نواكشوط تحتضن أول لقاء بالتعاون مع حلف الناتو

اثنين, 2017-10-02 14:33

احتضن قصر المؤتمرات في نواكشوط اليوم الاثنين حفل افتتاح أول لقاء تستضيفه موريتانيا يبحث موضوع الحوار المتوسطي.

وستدوم أشغال الاجتماع يومين ضمن الدورة الـ5 للفريق الاستشاري المعني بسياسة الحوار المتوسطي والمنظم بالتعاون بين وزارة الشؤون الخارجية الموريتانية ومنظمة حلف شمال الأطلسي.

ويبحث الاجتماع موضوع إنشاء القوة العسكرية المشتركة بين دول مجموعة الخمس في الساحل.

وتم افتتاح الاجتماع بكلمة ألقتها الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالشؤون الإفريقية خديجة بنت امبارك فال دعت من خلالها جميع الشركاء إلى تقديم الدعم لهذه القوة المشتركة في أفق عقد مؤتمر المانحين المقرر في 16 ديسمبر القادم في بروكسل.

وفيما يلي نص هذه الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين

سعادة السيد الأمين العام  لحلف الناتو،

أصحاب السعادة السفراء،

سيداتي وسادتي، المستشارين السياسيين،

السيد والي نواكشوط الغربية،

السيدة رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية،

أعزائي المشاركين،

اسمحوا لي بادئ ذي بدء، أن أرحب بكم في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، أرض السلام، ومفترق طرق الثقافات، وفضاء التبادل واللقاء بين الشعوب.

 السيد الأمين العام

إنه لشرف عظيم لي أن أترأس إلى جانبكم، حفل افتتاح الدورة الخامسة لاجتماع الفريق الاستشاري المعني بسياسة الحوار المتوسطي، الذي ينظم لأول مرة في موريتانيا.

وأنا واثقة في أن أعمال هذا الاجتماع الهام ستعزز الثقة في شراكتنا المتبادلة، كما ستفتح آفاقا جديدة للتفكير معا في سبل تطويرها باستمرار.

سيداتي، سادتي

كما تعلمون، تولي موريتانيا أهمية خاصة لهذا الإطار التشاوري الفريد، الذي يسمح بتجميع وتبادل جهودنا معا بغية تحقيق السلام والاستقرار من أجل المصلحة الوطنية لبلداننا وخدمة للسلم العالمي في ذات الوقت.

في سياق شراكتنا الثنائية مع منظمة حلف شمال الأطلسي، لا بد أن نسجل بارتياح أن الأهداف المحددة لأول برنامج للشراكة والتعاون الفردي قد تحققت.

وقد دفعنا ذلك النجاح لتنفيذ إطار جديد للتعاون يخدم المصالح المشتركة، من خلال إعطاء الأولوية لقضايا مكافحة الإرهاب، وتدمير الأسلحة القديمة الطراز والأسلحة من العيار الصغير، إضافة إلى دفع القدرات العملاتية البينية.

وهنا، أنتهز الفرصة لكي أتقدم بالشكر الجزيل إلى جميع الشركاء الذين قدموا لنا الدعم من أجل تنفيذ برامج التعاون المذكورة.

سيداتي، سادتي

لقد أتاح لنا الاحتفال الذي أقيم بنواكشوط في ديسمبر 2014 لتخليد الذكرى العشرين لشراكتنا المتبادلة، أن ندشن مرحلة بارزة في إطار تعاوننا المشترك في مجال الدبلوماسية العامة.

وضمن هذه الرؤية، ستمكن الاجتماعات المماثلة للقائنا اليوم، فضلا عن الاتصالات المنتظمة فيما بيننا وعلى جميع المستويات، من تحسين تنسيق أنشطتنا المشتركة.

