قال البرلماني الفرنسي السابق والعمدة الحالي جان لوي كوست إن موريتانيا شهدت تحولا غير مسبوق في نظامها السياسي والإداري ومسارها التنموي بفضل الإرادة القوية للرئيس محمد ولد عبد العزيز.
وأشاد السياسي الفرنسي في مقابلة حصرية مع إذاعة موريتانيا بمبادرة إنشاء مجموعة الخمس في الساحل، مؤكدا أن تجربة موريتانيا ينبغي الإقتداء بها في المنطقة.
وفيما يلي نص التصريح:
اسمي جان لوي كوست، برلماني فرنسي سابق، وقد زرت موريتانيا منذ عامين، وأنا اليوم عمدة في فرنسا. وقد حرصت على العودة إلى موريتانيا لأنه بلد يعرف تطورا وتحولات هامة.
لقد تحدثنا كثيرا عن جهود السلطات الموريتانية في مجال محاربة الإرهاب،التي أصبحت مكسبا ملموسا وهو أمر غاية في الأهمية، إضافة إلى إرادة الإصلاح والانفتاح، وقد تشرفت كثيرا بالمشاركة في هذا الحفل الثقافي : لقاء المدن القديمة، فموريتانيا من خلال هذا النوع من التظاهرات تبدي وجهها كدولة أصيلة وشعب عريق له أصول وتاريخ اُثر في هذا الجزء من إفريقيا ومن المهم التعريف بهذه الأمور وإظهارها. مرة أخرى أؤكد على أهمية العراقة التاريخية لموريتانيا، وأنا سعيد بتواجدي هنا ومشاركتي في هذه التظاهرة.
من بين الأمور التي شدت انتباهي، هناك جانبان أساسيان: الأول يتعلق بالمجهود الذي قيم به على مستوى المدن التاريخية، من أجل إعادة إعمارها وتقديمها بصورة لائقة وتوضيح قيمتها وهذا جد مهم لموريتانيا.
والأهم في هذا المهرجان هو أنه يقام في جزء من موريتانيا بعيدا عن العاصمة ومن المراكز الاقتصادية، وتحتفي به كل موريتانيا.
في هذه المدينة العريقة هناك العديد من المنشآت العمومية التي يتم إنجازها، أو التي تم إنجازها مؤخرا كبعض البنى التحتية الطبية والاجتماعية التي يحتاجها السكان، وهذا أسلوب جديد ومهم، خصوصا بالنسبة لنا كأوربيين في نظرتنا وفي الصورة التي نحتفظ بها عن هذه الخدمات الموفرة للسكان في جزء من البلد كان معزولا. وهذا مهم للغاية.
ما بهرني أكثر هو السرعة التي يتحول بها هذا البلد، خصوصا في نواكشوط التي لاحظت أنها شهدت خلال سنتين نهضة عمرانية حيث تحول نواكشوط إلى ورشة كبرى في مجال البناء والخدمات، وقد أبصرت في محيط الفندق حيث أقيم عمارات ومؤسسات خدمية ومكاتب تم تشييدها بسرعة فائقة.
باعتباري منتخبا محليا ووطنيا، ما شد انتباهي أكثر هو التطور في مجال نظامكم السياسي والإداري، حيث ألغيتم مجلس الشيوخ، ليختفي تماما. وهناك إرادة من فخامة الرئيس في التوجه نحو آلية اللامركزية من خلال خلق مجالس جهوية، وهو نظام نعرفه وجربناه في أوروبا ويمثل إرادة في خلق اللامركزية وهو أمر نادر في إفريقيا ويجب الإشادة به.
من الواضح أن مبادرة الخمس في الساحل التي أطلقتها موريتانيا غاية في الأهمية، فموريتانيا بلد يستعيد ألقه السياحي لأنه بلد آمن، و نحن جميعا نعي ذلك.
وأنا بوصفي منتخبا، لا يمكنني إلا أن أهنئ نفسي على هذا النوع من المبادرات، وأشجع موريتانيا على المواصلة في هذا النهج، الذي سأتحدث عنه على المستوى الوطني في فرنسا. ف
موريتانيا قامت في هذا المجال بخطوات كبيرة من الأهمية بمكان ويمكن أن يتم الإقتداء بها من طرف دول الساحل.