إن التعرف على أصول الشعوب والوعي بالذات مسألة هامة وضرورية خاصة فالمجتمعات المختلفة الأعراق،..وفي الظروف التي يمر بها شعب لحراطين من تيه في متاهة الإختزال والذوبان في الأخر !تجعلنا نهتم بتحديد أصول لحراطين وحسم هويتهم ،لأنها مسألة شائكة بين لحراطين أنفسهم قبل غيرهم ،بل هي جزء من المشاكل المطروحة لهم ،رغم أننا نعرف مسألة تحديد هويته لحراطين،والوعي بالذات مسألة صعبة وشاقة نتيجة لشح وندرة المعلومات والمصادر الخاصة المتعلقة بهذا الجانب ،كما نعلم علم اليقين أن هذا الموضوع يتطلب الكثير من والوقت وتضافر الجهود والمشاركة الجادة من قبل قيادات لحراطين ، ولأقلام المتخصصة وغير المتخصصة ،والباحثين في هذا المجال وغيره. لكن لا يجب نتجاهله ونتركه مسألة للزمن....
إن لحراطين قبل أن يطلق عليهم إسم لحراطين ،كان يطلق عليهم إسم الإثيوبين على هذه الأرض ،وأطلق عليهم هذا الإسم اليونان الذي أحتلو قرطاج قبل مقدم الفينقين ،،المرجع كابريل كامب (البربر الذكرة الهوية ) كما كان يطلق عليهم إسم النجاشين نسبة إلى إمتداداهم لمملكلة الحبشة بقيادة الملك الذي لايظلم عنده أحد النجاشي بن الأبجر ،(المرجع ،كتاب الشيخ محمد المامي جمان البادية )وأطلق عليهم إسم (حرضن) بلغة الأمازيغ ... ،ثم لحراطين.!!
ومن المعروف أن إسم لحراطين تعرض منذ قرون لأنواع التشويه لمعناه ومضمونه ولم يقتصر التشويه على الإسم فقط وإنما تجاوز إلى ذات الشعب، حتى صار لحراطين إسما وشعبا ألعوبة بأيدي المستبدين قبل ان تدخل التيارات الأصولية إلى اللعبة محاولتا إعطاء لحراطين هوية بالوصاية عنهم (الزنوج أو العرب)!بعيدا عن المنطق العلمي، أو البرهان القاطع...
ومن هنا فإنني لا أريد أن أدخل في إسم لحراطين إشتقاقيا ،وإنما أريد أن أدخل في الموضوع من حيث الدلالة والجوهر....
لحراطين قومية منحدرة من السلالة السوداء (الزنوج)
وذلك أن السلالات فالعالم ثلاث وهم (السلالة السوداء (الزنوج )والسلالة الصفراء (المغول )والسلالة البيضاء (الغوغاز)،،وكل منها لديها خصائص .
وإنحدار لحراطين من السلالة السوداء مبني على خصائص علمية جينية تتمثل في :،البشر السمراء أو السوداء ،الشعر المتجعد ،الأنف الأفطس ،والشفتين الغليظتين ...وتمتد بلادهم من المغرب إلى الحبشة ،وأجزاء من نهر النيل مصر ،....
إن للحراطين عادات وتقاليد وقيم وخصائل يتميزون بها عن باقي الشعوب ومنها مثلا : طيب النفس، وحسن الظن والنأي عن الأذى ،ولأمانة والصدق في الأعمال ،وذرابة الألسن
،ومن خصائلهم الرقص الموزون على إقاع ضرب الطبل ،والنيفارة .....
لحراطين هم أخطب الشعوب ،حيث يقف خطيبهم ويخطب طوال النهار دون أن يتعب ،ومن خصائلهم قوة الأبدان ماشاء الله فيستطيع الواحد منهم رفع الأثقال التي تعجز عنها جماعة من غيرهم ....هذه من خصائصهم ....
نحن لحراطين الذين منا ،الصحبي الوحيد الذي ذكر أسمه فالقرآن على أنه من أهل الجنة وهو :،زيد بن حارثة ،ومنا لقمان الحكيم ،ومنا المهجع أو شهداء المسلمين ،الأرض الملك الذي لا يظلم عنده أحد ،النجاشي بن الأبجر ،،ومنا جلبيب الذي مات فالحرب مع النبي (ص)فقال فيه هذا مني وأنا منه ،ومنا بلال الحبشي ،ومنا سعيد بن جبير الحبشي ،،ومنا عطاء بن رباح النوبي ،ومنا الشاعر الخطيب الحيقطان ،ومنا المقداد الذي عاش في عصر النبي (ص)ومنا نابل الحبشي ،ومنا عباس بن مرداس ،ومنا الحجاف بن حكيم ،وعمر بن الحباب ،وسيلك بن السلكة ،ومنا أبو المسك كافور الأخشدي سلطان مصر ،وعامر بن فهير ،ومريح بن الأشرم ،والفداف....
المرجع (الجاحظ فضل السودان على البيضان)
وبعد تفكك مملكة الحبشة والممالك التي كانت تضم هذا الشعب العظيم ، تفرعت منها دولة متفرقة ،وكانت أثيوبيا هي الحاضن الأكبر ،وبعد قدوم لحراطين إلى هذه الأرض ،وكانوا هم أصل سكان هذه الارض لأن أو القبائل التي قطنت هذه الربوع كانت قبائل إزيكارن وإرناكن وهذه قبائل قبائل حرطونية بالدرجة الأولى ،المرجع موقع (النسابون أصول سكان موريتانيا )
كان لحراطين متواجدين في جميع ربوع هذه البلاد ،وهذا منذ 8قرون من الأن ،وكانت منظقة (توات)هي مزكز تواجدهم أي آدرار حاليا ،كما كانوا موجودين في أوگن (منطقة أوليكات حاليا)بل أوليكات حفرية من حفريات لحراطين ،المرجع (جمان البادية )،
كان لحراطين موجودين في سلسلة موريتانيد ،وأمبود ،وتكانت وأمريلة ،وتنيكي وولاته وبوسطيلة ،ووادان وتشيت........
والخلاصة من هذا المقال ،هو أن لحراطين زنوج سلاليا ،وليست الزنوج المختزلة في قوميات المعروفة عندنا (الفلان والولف والبامبرا ......)،وأن لحراطين هم أصحاب هذه الأرض الحقيقين ،لأنهم هم سكانها الأوائل، وبنوها وحفروها وزرعوها ،وكانو أول من أحياها... وكما تعلمون ،يقول المثل ،الأرض لمن أحياها....