مارك يعتذر في الصحف العالمية عن فضيحة خصوصية البيانات

اثنين, 2018-03-26 00:51

احتل اعتذار نشره مارك زوكربرغ،الرئيس التنفيذ لشركة فيسبوك، صفحة كاملة في عدد من الصحف الكبرى في الولايات المتحدة وبريطانيا عن فضيحة خصوصية البيانات التي تعرضت لها الشركة منذ أيام.

وجاء في بيان الاعتذار أن فيسبوك كان بإمكانها أن تفعل المزيد من أجل تفادي تعرض الملايين من مستخدميها لاستغلال البيانات الشخصية الخاصة بهم في شركة الاستشارات السياسية كمبريدج أناليتيكا.

وأضاف: "كان هذا استغلالا سيئا للثقة، واعتذر عما حدث".

يأتي الاعتذار وسط توالي ظهور تقارير تشير تلقي فيسبوك تحذيرات من سياساتها لحماية الخصوصية التي وصفتها التقارير بأنها كانت على درجة كبيرة من الضعف في 2011.

واحتل الاعتذار الصفحات الأخيرة من عدد من الصحف البريطانية من أحجام مختلفة مثل صنداي تليغراف، وصنداي تايمز، وميل أون صنداي، والأوبزرفر، وصنداي ميرور، وصنداي إكسبرس.

وفي الولايات المتحدة، نشر اعتذار زوكربرغ على كامل الصفحات الأخيرة لصحف نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وول ستريت جورنال.

وقال رئيس فيسبوك في الاعتذار المنشور في أغلب الصحف العالمية الكبرى إن تطبيقا إلكترونيا في شكل استبيان "سرب بيانات فيسبوك الخاصة بملايين المستخدمين في 2014".

وأضاف "أنا آسف لأننا لم نبذل المزيد من الجهد في ذلك الوقت، لكننا نتخذ في الوقت الحالي خطوات تضمن عدم تكرار ما حدث".

جاء البيان مؤكدا على ما جاء في تصريحات سابقة لمارك زوكربرغ الأسبوع الماضي بعد ظهور تقارير فضيحة خصوصية البيانات والإعلان عن فتح تحقيق فيما زعمته تلك التقارير في أوروبا والولايات المتحدة، علاوة على هبوط حاد في القيمة السوقية لشركة فيسبوك.

وشدد الرئيس التنفيذي للشركة على أن فيسبوك غيرت قواعدها بما يضمن عدم تكرار ذلك مرة ثانية، قائلا: "تحققنا من كل التطبيقات التي تستخدم كما كبيرا من البيانات قبل تدارك ما حدث، إذ نتوقع وجود تطبيقات مشابهة".

وأكد أنه بمجرد اكتشاف أي من هذه التطبيقات سوف تحذف على الفور وأن فيسبوك سوف يخطر أي من المتضررين منها على الفور.

ولم يتطرق بيان الاعتذار لفيسبوك إلى ذكر شركة كمبريدج أناليتيكا البريطانية، التي أعلنت أنها لم ترتكب أي مخالفة فيما يتعق بفضيحة خصوصية البيانات.

أ

صل المشكلة

في 2014، دعت فيسبوك مستخدميها إلى تجربة تتضمن التعرف على طبيعة شخصياتهم ومن أي نوع هي عبر استبيان طوره ألكسندر كوغان، أستاذ باحث في جامعة كمبريدج، وأطلق عليه اسم "حياتك الرقمية".

وجمع التطبيق بيانات شخصية لحوالي 270 ألف من مستخدمي فيسبوك، لكنه جمع أيضا بعض البيانات المنشورة في الوضع العام على موقع التواصل الاجتماعي دون علم المستخدمين.

لكن فيسبوك قامت بعد ذلك بتغيير عدة تطبيقات جمع البيانات التي تعمل بنفس الطريقة. وقال كريستوفر وايلي، أحد المهتمين بالمخالفات الإلكترونية، إن البيانات الشخصية لحوالي 50 مليون مستخدم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك جمعت بياناتهم بمعرفة كمبريدج أناليتيكا قبل تشديد قواعد موافقة المستخدمين.

وزعم وايلي أن البيانات بيعت لكمبريدج أناليتيكا، وهي شركة لا علاقة لها بجامعة كمبريدج، فاستخدمتها في تصنيف المستخدمين نفسيا وإمدادهم بأخبار وموضوعات مؤيدة لترامب أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016.

لكن فيسبوك قالت إنها لم تعلم أن كوغان، مطور تطبيق جمع البيانات، باع البيانات للشركة البريطانية التي حملت كوغان مسؤولية أي خرق لقواعد استغلال بيانات المستخدمين.

 

من جهته، قال الأستاذ الجامعي إن أناليتيكا أخبرته بأن العمل يسير في إطار قانوني دون أي مخالفات، وأنه أصبح "كبش فداء" لفيسبوك وأناليتيكا.

 

هل تلقت فيسبوك تحذيرات على مستوى الخصوصية منذ سبع سنوات؟

قالت صحيفة التليغراف البريطانية إن مفوض حماية البيانات في أيرلندا حذر فيسبوك من ضعف سياسات الأمن الإلكتروني التي وصفها بأنها "ضعيفة جدا لدرجة لا تمكنها من التصدي لأي انتهاك، وذلك في 2011، أي قبل حدوث الانتهاكات بثلاث سنوات".

وعقب مراجعة الموقف بالنسبة لفيسبوك، قال المفوض الأيرلندي إنه استند في تحذيره إلى مطورين يعملون لصالحه في رصد معلومات عن قواعد الأمن الإليكتروني لدى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، واصفا هذه القواعد بأنها "لم تكن جيدة بما فيه الكفاية لضمان أمن بيانات المستخدمين".

وأشارت تقارير إلى أن الإجراءات التي اتخذتها فيسبوك للحد من اختراق بيانات المستخدمين لم تكن كافية "لضمان تمتع بيانات المستخدمين بالحماية أثناء استخدام تطبيقات طرقف ثالث " عبر موقع التواصل الاجتماعي.

وقالت فيسبوك إنها تعمل على تعزيز حمايتها للبيانات بعد توصيات مفوض حماية البيانات الأيرلندي وأنه خبراء قالوا إنها تعزيزات جيدة في 2012. وأضافت الشركة أنها أحدثت تغييرا شاملا لمنصتها للتواصل الاجتماعي في 2014.

 

 

بي بي سي