هلوسات قاتلة من الشرق

أربعاء, 2015-01-28 23:39
لانا العطار

لمن اليمن اليوم.. وفي أي هاوية ستحط الدولة أثقالها؟ يا للانتماء «تنظيم الدولة»! بعد سنوات من الاعتقال، ساجدة الريشاوي مقابل الرهينة الياباني غوتو، تنظيم «داعش» يتخلى عن 200 مليون دولار مقابل ساجدة؟
كيف سيتصدى الأردن لهذا المصاب الجلل.. شر البلية ما يضحك أهي سياسة جحا العشوائية ،ساجدة مقابل الياباني! لماذا لم يكن خيارهم ساجدة مقابل الطيار الأردني معاذ الكساسبة؟ هل يحق لنا أن نكره مجلة «شارلي إيبدو»، أو نكره الفصل الجديد من المسرحية الفرنسية.. أنستحسن أو نستهجن هُزأها بالمقدسات الدينية؟
نعم، قَتل العُزل والأبرياء يستحق مسيرة والمساس بالرمز الديني الأعظم يستحق ثورة كلاهما تحت بند «حرية». ليتني أنسل إلى سر كل زعيم في الصف الأول، لأستفتي ضميرهم عن وجود نتنياهو في صفوف السلام الأولى! أليس في بلادنا، الزعماء خطوط حمراء.. ماذا عن الأنبياء؟
ما هو تعريف الإرهاب.. من قتل ناجي العلي.. كيف تمت جريمة فرنسا في وضح النهار.. وبكاميرا سبقت الحدث.. لماذا يصرخ الفاعلون في شارع لا مشاة فيه؟ 
لحظة.. يقتل العشرات يوميا بطائرات تحالفت ضد الإرهاب.. ألم ينفذ وقودها..
أتعلمون أن الصورة أبرد بكثير من الواقع!
المنخفض القادم من الشمال زحف متلثماً إلى الشعوب الأقل حظا إلى الخلاء إلى الصحراء إلى العراء.
هدى رحلت، أليس الأبيض كما هو لون فستان الزفاف هو لون الكفن؟ زينة سبقت هدى.. ولاجئو عرسال سبقوا أقرانهم في الزعتري في لعبة «الاستغماية» فن الاختباء من البراميل المتفجرة! والموت المشتهى، الموت الأجمل يركض بين أطفال المخيم، الموت الدافئ يسمع همسات الخلان «يا ترى ستتجمد عروقنا الليلة؟ 
ليس هو البرد، ليست هي الخيام، هو الفكر الذي يحارب الإرهاب في باريس ويزرع الحرب بيننا.
ما يميز الغربي عن العربي هل جودة الهيموغلوبين.. أم صفاء الصفائح؟ لما تتعالى الأصوات عند موت أحدهم ونحن نرحل بالجملة بالمئات وبصمت على الأشرطة الإخبارية! لما الاستهزاء.. طوابير على المخبز، نعم هي ظاهرة طبيعية نتيجة لأزمة ثقة متراكمة بين المواطن والحكومة، لكننا حتما لا ندرك قانون التوازن، الأداء الحكومي الأردني كان متميزا في هذه العاصفة والأداء الشعبي استحق وسام الصفارات.
أرايتم ذلك الرجل الصغير، هناك على حافة مسرح المواهب، طفولة تدندن على وتر القضية.. لا تصغروه، بكى من شدة الألم، أعطوه فرصة ليتكلم أن في غزة فنونا أخرى غير الأشلاء المترامية والرسم تحت الركام. 
صوت الهاشتاغ أعلى من صوت الصراخ! والمطالب الفسيبوكية ما زالت افتراضية.
أين الطيار معاذ.. هل ابتلينا بذاكرة السمكة؟ هل تنتهي مطالبنا كلما أثيرت قضية، أمرنا عجيب للغاية نحن بحاجة لطبيب نفسي ليفسر لنا عمق أزماتنا الأخلاقية التي نتخبط بها.
معلومة: على الثلج لا تمشي خطواتك الاعتيادية، بل كن كالبطريق تماما ثبت قدمك الأمامية بشكل مستقيم ثم اتبعها بقدمك الأخرى، احذر الانزلاق.
أنا لست شارلي، ولست من القتل ، لست بوكو حرام، لست مذنبة، أكره الدم، وسأدفع فاتورة الإرهاب غالياً يوميا في مطارات وشوارع الغرب. قرأت أن جهود أوباما متواصلة حتى يغلق معتقل الموت؟ ماذا عن الحب الأمريكي العميق للمعارضة السورية؟ أهي الإنسانية المفاجئة؟ أيعقل أن يتلقوا تدريبا على أيدي القتلة!
هل لا يزال بان كي مون يندد ويستنكر؟ ليس هاشتاغ، رحل الصحافيون ومعاذ لا يزال على قيد الحياة ، وجبت بحقه المسيرة!