جيلان جبر: زهقنا وتعبنا

ثلاثاء, 2015-01-27 08:38
جيلان جبر

هى كده خلصت ولا لسه؟؟ هل مازالت هناك فترة إضافية تحمل مشاهد لمسيرات وتحركات للتهديد والحرق للإخوان الإرهابيين والعملاء المتمولين قبل مرحلة الانتخابات للبرلمان والمؤتمر الاقتصادى للاستثمار الذى سيعقد قريبا.. إذن اسمحوا لى بأن أقرأ الفاتحة على كل شهيد مصرى يسقط، وأبدأ بالشكر والتقدير لكل جندى أو ضابط شرطة أو جيش يقوم بواجبه لتأمين الوطن، وأقدر الجهد والإرهاق العصبى والمعنوى الذى يتحملونه، والاتهامات التى تمطر عليهم فيتحملون كل الأخطاء والقتل والترويع قبل وبعد الثورة..

قد ننسى أنهم بشر وليسوا ملائكة، ولهم واجبات وعليهم التزامات، هناك أخطاء وهم فى مهمة الحماية والتأمين.. والحقيقة أنى زهقت بجد، فى كل مرة نشاهد عددا كبيرا من رجال الجيش والشرطة فى الشوارع قبل وبعد الاحتفال بالثورة وعيد الشرطة.. فسواء كنت أنت مع أو ضد الثورة فهناك كارثة فى النهاية، وأصبح هذا اليوم يمثل لنا يوما صعبا لأنه يعرض مشهدا ثابتا من المواجهات الأمنية بوتيرة تصاعدية أمامها خرطوش ومولوتوف، أو رصاص، وسقوط قتلى، وحرائق فلا يمكن أن يكون ذلك هو يوم الذكرى للثورة.. والمشهد الوحيد الذى يتصدر فيه خبر من مصر على الفضائيات.. خلاص كفاية مظاهرات أو فرحة وغناء.. الأفضل نتعلم كيفية التحرك بعد كل هذه الدروس السابقة فى مثل هذا اليوم بتقديم شىء من الحلول بمواجهات اجتماعية فعالة..

على سبيل المثال: البطالة، والزبالة التى من الممكن أن تتحول إلى عدوى إيجابية ببناء مصنع للمخلفات أو بناء حى ينقلها من العشوائيات أو تنظيف شارع وزقاق ونفتخر به ونسميه مشروع ٢٥، ونساهم فى رفع الوعى الإنسانى، أو نزيد من حالة الانتماء للدولة بخدمات وتسهيلات سريعة فى منطقة معينة بدلاً من تركهم رهائن لإرادة وعقول إرهابية.. فلا يمكن أن تكون ذكرى ثورة يناير مؤشرا يدعو للخوف والارتباك فى الصورة الوطنية: قتلى وجرحى وحرائق وإصابات، الأغلبية فى البيوت والنشطاء فى الشارع، منهم من يدعى السلمية وأغلبهم مغيب من أحياء تحتاج النظر والاهتمام تم استغلال البشر فيها للحقد والكراهية أو لإسقاط هيبة الدولة، أو تصدير الفشل والإحباط فى قلوب المواطنين، والاتهامات فى كل مرة أنهم سقطوا قتلى وجرحى برصاص الشرطة؟..

فهل الشرطة بهذا الغباء أن تستخدم نوعا من الرصاص معروفا أنه للشرطة؟ ممكن؟.. وهل كان دفاعا عن النفس أو انتقاما؟.. ممكن لو سمحتم سرعة وشفافية التحقيق حتى يعرف المخطئ أو القاتل أو المتآمر!! وأن يكون هناك حكم رادع كبير.. زهقت من ترك الصورة المصرية رمادية قابلة للسواد يوميا ومع كل مناسبة، والتبييض لها يكون فقط بأسلوب ضعيف، فقط بأغنية أو نشيد... أرجوكم تحركوا أمام المؤامرة بأسلوب جديد ليتحول المشهد إلى إيجابى فى كل عام لخدمة الوطن والمواطنين.