تعمل خدمات تدفق الألعاب (Game Streaming) على حل مشكلة قديمة كانت تدور حول ملاءمة تجهيزات الحواسيب للإصدارات الجديدة من الألعاب، ويمكن مقارنة خدمة تدفق الألعاب مع خدمة نتفليكس لبث الفيديو، حيث يختار المستخدمون اللعبة المرغوبة من المكتبة الرقمية ليتم تشغيلها على حواسيب خاصة بالشركة المقدمة للخدمة وبثها إلى حواسيببهم.
ويعني هذا أن عمليات الحوسبة التي تحتاج إلى عتاد متطور (أو حاسوب ألعاب متقدم بمعنى آخر) تتم على خوادم الشركة المقدمة للخدمة وليس على حاسوب المستخدم الذي تنقل الصورة إلى حاسوبه على غرار خدمة بث الفيديو.
وفي هذه الحالة لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن مواءمة تجهيزات العتاد لدى المستخدم مع الإصدارات الجديدة من الألعاب، وبالتالي فإن الحواسيب القوية أو أجهزة الألعاب فائقة الأداء لم يعد لها فائدة مع هذا النوع من وسائل الترفيه، حيث يتطلب الأمر توافر اتصال سريع بالإنترنت وذراع تحكم أو فأرة ولوحة مفاتيح.
وتوفر هذه الخدمة العديد من المزايا للعملاء والشركات المقدمة لها، أبرزها أن المستخدم لن يضطر إلى شراء الألعاب، ولكنه سيدفع تكلفة استخدام اللعبة فقط، كما أن هذه التكاليف تختفي في حالة الألعاب التي تظهر بها الإعلانات، وبالإضافة إلى ذلك يحصل العملاء على إمكانية الوصول السهل إلى الإصدارات الجديدة من الألعاب، ولكن يشترط أن تقوم الشركة المقدمة للخدمة بتحديث باقة الألعاب، التي تقدمها باستمرار.
وتتيح خدمات تدفق الألعاب للشركات المقدمة لهذه الخدمة ميزة الاتصال المباشر مع اللاعبين، من خلال نماذج الاشتراكات المتنوعة بهذه الخدمات، وهذا هو السبب الرئيسي لتوافر خدمة تدفق الألعاب.
سوني بلايستيشن ناو
تعد خدمة سوني بلايستيشن ناو من أكبر الخدمات المتوفرة حاليا، حيث يتضمن فهرس الألعاب أكثر من 400 لعبة لجهازي بلايستيشن 3 وبلايستيشن 4 للتدفق عبر أجهزة الألعاب أو الحواسيب المكتبية المزودة بنظام مايكروسوفتويندوز، ويتم الاستفادة من هذه الألعاب نظير رسوم شهرية في أغلب الأحيان.
وتجرى عمليات الحوسبة للألعاب على أجهزة الخادم بشركة سوني قبل أن تعرض الصورة على الشاشة، وبالتالي يمكن للمستخدم الاستمتاع بهذه الألعاب على شاشات الحواسيب المكتبية، حتى إنه يمكن استعمالها بواسطة الفأرة ولوحة المفاتيح، وتخزن مستويات الذاكرة الخاصة بمراحل اللعبة على الإنترنت، وبالتالي يمكن للاعب مواصلة اللعبة من آخر مرحلة توقف عندها بغض النظر عن الجهاز المستعمل، سواء كان حاسوبا مكتبيا أو جهاز بلايستيشن.
إنفيديا "جيفورس ناو"
وإلى جانب شركة سوني اليابانية هناك شركة كبيرة أخرى في عالم تدفق الألعاب، وهي شركة إنفيديا الأميركية المتخصصة في إنتاج بطاقات الرسومات، وقد دشنت الشركة خدمة تدفق الألعاب الخاصة بها تحت اسم جيفورس ناو، التي لا تزال في المرحلة التجريبية بيتا في البداية.
وتروج إنفيديا لخدمتها الجديدة من خلال اعتمادها على بطاقات الرسومات الخاصة بها في مركز الحوسبة من أجل عرض الألعاب كثيفة الحوسبة بدقة الوضوح الفائق الكامل (Full HD) بمعدل عرض ستين إطارا في الثانية، وعلى العكس من خدمة سوني يتعين على المستخدم شراء جهاز استقبال "شيلد تي في" لإتاحة تدفق الألعاب، وتختبر هذه الخدمة حاليا على نطاق محدود من حواسيب ماك.
اتصال واسع النطاق
وإلى جانب الرسوم الشهرية تنطوي خدمات تدفق الألعاب على عيب آخر، وهو أنها تحتاج إلى اتصال واسع النطاق بشبكة الإنترنت، إذ تشترط شركة إنفيديا توفر اتصال إنترنت بسرعة 10 ميغابت/الثانية على الأقل، وسرعة 20 ميغابيت/الثانية من أجل عرض المحتويات بدقة الوضوح الفائق (1280×720 بكسل)، أما عرض الألعاب بدقة الوضوح الفائق الكامل (1920×1080 بكسل) فيتطلب سرعة اتصال بالإنترنت لا تقل عن 50 ميغابت/الثانية.
وإذا قام أحد الأشخاص بمشاهدة الأفلام أو تنزيل الملفات عبر شبكة الإنترنت، فإن جودة اللعبة ستتأثر سلبا بسبب التدفق المتزامن للبيانات، وهو ما يؤدي إلى تباطؤ ظهور الصورة ويترتب عليه بالتالي تباطؤ استجابة اللعبة لأوامر المستخدم مما يصعب استعمال هذه الخدمات مع الألعاب الاستراتيجية السريعة أو ألعاب الرماية.
المصدر : الألمانية