أعادت صحيفة "The Africa Report" يوم أمس الخميس نشر آخر مقابلة أجراها الرئيس محمد ولد عبد العزيز وكانت مع جريدة "Jeune Afrique" وقد ترجم موقع الصحراء هذه المقابلة التي أعيد نشرها باللغة الانكليزية.
وقدمت الصحيفة للمقابلة بما يلي:
"على مر السنين، عرف هذا الرجل بتعدد الشخصيات، في البداية عرف بالعسكري المتقشف الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 2008 لكن الجنرال سرعان ما استبدل ملابسه القتالية ببدلة رئاسية وربطة عنق عندما تم انتخابه رئيسا في يوليو 2009. قبل أن تتم إعادة انتخابه في يونيو 2014. وقد تمكن من وضع الحجر الأساس للعديد من المشاريع في الوقت الذي يراقب فيه التهديدات الإرهابية التي تواجه المنطقة بشكل وثيق.
ومع انه تجاهل النداءات المتكررة للمعارضة من أجل الحوار، انتهى به الأمر إلى تنظيم عدة حوارات وطنية لم تكلل بالنجاح. ومع ذلك فإن المعارضة التي تتهمه بمحاولة التمسك بالسلطة بعد عام 2019 باتت أضعف منذ مقاطعة الانتخابات التشريعية عام 2013 فقد تركت الباب مفتوحا على مصراعيه لحزب "تواصل" الإسلامي الذي ازداد قوة، لكن أكبر عدو للرئيس محمد ولد عبد العزيز يبقى ابن عمه المنفي محمد ولد بوعاماتو، الذي صدرت أوامر بالقبض عليه بسبب اتهامه بالفساد في أغسطس من العام 2017.
ويركز ولد عبد العزيز ، المسؤول عن قوة مكافحة الإرهاب الإقليمية التابعة لمجموعة "G5" على الجبهة الدولية، حيث ينتظر أن يستضيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشية قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد في نواكشوط يوليو المقبل.
وقد أتبعت الصحيفة المقدمة أعلاه بنص المقابلة الذي أوردته كما يلي:
- الصحيفة: قلت إنك لن تترشح لمأمورية ثالثة.. هل لا تزال عند وعدك؟
- محمد ولد عبد العزيز: لا بد أن تكون دائما هناك شكوك لدى البعض! لا زلت أحترم والتزم بعدد المأموريات المحدد دستوريا. وقد قمنا بتنقيح الدستور، لكن هذه المادة بالذات لم تتغير، ولن أغيرها أيضا.
- الصحيفة: هل لديك خليفة؟
- ولد عبد العزيز: أنا لم أحدد خياري حتى الآن، ولكن الوقت كفيل بالكشف عن ذلك، فكل مواطن من هذا الشعب حر في الترشح.
- الصحيفة: هل إقامة حوار مع المعارضة لا يزال ممكنا؟
- ولد عبد العزيز: هذا غير مبرمج، ومع ذلك فباب الحوار غير مغلق. لكني لن أدعو لحوار جديد، لا أريد أن أقضي مأموريتي في الحوار، أريد أن أعمل لتنفيذ برنامجي.
- الصحيفة: رجل الأعمال المنفي محمد ولد بوعاماتو، يقول إنه مستهدف و مطارد، ويدعي أنه رعى بسخاء حلفائك المقربين، وقام بتمويل حملتك الرئاسية لعام 2009.
- ولد عبد العزيز: نعم، لقد كان سخيًا بما فيه الكفاية لتمويل جزء من حملتي لعام 2009. لكن لماذا رحل إذا كان يقوم بأعمال مشروعة لأكثر من 25 سنة في ظل النظام السابق؟ لم يكن هدفنا أن نسبب له أي قلق، خاصة أنه كان يدعمنا. لكن علينا التزام تجاه ناخبينا .. ولذلك قرر هو بنفسه مغادرة البلاد على الفور منذ أن بدأنا تتبع تعاملاته بشكل أكثر وضوح، خاصةً ما يتعلق منها بالضرائب.
