إدمان الاستهلاك

ثلاثاء, 2018-05-08 14:13
ناجي محمد الإمام

بداية بث التلفزة الموريتانية تزامنت مع نهاية مجتمع القناعة والبساطة وبين الصفتين تلازم وأي تلازم.
أتذكر أن البث التجريبي لهدية العراق العظيم إلى شقيقه الشنقيطي الغريب كان يستمر ساعات قليلة ببرامج مسجلة لعدم وجود غرف بث (استوديوهات).
وكان أن انتشرت مهنة تركيب أسلاك بدائية لبث أرضي ضعيف وراجت تجارة وخدمات شحن المراكم المستعملة (بطاريات السيارات) لتشغيل التلفاز في غياب الكهرباء التي كانت محصورة في العاصمة ولقصر. 
وأصبح الشغل الشاغل متابعة المسلسلات وأغنية "مواعد حبيبي ساعة" العراقية، مما فرض توفير التيار بأي ثمن قبل صلاة المغرب لزاما، وصار من المألوف منظر الفتيات يتحاملن البطارية بعروتيها كما كن يتحاملن عُرى القربة أزمنة "الميراد"..ولَعطشُ الصورة أشد.
وإنك -أيامها-لواجدٌ من الغرائب مايستأهل الرواية من ذلكم أنه جاءني ولد إحدى المعارف لغاية ملحة فاصطحبته في مركوبي (بيجو404 حوض!!)
إليها قبيل المغرب، فوجدتهامع العيال واجمين ..سألتها عن الخطب فترددتْ...قبل أن يتضح أن البطارية (مَيِّتَةٌ)..
ذلك ما يحدث الآن للأفراد والأسر مع "الواي فاي"...

نقلا عن صفحة الكاتب