سيداتي وسادتي

بالتأكيد، لا يمكننا بأي حال من الأحوال، أن نتجاهل بأن فضاءنا، الذي يعاني أصلا من استمرار المشكلة الشائكة للسلام في الشرق الأدنى، يعيش الآن ظروفا مؤلمة بسبب الأزمات في كل من العراق، وسوريا وليبيا. إن هذه الأزمات، إلى جانب الوضعية الهشة في منطقة الساحل، توضح لنا اليوم مدى الأهمية القصوى لتوحيد جهودنا من أجل التوصل إلى حلول ملموسة ومستدامة.

 وعلى كل حال، فإن موريتانيا تفضل دائما الحوار السياسي من أجل تسوية الصراعات وتخفيف حدة التوترات في العالم.

ومن هذا المنطلق، فإننا ندعو إلى تقديم دعم نشط للمبادرات الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي تفاوضي ودائم للقضية الفلسطينية، كما نود أن يدعم محفلنا جهود الأمم المتحدة في هذا الصدد في كل من سوريا والعراق وليبيا، وبشكل خاص، نؤكد على أهمية إظهار إرادتنا الحقيقية لوضع حد لهذه الصراعات الإقليمية.

بطبيعة الحال، فإن الوضع الراهن في ليبيا يثير قلقنا على أعلى المستويات. وذلك بسبب الجوار الجغرافي أولا، ثم لأن عدم الاستقرار في ذلك البلد منذ سنة 2010 قد أدى باستمرار إلى زعزعة استقرار البلدان المجاورة وإلى تصدير الإرهاب الذي أصبح يتجاوز حدودنا.

وفي مواجهة هذه التحديات التي تعرفها منطقتنا، بادرت موريتانيا، بقيادة فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، إلى تقاسم تجربتها وخبرتها مع الآخرين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، خدمة للأمن والسلام في ربوع العالم.

وتعمل موريتانيا  كذلك من خلال التزامها في إطار مجموعة دول الساحل الخمس، التي يوجد مقرها في نواكشوط، على تعزيز طموح الحوار المتوسطي.

وكما تعلمون، تقوم فكرة مجموعة دول الساحل الخمس، التي رأت النور في نواكشوط سنة 2014، على فهم عميق لجدلية الأمن والتنمية المستدامة في منطقة الساحل، هذه المنطقة التي كان مؤرخ الحوليات الأوروبي الكبير فرناند بروديل Fernand Braudel يحب أن يسميها "البحر الواقع بين ضفتين". «Une mer entre deux rives»

لقد تم تصميم آليات تدخل مجموعة دول الساحل الخمس، ولا سيما برنامجها للاستثمار ذي الأولية، وكذا مشاريعها الوطنية الكبرى، من أجل تعزيز قدرة سكان الساحل على التغلب على ظواهر التخلف وانعدام الأمن في المنطقة.

وقد تبنى المجتمع الدولي مؤخرا، المهمة الرئيسية للقوة المسلحة المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس، والمتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في منطقة الساحل، من خلال اعتماد مجلس الأمن الدولي للقرار رقم 2359 في 21 يونيو الماضي.

لهذا السبب، فإني أغتنم الفرصة لأحث جميع شركائنا الثنائيين وكذا متعددي الأطراف، على تقديم الدعم لهذه القوة المشتركة في إطار مؤتمر المانحين المقرر في 16 ديسمبر القادم في بروكسل.

سيداتي، سادتي…

مرة أخرى، أجدد لكم الإعراب عن قناعتي الراسخة بأن هذا الاجتماع سيمكن من إحكام تنسيق أنشطتنا المشتركة من خلال دراسة مختلف المواضيع الهامة المدرجة في جدول الأعمال، وكذا توجيه رؤيتنا من أجل تحسين عملية صنع القرار في المستقبل.

وعلى بركة الله، أعلن افتتاح الاجتماع الخامس للفريق الاستشاري المعني بسياسات الحوار المتوسطي.

أشكركم ..

والسلام عليكم ورحمة الله  وبركاته