وطننا وطن كبير قدروه أن يقوده الأقزام من أبنائه، فأصبح حاكمه وولي أمره كمثل الإبن العاق ،الذي لم يرقب ولم يرعى الله فيه إلآ ولاذمة ،فستباحوا حرماته ودمروه تدميرا، ونكلوا به في حضره وبواديه تنكيلا، فصار جزائه ما نتج عنه من إرهاصات الوضع المتأزم منذ الإستقلال حتى اليوم.
وهذا التأزم الذي وصلت إلى البلاد والعباد جعل الشعب وكل القوى المعارضة يستغيثون ،والكل في حيرة من أمره وهو ينتظر إلى وطن يتأرجح بالتجاه بئر الهلاك التي مالها قرار، الكل ينتظر الكل لإتخاذ الخطوة المنوط بها إزاحة الكابوس الجاثم على صدور الناس ،بعد أن أثبتت كل الحكومات المتعاقبة على هذا الوطن عجزها إتجاه جحافلة الفقرا والجياع والمسغبة التي ضربت في شعبنا بشكل موجع ، حتى وصل صدى صراخه إلى ما وراء البحار من وقع سياط جلاد لا يرحم ولا يدع لأخرين يقدمون أسباب الرحمة ، فالعالم وبكل مشتقاته (المجتمع الدولي ،والجامعة العربية ،والإتحاد الإفريقي )ينظر ويراقب المشهد في بلادنا في رجاء خجول للفاعلين في حقل المناوئة بأن يجمعوا رأيهم على كلمة سواء ،وهؤلاء المناوئون نراهم ،كل منهم يرمي بسهمه باتجاه يعاكس إتجاه مرمى سهام رفاقه في النضال المزعوم ،!
وهذه السهام التي ترمى منذ أزيد من نصف قرن لم تصب قلب المارد لإنقاذ العجوز الذي هرم وهو ما يزال متشبثا بمفاصل السلطة ..
أما المعارضة المناوئة وبكل مشتقاتها ( ومنظمات وهيئات ..)لم تغير من إتجاه سفينة الوطن التي تبحر نحو المجهول ،بعد أن ملأت السماء ضجيجا بالمطالبة بدولة العدالة والقانون والمساواة بين مكونات هذا الشعب البائس،الذي أنهكه شح البحث عن لقمة العيش بسبب إرتفاء الأسعار،و السعي إلى قطرة ماء نظيفة صالح للشرب ،أو مدرسة تزيح عنه قشاوة الجهل...لكن في أخر المطالف قررت المعارضة المناوئة التي كانت سندا للشعب الزواج سرا مع الإبن العاق المتمثمل في(النظام)متخليتا عن الشعب وهو يناديها...لمن تكرتيني لمن تركتيني أيتها المعارضة ؟
فيرجع الشعب إلى جحوره حائر ،ومتناسي ومتجاهل السبب والمتسبب الأول في حدوث هذه السلسلة الطويلة من الأزمات ،فيجنح إلى جلد ذاته ويرجع الأمر إلى الله الذي إبتلاه بهذه العصبات المتجبرة....
لقد أصبح من الضروري والواجب أن يتم تحويل الضجر الذي يحترق في صدر المواطنين إلى طاقة إيجابية تعمل على تغيير هذا النظام الباطل ،وإزاحة ذلك لإبن العاق ،وإستبداله بإبن بار همه الوحيد المحافظة على الأسرة الموريتانية يعيش فيها كل الأخوة متساوين في جميع الحقوق وعليهم نفس الواجبات...ولكي يتأتي ذلك الإصلاح ، فلابد لقادة الرأي ومفكريهم ورجال الدين أن يحرروا عقل المواطن الموريتاني ،وينفظوه من النفيات التي رمت بها عليه فتاوي فقهاء البطون وعلماء البلاط على عقله وتفكيره ،تلك الفتاوى التي قامت بلي عنق حقائق ومعاني القرآن الكريم ،ونصوص الأحاديث النبوية الشريفة ،وإقتيادها عنوة في إتجاهات خاطئة ،وجعلوها غطاء مقدسا قدسية زائفة حتى تمكنوا ،فبطشوا بالمواطن الموريتاني العتيق بطشا ....
أيها الشعب الموريتاني بقول الله تعلى :ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون.(هود 113) صدق الله العظيم.