مصير الحريري يشغل اللبنانيين

ثلاثاء, 2017-11-07 11:26

يتسقط اللبنانيون المعروفون بشغفهم بالسياسية كل جديد في تطورات الاستقالة غير المتوقعة التي تقدم بها رئيس وزرائهم سعد الحريري من مكان غير معروف في السعودية، ويخضعون كل معلومة تتصل بالحريري للتمحيص والدراسة بعدما زاد أمين عام حزب الله حسن نصر الله في خطاب علني بالأمس شكوكهم حيال ملابساتها عندما قال "أين هو اليوم؟ هل هو في الاقامة الجبرية؟ هل هو موقوف؟ هل يستطيع العودة إلى لبنان؟ هل سيسمح له بالعودة الى لبنان؟ هذه أسئلة مشروعة".

وتكتسب شكوك نصر الله مصداقيتها من كون الحريري يحمل الجنسية السعودية إلى جانب اللبنانية. وهو وارث لسعودي أوجيه وهي واحدة من أكبر شركات المقاولات في تاريخ المملكة، وقد أعلنت قبل شهور إفلاسها في سياق الانهيار الذي ضرب شركات المقاولات السعودية الكبرى. كما أن استقالته الفجائية أعلنت بالتزامن مع حملة غير مسبوقة باسم مكافحة الفساد شنها ولي العهد محمد بن سلمان وطالت وزراء حاليين وسابقين أمراء من الأسرة السعودية الحاكمة من المفترض أنهم أكثر تحصينا من الحريري حيال المساءلة.

وقد تدرّج اللبنانيون في الإفصاح عن شكوكهم في ملابسات تغيب الحريري عن لبنان الذي ربطه هو في كتاب استقالته بالخشية على حياته من الاغتيال، لكن ظهرت اليوم  تصريحات على ألسنة المسؤولين رغم التكتم الشديد، وكثرت التسريبات المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي.

فقد صرح وزير العدل سليم جريصاتي، بعد اجتماع أمني رفيع ترأسه الرئيس ميشال عون، بأن أي إجراء يتعلق باستقالة رئيس الوزراء سعد الحريري لن يتخذ قبل عودته من الخارج. وأكد أن الاستقالة يجب أن "تكون طوعية بكل المفاهيم".

جاء ذلك بعد ساعات من نشر الحريري لصورة تجمعه في الرياض مع السفير السعودي المعين حديثا في لبنان وليد اليعقوب وقبيل نشر صور للحريري مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيزآل سعود مرفقة بوصف الحريري في خبر للوكالة السعودية الرسمية بلقب رئيس الوزراء السابق. وقد سارع مدير الأمن العام السابق اللواء جميل السيد المعروف بقربه من حزب الله، بعد نشر الصورة الثانية، إلى التغريد قائلا إن المقصود من لقاء الملك سلمان بالحريري اليوم هو إزالة الشكوك حول استقالته وإقامته الجبرية، وأضاف "هذا يعني أنه ربّما لن يُسْمح له بالعودة للبنان، فلننتظر".

وسبق نشر الصور والتعليق عليها تعويل بعض اللبنانيين على إمكانية حصول لقاء بين وزير الإعلام اللبناني ملحم رياشي الموجود في الرياض حاليا مع الحريري لإعطاء معلومة مفيدة للمتعطشين والقلقين على مصير الحريري. بيد أن الإعلام السعودي اكتفى بنشر لقاءات الرياشي مع نظيره السعودي والجولة التي نظمها له على وسائل الإعلام هناك.

 

تهاتفا
إلا أن موقع القوات اللبنانية التي ينتمي إليها الوزيررياشي والتي ترتبط بتحالف مع تيار المستقبل بقيادة الحريري نشرت على موقعها معلومة غامضة إضافية زادت البلبلة بشأن رئيس الوزراء مجهول المصير. فقد نقل الموقع عن النائب والقيادي في القوات أنطوان زهرا قوله إن رياشي والحريري "تواصلا عبر الهاتف" وأن "أمر عودة الرئيس الحريري إلى بيروت يعود له شخصيا".

بالمقابل ذهبت صحيفة "الأخبار" المعروفة بقربها من حزب الله إلى الجزم بعدم إمكانية عودة قريبة للحريري إلى بيروت، ووضعت صورته على صدر صفحتها الأولى مقرونة  بعنوان عريض من كلمة واحدة: الرهينة.

 

المصدر : الجزيرة