حركة التوحيد والجهاد: النيجر فتحت أرض الإسلام أمام العدو

سبت, 2014-10-11 18:25
حركة التوحيد والجهاد

تنبع أهمية إعلان مصادر من وزارة الدفاع الفرنسية عن إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة شمالي النيجر من حصول الأخيرة العاملة منذ تموز / يوليو 2014 في سياق عملية «برخان»،على موطئ قدم لها على بعد 200 كيلومتر فحسب على حدود ليبيا الجنوبية التي صارت مصدرا لزعزعة الاستقرار على الشريط الساحلي الصحراوي، بحسب تصريحات متوافقة أدلت بها مجموعة من الخبراء ل «الأناضول».
هذا القرار كان بحسب الخبير السياسي السنغالي «جوستين نداي» بمثابة دافع لـ «إعلان حرب» تقودها قوات «حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا» (موجاو، المندرجة تحت لواء تنظيم القاعدة)، التي شنت يوم الثالث من تشرين أول / اكتوبر هجوما ضد القوات الأممية في مالي، مينوسما، في منطقة «غاو» خلف تسعة قتلى في صفوف الفيلق النيجيري، متهمة النيجر بـ «فتح أرض الإسلام أمام العدو»، بحسب «سلطان ولد بادي»، أحد عناصر الموجاو التي تبنت عملية غاو.
«ألكسيس كالامبري»، الخبير السياسي المالي ومدير صحيفة «ليذيكو» اليومية المستقلة، فسر من جهته اختيار فرنسا لشمال النيجر لإيواء قاعدتها العسكرية الجديدة، «ماداما» بـ «إحكام القوات الفرنسية السيطرة على هذه المنطقة بطريقة أكبر مما عليه الحال في مالي».
«نداي»، تابع في السياق ذاته قائلا: «تأوي النيجر أصلا طائرات فرنسية بدون طيار، التجهيزات العسكرية متوفرة بعد وسيتم تدعيمها. هذه المراكز المتقدمة التي يمكن للفرنسيين بلوغها حاليا، ستمكن من اعتراض الرسائل اللاسلكية ومن نشر قواتها الأرضية بالقرب من الحدود الليبية». 
المحلل السياسي أكد على أن «تبني الموجاو للهجوم على الفيلق النيجيري يؤكد على الرابط الوثيق والجلي بين أولى مصادر زعزعة الاستقرار في الشمال المالي والجهاديين الذين يتزودون بالسلاح من جنوب ليبيا. قاعدة ماداما في أقصى الشمال الشرقي للبلاد ستتيح إمكانية مراقبة تحركات الإرهابيين انطلاقا من الجنوب الليبي»، على حد رأيه.
ويفسر «نداي» كيف أنه على الرغم من تواجد الفرنسيين بالنيجر في إطار عملية «سرفال» (التي انتهت في تموز/ يوليو 2014 لتفسح المجال أمام عملية برخان)، إلا أنهم أدركوا أن مراقبة الجنوب الليبي بشكل أفضل تمر عبر الذهاب بشكل أعمق شمالي النيجر، وهذا ما يفسر الخطوة الفرنسية الأخيرة».
وتتمثل وسائل المراقبة التي ستقوم فرنسا بتطبيقها على الأرض بحسب «كالامبري»، في قطع الممرات الصحراوية الممتدة على طول شريط الساحل الصحراوي وسد المنافذ امام تجارة السلاح التي تنطلق من «براك»، القريبة من سبها الليبية في الجنوب، لتقع فيما بعد بين أيدي عدد من المجموعات الجهادية الصغيرة شمالي مالي. هذا هو الهدف المعلن من التواجد في الشمال النيجيري، أما بخصوص القيام بتدخل مباشر في ليبيا فهذه خطوة ليس من المتاح المغامرة بها في الوقت الراهن».
وكان وزير الدفاع الفرنسي «جون إيف لو دريان» قد أطلق جرس الإنذار مؤخرا بشأن «التهديد الإرهابي» في الجنوب الليبي عبر ذكر «الروابط» المحتملة بين جبهة الساحل وتلك المتواجدة في الشرق الأوسط.
«لوران فابيوس» (وزير الخارجية الفرنسي) كان قد أشار من جهته إلى احتمال قيام فرنسا بتدخل عسكري في ليبيا، الرئيس النيجيري يساند ذلك أيضا، وهذا أمر يمكن تفهمه. طالما أن ليبيا ليست مستقرة، لن يكون هناك أمن لا في تونس ولا في الجزائر. في الوقت الراهن، تبدو ليبيا كمتجر سلاح كبير ومنطقة ينعدم فيها القانون وتغيب فيها الدولة»، بحسب الخبير السياسي.
ويشاطر «نداي» رأي مدير الصحيفة المالية الذي «تنبأ» باندلاع حرب «بالوكالة»، عندما اعتبر أن مسافة كبيرة تفصل بين التفكير في الانتشار بالجنوب الليبي، والمرور إلى مرحلة التنفيذ.
نداي لا يعتقد بأن فرنسا ستذهب للحرب وحيدة لتفادي احتمال «غرقها في هذا المستنقع» ويذكر في الآن ذاته بأن ليبيا تعتبر بطريقة أو بأخرى منطقة محتملة لتدخل عدد من الدول الأجنبية، ولكن بشكل يخالف التدخل العسكري المعهود.
المحلل يعتبر أيضا أن فرنسا لا تستعجل القيام بالأمور وهي تنتظر رؤية نتائج الخيارات التي قامت بها على الأرض، أو توفر ظروف أكثر ملاءمة لتدخل عسكري. في جميع الأحوال، احتمال أن تكون هذه القاعدة، مؤقتة، كما أعلن الجيش الفرنسي عن ذلك في الأسابيع الماضية، ضئيل جدا.
ويمضي «نداي» في تحليله قائلا: «الإعلان عن أن هذه القاعدة وقتية لا يتمتع بأية مصداقية كون هذه القاعدة تتبع عملية برخان ووجودها مرتبط ببرخان وهي عملية ستمتد في الزمن». 
«ألكسيس كالامبري» يشاطر «نداي» تحليله للوضع ويعتبر أن القاعدة الفرنسية شمالي النيجر أبعد ما يكون عن كونها وقتية.
هي لعبة مصالح بالنسبة لـ «كالامبري»: «المصالح هي التي تقف وراء القرارات التي تأخذ وتترجم على الأرض. المنطقة تتوفر على ثروات باطنية كبيرة (عديد المعادن، غاز،بترول، إلخ) ولأجل ذلك تحديدا لن يفلتها الغربيون أيديهم. في الآن ذاته، وإن خف الضغط الذي تقوم بتسليطه في بعض الأحيان، إلا أن تواجد المجموعات الجهادية يبقى مهما وينبغي القيام بعمليات كبيرة ضدهم للقضاء عليهم.
«الرهان كبير» بحسب المحلل السياسي، وهو «يتعلق باستقرار القارة المرتبط بأمن هذا الشريط الساحلي الصحراوي».