"ليلة القدر خير من الف شهر" بذالك وصفها القرءان الكريم مبرزا خصوصيتها إذ تتنزل فيها الملئكة والروح ويعمها السلام حتى مطلع الفجر
هي ليلة استثنائية من شهراستثنائي أنزل فيه القرءان الكريم وفتحت فيه أبواب الجنان واشرعت فيه الرحمات
فيها يفرق كل أمرحكيم
فيها تكتب صفحات جديدة وتطوى أخرى فيقدر الموت والحياة والرزق والنجاح والفشل والرحمة والعذاب
صحف تنزل بماهو ات وأخرى ترفع بما كان وانتهى
ليست ليلة محددة وإن طلب منا الصادق المصدوق فى حديث متواتر التماسها فى العشر الأواخر 21 23 25 27 29 وقد اخفيت عنا لحكمة الهية بالغة
ويرى بعض علماء المسلمين خاصة فى المغرب العربي أنها ليلة 27 وهوراي أخذ به العامة توارثا وتواترا وإن وضع بعضهم علامات تميزها عن بقية الليالى كطولها(أطول من ليلة 27 )ونورها (اظو من ليلة القدر ) وعلامات أخرى تلمس فيها أحيانا ميسما من الأساطير العامية
هذه الليلة عظيمة يستحب فيها الإكثار من الطاعات والإنفاق وقيام الليل والتزاور وصلة الرحم وقبل كل ذلك تلاوة القرءان فهي ليلة العتق من النار واستجابة الدعاء
ويرتبط إحياء ليلة القدرعندنا فى موريتانيا بطقوس تختلف باختلاف المجتمعات وتباين مستوياتها التعليمية وهي طقوس فى الغالب لاتستند لتأصيل ديني وإنما لعادات اجتماعية غامضة ومتوارثة
من ذلك حلاقة رؤوس الأطفال والكبار أحيانا وعمليات "الوشم"و"الكي"التى تطال الأطفال ل"تحصينهم"ضد الشياطين والشرور وسوء الحظ
وتغطية الاوانى المنزلية بأحكام ومنع الأطفال من الخروج بين المغرب والعشاء وعدم السماح لأي شخص بالبقاء وحده طوال ساعاتها وعدم تناول اي طعام اوشراب فى اناء لم يكن محكم التغطية وحرق أنواع من النباتات "البخورية" وترك دخانه يبصم جنبات المنزل والحارة طردا للارواح الشريرة وجلبا للبركة بل إن البعض يذهب بعيدا للقول إن الشياطين تفك من قيودها تلك الليلة بعد أن صفدت منذ أول ليلة من رمضان
عادات غريبة تستوقف الباحثين والدارسين فى شؤون المجتمعات وعلاقتها بالدين منهجا وممارسة
فلماذا حرق "لمباركه"طردا لأرواح شريرة لايصح وجودها فى ليلة وصفها الحق سبحانه وتعالى بأنها سلام من كل أمر من مغربها إلى فجرها
وما الفائدة من حلاقة رؤوس الأطفال فى ليلة تعهد الله بتامينها ومنحها خصوصية دفقة بالقداسة
يقينا ثمة "بونيس "من الخرافات تحت مظاهرتعظيم المجتمع لهذه الليلة الكريمة ومن ذلك حديث بعض العامة عن "شياطين"تصفع الناس على الطرقات أثناء ساعات غيرمحددة من تلك الليلة ولعل من بينكم من سمع تلك العبارة الغريبة "طارشوجن ليلة27" فمرة فى المستشفى اشتكت سيدة من الام أدت إلى تغيرطفيف فى شكل وجهها وحجم إحدى عينيها غالبا بسبب(شقيقة ) وكان ذلك بالصدفة فى ليلة 27 من رمضان تسعينيات القرن الماضى
رفض أحد مرافقيها أن تحجزطبيا لمعاينة أخصائي orl (انف أذن حنجرة ) وسحبها من يد الطبيب قائلا :"هاذى مانكم حاكمينها ماتعرفو ادواها كاع هاذى طارشها جن ليلة 27 لاهى ايداويها انشالله ألا لمرابط"
هي إذن خرافات وأساطير غريبة لم ينجح التدين ولاالمحافظة ولا انتشار العلم فى تخليص العامة من وساوسها
الدعاء المأثور فى الليلة الفاضلة ليلة القدر :
(اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنى )
غفرالله لى ولكم وعفا عنى وعنكم وجعلنا من الذين يخرجون من رمضان إلى رمضان بصوم مقبول وذنب مغفور
................
نقلا عن صفحة الكاتب