دبلوماسي فرنسي سابق ينوه بـ"تأمين" حدود موريتانيا

اثنين, 2017-12-04 13:51
فرانسوا لونكل عضو شرفي في البرلمان الفرنسي

قال الوزير السابق الفرنسي والشخصية السياسية الدولية فرانسوا لونكل في مقابلة حصرية مع إذاعة موريتانيا إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وفق في تأمين الأراضي الموريتانية وصياغة حل إقليمي تمثل في إنشاء مجموعة الخمس في الساحل حسب تعبير الدبلوماسي الفرنسي.

وفيما يلي نص تصريح فرانسوا لونكل:
 
اسمي فرانسوا لونكل عضو شرفي في البرلمان الفرنسي، صديق موريتانيا، عايشت 7 مأموريات تشريعية في البرلمان الفرنسي، أي مايعادل 32 سنة من الحياة البرلمانية حيث تركز خلالها اهتمامي على القضايا الدولية والإفريقية منها تحديدا.
كنت سعيدا بزيارتي لتيشيت، لحضور مهرجان المدن القديمة وزيارة العروض الفنية والمواقع الأثرية للمدينة، والوقوف على ثراء التراث الموريتاني، الذي كنت أعرفه. وكما تعلمون في السنوات الماضية تعذرت زيارة المدن التاريخية والمواقع الأثرية والتراثية بموريتانيا بالنسبة للسياح الفرنسيين والأوربيين بصفة عامة. لكننا اليوم في ظل نجاح  موريتانيا في تأمين أراضيها، وتمكنها من استعادة الاهتمام وإثارة مواطن الفتنة لزوارها ، وللسياح وأصدقاء الصحاري، ولأصدقاء آخرين مثلي، يرون أنه لا مستقبل لبلد دون الرجوع إلى تاريخه وماضيه وذاكرته، والتي تجسدها المواقع التاريخية، و من بينها تيشيت التي حظينا بزيارتها.
منذ إنشاء مجموعة الخمس في الساحل وأنا أعتبرها الرد الوحيد الملائم بعد ظهور ظاهرة الإرهاب في المنطقة.
سيطرة الدول على مصيرها، تتجسد عبر قدرتها على بناء تنميتها بنفسها وكذلك أمنها بنفسها، هذا ما اعتمده فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بصفة مبكرة، بالنسبة لموريتانيا أولا التي تم تأمينها بصفة جيدة لا يخطئها الناظر، ولجيران موريتانيا، من البلدان التي عانت من ظاهرة الإرهاب في الساحل، وبالخصوص دول مجموعة الخمس في الساحل. كل هذا يصب في الاتجاه الصحيح.
أعرف موريتانيا منذ عشرين سنة، وهذه زيارتي الخامسة لها، وقد ارتحت كثيرا لمجموعة من المبادرات والتي من ضمنها مجموعة الخمس في الساحل التي تحدثت عنها.
عرفت موريتانيا تقدما ملحوظا في عدة مجالات، فمثلا التصويت على قانون يجرم الاسترقاق في عهد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز إجراء إيجابي وخطوة شجاعة.
لقد شاهدت بنفسي حجم التنمية والبناء والإعمار الذي عرفته مدينتي نواذيبو ونواكشوط: زرت المنطقة الصناعية في نواذيبو وكذلك منطقة الصيد البحري، حيث وقفت بنفسي على حقيقة التقدم الباهر الذي وصل إليه البلد.
موريتانيا بلد آسر وأخاذ بفضل تراثه وتاريخه، ليس فقط لعشاق الصحاري في فرنسا، الذين يباشرون حاليا طريق العودة، بل للمهتمين بالمدن التاريخية والمواقع الأثرية، والتاريخ الذي يجسد الروابط بين شمال وغرب القارة الإفريقية.
غرضنا من هذه الرحلة ومن أسفار أخرى سننظمها لاحقا، هو أن نشرح للرأي العام ، والسلطات العمومية في فرنسا، وكل المتحدثين في وسائل الإعلام، نقول لهم أن موريتانيا إضافة إلى كونها بلدا محترما، يستحق كذلك الاكتشاف والزيارة والمساهمة في تنميته عبر دعم المبادرات السياحية.