السباق نحو المريخ.. القفزة الكبيرة المقبلة للبشرية

اثنين, 2018-01-15 01:49

لم تنته بعد حلقات التشويق بشأن استكشاف الإنسان للفضاء، إذ تبشر المرحلة المقبلة بأطوار أكثر تشويقيا في ظل وضع خطط لإرسال البشر إلى كوكب آخر غير كوكب الأرض، وفي هذا السياق تتنافس القوى العظمى في عالمنا لقيادة هذا السباق نحو الفضاء، عن طريق نسج تعاون ذكي بين الحكومات والشركات.

وتتجلى الخطوة الموالية لسباق الفضاء في اكتشاف كوكب المريخ، إذ تعهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بإرسال البشر إلى المريخ بحلول العام 2030، مشيرا في رسالة إلى القائمين على برنامج الفضاء الخاص بالمريخ إلى مرحلة جديدة من التعاون بين وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" وشركات القطاع الخاص، وذكر أن أكثر من ثلث الرحلات التجارية إلى الفضاء تقوم بها شركات خاصة.

وإلى جانب الولايات المتحدة، فقد أرسلت العديد من الدول مهام غير مأهولة ناجحة إلى المريخ مثل روسيا والاتحاد الأوروبي والهند، وأعلنت دول ومؤسسات طموحها لإرسال البشر إلى الكوكب ومنها أميركا وروسيا والصينوالاتحاد الأوروبي.

 

مراحل المهمة
وتتضمن خطة ناسا لإرسال البشر مراحل عديدة أولها تسمى المرحلة الصفرية، وتتضمن تطوير القدرات والتكنولوجيا الضرورية للقيام بالرحلة إلى المريخ، وستكون في المحطة الفضائية الدولية، وفي المرحلة الثانية سيجري رواد الفضاء عمليات معقدة في الفضاء لاختبار تعرضهم للإشعاعات الفضائية، والعيش في ظل غياب جاذبية الأرض.

وتتطلب المرحلة الثانية عيش رواد الفضاء لوقت طويل في بيئة مشابهة لبيئة المريخ، وسيجري في هذه المرحلة إرسال مكونات مركبة الفضاء التي ستقوم بمهمة المريخ إلى المحطة الفضائية الدولية ثم يجري تجميعها هناك.

ويقول الرائد السابق في وكالة ناسا كريستوفر فيرغسون والمدير الحالي لطاقم العمليات الخاصة بالفضاء في برنامج شركة بوينغ للرحلات التجارية إلى الفضاء إن مركبة الفضاء تستهلك حاليا 80% من الطاقة الضرورية للوصول إلى المريخ فقط للوصول إلى مدار الأرض، وهو ما يجعل مسافة 160 ميلا الأولى هي الأصعب، والمسافة المتبقية إلى كوكب المريخ ستكون الأسهل، وتناهز 160 مليون ميلا.

وتتجلى المرحلة الثالثة في ما تسميه ناسا مرحلة مستقلة عن كوكب الأرض، وتتمثل في السفر إلى مدار المريخ وزيارة الأقمار المرتبطة به، قبل الوصول إلى سطح المريخ، وهو ما يتطلب قدرات للهبوط فيه وتجهيزات مناسبة ليعيش طاقم المهمة هناك.

 

الوقود والمعدات
وتتطلب مهمة المريخ استهلاك كمية كبيرة من الوقود والمعدات لم يسبق لها مثيل، وبمجرد ما ينطلق مركبة الفضاء باتجاه المريخ لن يكون بمقدورها العودة وستستغرق مهمتها تسعة أشهر، وعندما تبلغ الكوكب ستبقى فيه لمدة 500 يوم، وبعدها سيحتاج طاقم المهمة تسعة أشهر للعودة إلى الأرض.

وستسبق رحلة طاقم المهمة رحلة شحن إلى المريخ تحمل على متنها المكان الذي سيعيش فيه الطاقم، والتجهيزات الأساسية الضرورية للقيام بالمهمة الموكلة إليهم، وستتطلب رحلة الشحن 500 يوم تقريبا.

غير أن هذه المهمة تعترضها تحديات يجملها أنجيلو غربيسيك الذي عمل سابقا في مختبر إطلاق المركبات التابع لوكالة ناسا في التحدي اللوجستي المرتبطة بعيش أناس في كوكب المريخ وتلبية جميع متطلباتهم، فضلا عن تحدي المحافظة على أمن وصحة البشر الذين سيعيشون فوق سطح الكوكب على المستويين البدني والنفسي.

ويضيف غربيسيك أن الشق المتعلق بأنظمة إطلاق المركبات إلى المريخ أصبح جاهزا تقريبا، إذ تتوفر التكنولوجية الضرورية لذلك، ولكن غير المتوفر هو القدرة على حماية رواد الفضاء عندما يعيشون في المريخ، حيث إن فيسيولوجية الإنسان تظل هي الحلقة الأضعف في هذه السلسلة.

ومن التحديات أيضا طريق إنزال المركبات على المريخ، فغلاف الكوكب رقيق ولا تنفع معه الطرق المعتادة للإنزال، فالعديد من المركبات الفضائية غير المؤهلة إلى الكوكب فقدت في مرحلة الهبوط على سطح الكوكب.

 

المصدر : ديلي تلغراف