حاربوا الجهوية فيكم و تخلصوا من داء التزنج و المتزنجين و تغلبوا على عقدة الشعور بالدونية عندكم بالعلم و العمل و المشاركة و الثقة بالنفس و بناء الذات و الإندماج الإيجابي في المجتمع .
تنتصرون على عقدة الإستعلاء عند أسيادكم السابقين و تكون الطريق لكم سالكة و مأمونة نحو الحقوق الأصيلة و المشروعة في الحرية و الكرامة و العدالة و الانصاف و العيش الكريم .
و أعلموا أن خروجكم العسير من تحت قبضة الإقطاعية و فكي كماشة الإستعباد و الغبن و التهميش و الحرمان ، سيضيعه دخولكم تحت عبودية الجهة و الفرد و الحركة الشوفينية الاسترزاقية و الأحزاب الجهوية و الفئوية و العنصرية و نزعتهم إلى الغل و التنابز و التنافر و البغضاء و العجز و الفشل المغلف بالتشكيك و الإتهام و الحسد .
لتكون النتيجة خروجكم من رق إلى عبودية و من ربقة الإقطاع و القبيلة إلى ربقة الجهوية و المنظمات و الحركات الفردية و الأسرية التي تبيع المواقف و المبادئ و المسيرات و الوقفات و المظاهرات داخليا لمن يدفع و خارجيا في مزادات دولية .
فليس للعبيد و لا للحراطين تاريخيا أو جغرافيا أو سلاليا جهة و لا قبيلة لأن حكمهم كان بضاعة منقولة متداولة تتوزع و تنتشر بين الجهات و المدن و الأسر و العوائل و القبائل و المالك الجديد المتجدد وتتوزع أنسابهم و أنسالهم و دماءهم تبعا لذلك .
فمن يغالط نفسه اليوم و يغالط أبناء العبيد و أبناء جلدته من العبيد السابقين و أحفادهم من لحراطين بهذه الدعاية الخطيرة والفلسفة الرخيصة و بذلك الإنتماء الزائف السحيق إلى المدينة او القرية أو الجهة هو في الحقيقة مستعبد إنتهازي فاشل ونفعي مرتزق جديد و خطر أكبر على القضية و على الحقوق و على تطور نضالها من الإسترقاقيين أنفسهم .
تماما مثل الذين يركبون قضية شعب لحراطين العادلة من أبناء القوميات و الإثنيات الأخرى من الإقطاعيبن ( من البيظان و الزنوج ) لحاجة في نفس يعقوبة و لتحاذق و تعاقل على من يصفون أنفسهم للأسف بشاب لحراطين " الفيسبوكي "الذي بات منجرفا وراء كل دعاية و طعم سام و قاتل .
أيها الشباب ؛
انتهز فرصة هذا اليوم العالمي لحقوق الإنسان لأدعوا جميع شباب لحراطين و كافة أبناء الفئات المهمشة من كل القوميات و الأعراق الأخرى من أصحاب الحقوق و المظالم التاريخية و الحديثة الى مراجعة المواقف و الآليات وأساليب النضال و التوجهات و عدم الإنسياق وراء كل ناعق و مزمر أو باحث عن مطية أو راكب موج .
لأن القضايا العادلة لا تحتاج الكذب و لا التدليس و لا المبالغة وهي أيضا غنية عن تحالفات ظلامية نفعية مزيفة أو حاضنات رجعية قبلية أو جهوية أو عنصرية .
إنما تحتاجه قضيتنا المركزية العادلة و كل القضايا العادلة في موريتانيا اليوم و غدا هو ؛ قلوب نقية و عقول سوية و سواعد قوية و أيادي أمينة.
و تحتاج أكثر إلى فهم أعمق لتاريخ القضية و صدق أكبر مع الضحية .
نقلا عن صفحة الكاتب