- الصحيفة: اعتقل السناتور محمد ولد غده في أغسطس 2017 وهو متهم بشراء أصوات أعضاء مجلس الشيوخ الذين عارضوا استفتاءكم الدستوري. وبصرف النظر عن المعارضة، فقد نددت هيئات حقوقية وحتى أممية باعتقاله التعسفي؟
- ولد عبد العزيز: من الخطأ القول بأنه اعتقال تعسفي، ويجب أن يكون لديك على الأقل فهم أساسي للوضع من أجل الحكم عليه بدلاً من اتهام دولة لا توجد لديك أي فكرة عما يحدث فيها، وفي الحقيقة فقد تصرف هذا السناتور السابق بطريقة غير مسؤولة وهو الآن يواجه العدالة التي تمتلك أدلة كافية لمواصلة احتجازه، ولم تقم الدولة باختلاق الأدلة، كما أرسلت لنا الأمم المتحدة رسالة وقدمنا كل هذه التفاصيل في ردنا.
- الصحيفة: قوبلت الأحكام التي صدرت في نوفمبر 2017 بالإفراج عن "المدون" الشيخ ولد محمد ولد امخيطير بردود فعل متباينة، وفي هذا المناخ المتوتر لماذا تختار الحكومة فرض العقوبات ضد الردة؟
- ولد عبد العزيز: القوانين في الدول تأتي من قبل الشعب الذي دعم هذا التوجه، وكانت هناك مظاهرات عديدة بهذا الصدد، بل خرج 90 في المائة من سكان نواكشوط إلى الشوارع سعياً لتحقيق العدالة، وقد استجبنا لهذا الطلب الشعبي ولسنا ملزمين بتقليد ما يجري في أماكن أخرى إذا قوض استقرار ومصالح بلدنا.
- الصحيفة: هل نحن نشهد إعادة أسلمة في موريتانيا؟
- ولد عبد العزيز: نحن في موريتانيا مسلمون 100% ونمارس الإسلام المعتدل حيث نطبق المبادئ الإسلامية بالضبط كما جاءت في الموروث الديني، والتطرف ليس له مكان بيننا، ونعتبر أن القتل والتفجيرات واتهام الناس ليس دينا، وأن كلما يرتبط بذلك بعيد جدا عن تعاليم الإسلام.
- الصحيفة: قدت إنشاء قوة G5 لمنطقة الساحل، وهو إطار أصابه خمول كبير قبل جولات التمويل خلال الأشهر القليلة الماضية. ماذا ينقص هذه القوة لكي تصبح جاهزة للعمل بشكل كامل؟
- ولد عبد العزيز: هي بحاجة إلى رؤية طويلة الأمد ، مع الأخذ في الاعتبار أننا لن نحقق كل شيء بمفردنا. ولذلك نعمل على إنشاء شركة طيران وقد تم بالفعل الانتهاء من دراسة الجدوى وسنجمع مواردنا معًا.
- الصحيفة: حافظتم دائمًا على موقف محايد فيما يتعلق بالصحراء الغربية. ما رأيك في هذه القضية؟
- ولد عبد العزيز: طالما أننا غير قادرين على حل هذه القضية، فإننا سنتخلف عن مناطق إفريقية أخرى تعمل معا. يجب أن يكون هناك الكثير من التضحيات على كلا الجانبين، وقبل كل شيء، يجب أن تكون هناك إرادة سياسية لحل المشكلة.
- الصحيفة: هل سيتم تفعيل اتحاد المغرب العربي؟
- ولد عبد العزيز: لا نزال نأمل في ذلك. وإذا لم نقم نحن بذلك فإننا فسنكون قد أخفقنا في جزء كبير من مهمتنا. ولكن أنا متأكد من أن الأجيال القادمة ستتحمل المسؤولية.