداء تلك الفريضة خشية عدم التمكن من العودة، فضلا عن تعرضهم لـ"تفتيش ضمائرهم قبل السفر" من قبل أجهزة الأمن الأميركية.

هذه الحالة استوقفت وكالة "أسوشيتد برس الأميركية"، فأعدت تقريرا يستعرض مظاهر تلك المخاوف لدى مسلمي الولايات المتحدة، للاقتراب من طبيعة الهواجس التي تنتابهم وقد حالت دون سفر الكثير منهم لقضاء الركن الخامس من أركان الإسلام.

تقول الوكالة نقلا عمن التقتهم من مسلمي الولايات المتحدة إنهم لم يكونوا أكثر قلقا بشأن السفر إلى الخارج منهم الآن، وذلك بعد قرارات إدارة ترمب بشأن حظر سفر رعايا ست دول إسلامية، أطلق العنان للاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأشاع الارتباك في المطارات في وقت سابق من  العام الجاري.

كما ذكرت إدارة ترمب فى البداية أن مواطني تلك الدول الذين يحملون بطاقات خضراء دائمة في الولايات المتحدة سيحرمون من العودة إلى البلاد.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن سليمان حامد الذي يدير شركة "بروس للحج" ومقرها أطلانطا قوله "نجد أن مستوى القلق يرتفع في الوقت الحالي، إنها حقيقة مع التدقيق الشديد".

ولدى حامد خبرة طويلة في تنظيم رحلات الحج من الولايات المتحدة تبلغ 17 عاما، ويذكر حامد أن أحد الراغبين في الحج من خلال شركته عدل عن رغبته هذا العام، وأوضح أن هذا الشخص مواطن من غرب أفريقيا لديه بطاقة خضراء، ولدى تجديدها وقع بها خطأ إملائي ولم تصله البطاقة المصححة في الوقت المناسب للسفر، لهذا عدل عن الذهاب خشية عدم التمكن من العودة.

 

الخوف من المجهول 
أما عبد الله وارسام -وهو أميركي من أصل صومالي يعيش في مينيسوتا- فيقود 420 شخصا إلى الحج هذا العام من الولايات المتحدة. وقد استشارت شركته "مينا لرحلات الحج" محامي الهجرة لمعالجة المخاوف قبل بدء الرحلة.

ورغم ذلك ألغى أربعة أشخاص حجهم هذا العام، لأنهم -حسب ما يقول عبد الله- "لا يريدون التعامل مع المجهول الذي قد يأتي به حظر السفر إذا لم يسمح لهم بالعودة إلى الولايات المتحدة".

ويضاف إلى ذلك الآثار المترتبة عن قرار ترمب التنفيذي بحظر الإلكترونيات المحمولة في كبائن الرحلات من عشر مدن معظمها من دول إسلامية منها مدينة جدة، نقطة الدخول الرئيسية للحجاج، حيث ألقت بظلالها على الحجاج الأميركيين وباتوا غير متأكدين من حقوقهم أثناء السفر.

وتقول هينا شمسي من "اتحاد الحريات المدنية الأميركية" إنه لا يزال هناك الكثير من الارتباك لدى المسافرين، "ونحن نسمع أن الناس الذين سيعودون من الحج ينتابهم القلق بشأن ما سيواجهون وما ينتظرهم لدى عودتهم".

وتضيف "هناك زيادة في الحوادث المبلغ عنها للمواطنين المسلمين والمقيمين القانونيين الدائمين الذين يستجوبون بشكل غير ملائم عن معتقداتهم الدينية والسياسية أثناء سفرهم".

وأوضحت "لقد حدث هذا في ظل الإدارات السابقة، لكننا وزملاءنا المنظمات شهدت بالتأكيد ارتفاعا في هذا النوع من الاستجواب والفحص".

أما سهيلة أمين -وهي مسلمة في ميشيغان-  فتقول إنه كان لديها مخاوف لدى السفر إلى لبنان في وقت سابق من هذا العام بعد صدور أمر ترمب الأولي.

وتضيف أمين -التي ذهبت للحج هذا العام- أنها كانت دائمة التأكد من الطيران دوليا من ديترويت، لأن المجتمع المسلم في ميشيغان لديه علاقة عمل جيدة مع الوكالات الحكومية هناك، معتبرة محاولات التأكد تلك تجعل الطيران أكثر راحة".

 

اعرف حقوقك
ولتهيئة وإعانة المسلمين الأميركيين الراغبين في للسفر إلى الحج، أنشأ مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية(كير) موقعا على شبكة الإنترنت يتناول حقوق الناس أثناء سفرهم وعبورهم الجمارك ونقاط الدخول الأميركية ونقاط تفتيش أمن المطارات.

وقال  المدير التنفيذي لـ"كير" في فلوريدا حسن شيبلي "لدينا حقوق هائلة أثناء السفر، ولكن هذه الحقوق هي ذات معنى فقط إذا كنت تعرفها وتفهمها".

وقال كبير محامي "كير" غدير عباس إن إدارة ترمب أعادت وضع مواطنين أميركيين مسلمين على قائمة حظر السفر بينما كانوا في الخارج ثم نفيهم حتى ينجحوا في تقديم التماس للحكومة والمحاكم على متن طائرة العودة إلى بلادهم.

وقال إن هذه الممارسة قد أدخلت لأول مرة تحت إدارة أوباما، ولكنها اختفت منذ عام 2014. وبعد تولي ترمب منصبه أضيف شخص واحد على الأقل كل شهر إلى قائمة حظر الطيران في الخارج.

وذكر أنه من بين هؤلاء أئمة المساجد، مثل أمام مسجد من "سولت لايك سيتي" الذي كان في كينيا للقاء زوجته وأطفاله في الصيف. واعتبر عباس أنه "لم ير صعوبة يوما في السفر كمسلم في الولايات المتحدة مثل الصعوبة الحالية".

 

المصدر : أسوشيتد برس