Sadek Sahraoui: قوة G5 مشروع ولد ميتا

أحد, 2018-02-18 13:02

لا يأخذ أخصائيو الساحل في الولايات المتحدة على محمل الجد قوة مجموعة الخمسة للساحل في تحليلاتهم لمحاربة الإرهاب في أفريقيا. فما السبب؟ بالنسبة لهم، هذه القوة، التي قررت فرنسا إنشاءها، هي ببساطة لن ترى النور. ويشير جان-هيرفي جيزكيل، أحد قادة مشروع غرب أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن هذه القوّة لا تزال مشلولة بسبب نقص التمويل.

وقد كرر قادة رؤساء دول مجموعة الخمسة للساحل (موريتانيا ومالي وبوركينافاسو والنيجر وتشاد) طلبهم إلى المجتمع الدولي للحصول على دعم مالي إضافي لقواتهم العسكرية المشتركة التي بدأت في أوائل عام 2017، ويتوقع أن يكون 5000 جندي وذلك خلال الاجتماع الذي عقد في نيامي يومي 6 و 7 فبراير 2018. وهذه البلدان الخمسة، من بين أفقر بلدان العالم وهي تكافح من أجل إتمام تمويل هذه القوة التي يقدر ب 250 مليون يورو.

وفي الوقت الراهن، وعد الاتحاد الأوروبي ب 50 مليون دولار وفرنسا بثمانية ملايين ولكل من البلدان الخمسة المؤسسة 10 ملايين ويضاف إلى هذه المبالغ مساهمة معلنة من المملكة العربية السعودية تبلغ 80 مليون يورو، وتعهدت الولايات بمبلغ 49 مليون يورو في إطار التعاون الثنائي مع هذه الدول.

ويشير جيزكيل أيضا إلى أن هذا الجيش الصغير الذي تعول عليه باريس في مكافحة الإرهاب والإجرام في منطقة الساحل يقوضه الخلاف بين بعض الدول الأعضاء فيه. "في الماضي، كان هناك الكثير من سوء الفهم بين مالي وموريتانيا، وأحيانا بين النيجر ومالي لذلك فمن الضروري أن يكون هناك فهم مشترك، وثقة بين الدول"، ليخلص إلى أن هذه القوة مشروع ولد ميتا.

مشكلة أخرى لا تقل أهمية: هذه القوة تعرّضت للطعن من قبل بعض رؤساء دول غرب أفريقيا الذين يخشون من أن تصبح أداة في خدمة الغربيين. وعلى هذا النحو، يعتبرون أنه "من غير المقبول أن يأتي تمويل قوة مجموعة الدول الخمس من خارج القارة الأفريقية". ويضيف هؤلاء أن هو "أن الأوروبيين هم من جلبوا المتاعب في منطقة الساحل وعليهم أن يجدوا الحلول ضد انعدام الأمن. لكنّ من يريد التنمية يجب أولا أن يضمن سلامته، كما قال الرئيس الغاني نانا أكوفو-أدو قبل أيام قليلة في داكار مضيفا أن الأمر يرجع للأفارقة وعليهم أن يأخذوا مصيرهم بأيديهم إذا كانوا لا يريدون أن يكونوا "متسولين" فقراء على أراضيهم.

وقد تفسر هذه الملاحظة السبب الذي دفع الرئيس النيجيري محمدو يوسفو لاقتراح أن يتم دمج قوة مجموعة الخمسة في إطار قوة الأمم المتحدة في مالي.

ترجمة موقع الصحراء 

لمتابعة الأصل أضغط هنا