يقول علماء فلك إن فهمنا الحالي لبداية الكون، بما في ذلك التشكل الأول للنجوم والمجرات، على وشك أن يتغير بعد اكتشاف وجود أكسجين في مكان ناء من الكون، حيث قد يساعدنا على معرفة متى ظهر ضوء النجوم الأول في الظلام الذي أعقب الانفجار الكبير.
وجاء في الدراسة التي نشرت الأربعاء في دورية "نيتشر"، أن الأكسجين انبعث من المجرة "ماكس1149-جي دي1"، التي تعد أبعد مجرة ترصد على الإطلاق حيث تبعد عنا 13.28 مليار سنة ضوئية.
ورصد هذه المجرة تلسكوب "ألما" و"التلسكوب الكبير جدا" المتواجدان في صحراء أتاكاما شمال تشيلي، ويعدان من أقوى التلسكوبات على الأرض، وذلك في الفترة بين مارس/آذار 2016 وأبريل/نيسان 2017.
وتؤكد النظرية الحالية حول بداية الكون أن حدثا يدعى الانفجار العظيم حفز ظهور كل شيء موجود في الفضاء وعلى الأرض، لكن مع ذلك فإن النجوم والمجرات لم تتشكل فورا بعد الانفجار العظيم وإنما استغرق ظهور النجوم الأولى عدة ملايين من السنين.
ولم يكن هناك أكسجين في بدايات الكون، وتكون هذا الغاز في النجوم ثم أُطلق بعد موتها إلى سحب الغاز في المجرة، ولهذا السبب فإن وجود أكسجين في مجرة نائية جدا هو علامة على أن أجيالا سابقة من النجوم وجدت وماتت في تلك المجرة، وفقا للدراسة.
ومن المعروف أن سفر الإشارات في الفضاء قد يستغرق ملايين السنين، ولهذا فرغم أننا نراه الآن، فإن توهج الغاز من هذه المجرة البعيدة جدا قد انبعث على الأرجح بعد خمسمئة مليون سنة على تشكل الكون.
ووفقا للدراسة، فإن وجود الأكسجين يظهر أن هناك أجيالا سابقة من النجوم الناضجة في هذه المجرة يرجع تاريخها إلى ما قبل علامة الخمسمئة مليون سنة تلك. وهذا يشير إلى أن ضوء النجوم ظهر أول مرة بوقت أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقا.
وبمجرد ظهور النجوم، تبعتها المجرات، وفي النهاية بدأ يتبلور كل شيء موجود في تلك المجرات، بما في ذلك نحن، حسب الدراسة. ويعد تتبع أصل الضوء النجمي في الكون أمرا بالغ الأهمية في الكشف عن أصل تشكل المجرات، وهو الحدث الذي يطلق عليه اسم "الفجر الكوني".
وبناء على هذا الاكتشاف توصل الباحثون إلى أنه كان هناك تشكل نجمي كبير في هذه المجرة بعد 250 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، وهو وقت أبكر بكثير مما كان يعتقد سابقا.
المصدر : مواقع إلكترونية