علينا أن نعترف أن هناك خلل جسيم و ماحق في الفكر العربي القائد ، و أن أمتنا محكوم عليها بالفناء و الخراب بأيدي أبناءها و قادتها و ثوارها .
ملوكنا و قادة شعوبنا العربية حياتهم محصورة من القصور إلى القبور .
و شعوبنا و ثوارنا مفتونين و مسيريين في لا وعيهم بعقول ليست عقولنا و أحلام ليست بأحلامنا .
و هم دائما في النهاية معاول هدم و شهود خراب على ما بنت أيديهم من عمران و أنتجت عقول خبرائهم و مفكريهم من نهضة ثقافية و سياسية و إجتماعية .
الراحل علي عبد الله صالح يقتل بأيادي غادرة "حليفة" في مشهد يتكرر مع أغلب رموز الثورات العربية .
بعد ثلاثة و ثلاثين سنة من إعمار اليمن و بناء جيشه و جامعاته و تحديث نهضته العلمية و العمرانية و المدنية .
إنها النهاية نفسها و المشهد نفسه الغادر المشحون نكاية و تشفي و إهانة التي كانت مع الشهيد صدام حسين و القائد معمر القذافي .
نعم سيبقى الراحل علي عبدالله صالح بطلا قوميا في ذاكرة أغلب اليمنيين و معظم العرب كما هو حال ناصر و صدام و معمر .
لكن سنظل نحن أبناء أمة العرب من دون سائر الأمم نهدم ما بنيناه بأيدينا و نلتهم بإسراف و سفه ما حصدناه بعقولنا و عرق نواصينا و نتنكر بلؤم و همجية إجرتم لبعضنا عند أول إختلاف و في أول منازلة .
على المفكرين العرب و قادة رأي الأمة أن يعيدوا توجيه الفكر العربي من الباطن و إحياء قواعد الارتباط و القيم العربية التليدة في أخلاق الحرب و السلم و التعاون و الإثار و الإختلاف .
وعلى شعوبنا المنكوبة المنبهرة بالحرية الغربية الزائفة و ديمقراطية الدم و خراب الأوطان ، أن تنهض من كبوتها وتلتف حول نفسها في مواجهة الأجسام الغريبة الهادمة و المخربة ، التي تهدد حاضر الأمة و مستقبلها وخارطتها الجغرافية و الإقتصادية و الإجتماعية ، بإسم الربيع و الديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسانية و مقاومة الدكتاتورية .
و هي الأجسام و الخرائط و المخططات التي رسمت منذ إتفاقية "سايكس بيكوا" مرورا "بوعد بلفور المشؤوم " و إنتهاء بأدوات التخريب من الداخل ( الصفوية و الغربية الماسونية ) ، في لبنان و سورية و العراق و اليمن و اليوم في الجزيرة العربية و الخليج و غدا في دول المغرب العربي .
أننا أمة تتجه الى الفنى مالم نتدارك و نضبط و سائل الإختلاف و أدوات التطور و التشكل و التناوب و الحكم ، و نحدد أولويات شعوبنا و ضمانات بقاء كياناتنا و مكامن القوة و الضعف و الخلل عندنا و عند عدونا المتربص بنا دائما و أبدا .
رحم الله صالح .
نقلا عن صفحة الكاتب