ليس تحسين العلم الوطني إنكارا للماضي..

أربعاء, 2017-11-29 15:05
السفير سيداتي ولد الشيخ ولد أحمد عيشه

العلم أو الراية هي قطعة قماش تحمل الوانا وأشكالا مختلفة ترمز لفئة ما بما في ذلك الدول..تاريخيا استعملت الأعلام لأول مرة في الصين وتلك المنطقة من آسيا منذ آلاف السنين وكانت لغرض التنسيق العسكري ووسيلة تواصل برا وبحرا..
في تاريخنا المعاصر أصبح علم الدولة يرمز للوطنية والتضحيات والترابط العسكري بسبب استخدامه المستمر من لدن الجيوش...واليوم يستعمل العلم للمناسبات الاحتفالية فقط...وتغييره أو تعديله أو تحسينه -لكل رأيه-لا يعني نهاية الدولة ولا نكران الماضي...ولا يراد به ذلك....لكن لكل حقبة تاريخية من تاريخ الأمم وقفات وتأملات تختلف عن سابقاتها..ومن المنصف والطببعي جدا تقبل هكذا طرح...فالمطلق والدائم هو الله سبحانه وتعالى وحده...
بالأمس عندما كنت أرفع بكل فخر واعتزاز العلم الموريتاني الجديد في مباني السفارة في بغداد عاصمة العراق الشقيق تذكرت علم هذا البلد الذي عمره تسع سنوات فقط في دولة عمرها أكثر من ثمانية عقود ومهدا لحضارة يزيد عمرها على خمسة آلاف سنة ..تغير هذا العلم سبع مرات ولكل فترة ما يبررها..
1921-1958-1959-1963-1991-2004-2008
فعلم الولايات المتحدة الآمريكية تغير منذ استقلال هذا البلد الصديق 26 مرة...وبلدان عديدة أخرى حسنت أو غيرت في أعلامها..وبقت متماسكة ويحترم أهلها بعضهم البعض.والكل هدفه الوحيد الذود عن مصالح الشعب وتعزيز قدراته الاقتصادية والابتعاد عن كل ما من شأنه زرع التنافر والفوضى ...كان لكل الموريتانيين بدون تمييز وكل من موقعه وبدون استثناء وبفضل تماسكهم منذ أن أراد الله لهم التعايش في وطنهم الغالي موريتانيا الدور المتميز في بناء بلدهم وتمثيله والدفاع عنه بتضحيات جسام تأخذ أنواعا وأشكالا وتسميات مختلفة..
عاشت موريتانيا آمنة مستقرة ومزدهرة...وكل عام وأنتم والوطن بخير ...

نقلا عن صفحة الكاتب