Magaye :هل الإيبولا سلاح جيوبولوتيكي؟

أربعاء, 2014-10-08 21:36

أصبحت إفريقيا مجددا بؤرة قضية جيوبولوتيكية عالمية من خلال التعامل مع الموجة الجديدة من فيروس الإيبولا في غرب إفريقيا،  مقالات كثيرة تناولت الموضوع مع التركيز على الجانب الوقائي والعلاجي، لكننا هنا نهدف إلى التساؤل عن ما يقف وراء هذه الظاهرة بعيدا عن ما تم طرحه

مع العلم أنه في عالم متعدد الأقطاب معولم بشدة وفي حالة أزمة فإن كل ظاهرة جديدة يجب أن تكون محل تساؤلات عميقة وأن يتم التعامل معها بشكل منسق.

فأية علاقة محتملة بين وباء الإيبولا والربيع العربي والحرب على الإرهاب والقمة الأمريكية الإفريقية والهجرة السرية والتدخل الغربي في إفريقيا؟ والاتجاه السائد هو أنه لا علاقة لها بأي من هذا.

لكنه من الغريب أيضا أن أي محلل لم يكتب عن البعد الجيوبولوتيكي لهذا الوباء. لقد اكتشف الوباء في العام 2013 بغينيا في عز التحضير للقمة الأمريكية الإفريقية التاريخية، بعد جولة الرئيس أوباما الإفريقية في يونيو من نفس العام.

ملاحظتان في الأمر، أولاهما أن غينيا تعتبر عارا في المنطقة وهي بؤرة المشاكل وأن الدول التي انتشر فيها المرض بعدها تتقاسم معها الإنجليزية –لغة الولايات المتحدة- وهي سيراليون وليبيريا ونيجيريا، وأن ظهوره جاء في وقت كانت فيه سفارات الولايات المتحدة بجهد محموم لتحضير القمة، ومن المسلم به أن هذا التحرك يشكل على القوى الاستعمارية الأوروبية التي تسعى لتقوية علاقاتها الاقتصادية مع القارة، كما أنه من المنطقي والمشروع أن نتساءل وراء السر في كون مشكلة صحية معزولة يمكن أن تمنع مستثمرا أمريكيا من الاستثمار في إفريقيا وتؤثر سلبا بالتالي على المنتظر من قمة الرئيس الإفريقي-الأمريكي باراك أوباما.

هناك عنصر آخر في السياق وهو السعي وراء زعزعة استقرار الدول الإفريقية بعد فشل استراتيجيات غربية مثل دعم الربيع العربي الذي أطاح بأنظمة وفتح الباب أمام الجماعات الجهادية، وهي المخاطر التي يواجهها الغرب من خلال التدخل العسكري لا سيما في وسط إفريقيا ومالي. فهل أنه قد حان الوقت للتفكير في سلاح صامت يكون له أثر كارثي على حركة الأشخاص والبضائع وهو ما سيؤدى إلى منع انتشار الأسلحة ووصولها إلى الجماعات الجهادية. سؤال منطقي يبقى بدون جواب.

وأخيرا الهجرة السرية التي تعرف مآس منذ بعض الوقت. وقد لوحظ ما تعرض له الرئيس النيجيري من فحص احترازي على هامش القمة الأمريكية التي كان يفترض منها أن تشكل بداية جديد لتعامل مختلف مع المهاجرين الأفارفة، فمنطقة غرب إفريقيا التي ينحدر منها العدد الأكبر من المهاجرين هي أكثر مناطق القارة تعرضا لفتك هذا الوباء بشكل يفوق مناطق الأوبئة التقليدية في وسط إفريقيا حيث أن 70 بالمائة من ضحاياه هم من غرب إفريقيا منذ ظهوره منتصف السبعينات. فهل أصبحت الأوبئة أحد أسلحة العلاقات الدولية الجديدة؟

- ترجمة : الصحراء

- للاطلاع على أصل المقال اضغط هنا