الدرس الغامبي

أحد, 2014-10-12 12:19
باباه سيدي عبد اللّه

تابعتُ الليلة - مُعادًا- تقريراً لإحدى قنواتنا النلفزيونية الخاصة على علاقة بزيارة الرئيس عزيز "المبكّرة" إلى جمهورية غامبيا ومشاركته فى احتفالات الذكرى الثلاثين ل" ثورتها"، باعتباره " أبرز المدعوين".

وبغض النظر عن القيمة الكتابية والإخراجية للتقرير، فقد لفتت انتباهي أوصاف نعت بِهَا الرئيسٓ الغامبي، مثل :

(النرجسية، الشبقية ، الغرور، الجهل.....)، وبأنه خليفة الزعيم الليبي الراحل فى ( الحذلقات والقرارات الغريبة).

وخرجتُ بعد التقرير - الصورة القلمية بتساؤلات وخلاصات أعرضها عليكم تعميما للفائدة، ونشدانا لتقويمِ فهمي إذا كنتُ جانبتُ الصواب:

- ما مستوى الحرج الذي سيشعر به السفير الغامبي فى انواكشوط وهو يتابع تقريرا يطيح برئيس بلده من كرسي "الفخامة" إلى حضيض النرجسية والشبقية والغرور والجهل وحتى الشعوذة؟

- هل سيقدم احتجاجا إلى وزارة الخارجية الموريتانية؟

لا يمكن بحال من الأحوال أن أدعوٓ إلى تقييد حرية الصحفيين فى اختيار مواضيعهم ،وابتكار زوايا غير مألوفة فى معالجة الأخبار، تجمع بين عمق التحليل وطرافة الطرح، لكننا بحاجة إلى ثقافة سياسية أوسع تضع فى إحدى كفتيْ الميزان علاقاتنا الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة، و لا تزيد دبلوماسيتنا حرجا على حرجها، خاصة إذا تعلق الأمر بدول الجوار.

فإذا سلّمـنا بما ورد فى التقرير، فإن الرئيس عزيز قد قطع " راحته" الباريسية وعاد على جناح السرعة ليغدُوٓ باكرا إلى رئيس نرجسي، زير نساء، مغرور وجاهل.

لقد استفدتُ من التقرير أن الرئيس الغامبي سوف يعلن نفسه أميرا للمؤمنين، وأنه حصل من أحد مشايخ موريتانيا على حرز رباني ضد العين والسحر والرصاص ( ما فى المدينة أحوج منا يا شيخ، وذوو القربى أولى).

كما استفدتُ من التقرير أن السعودية تدعم خطوات الرئيس الغامبي وتوجهاته التعريبية، وأنه - أي الرئيس يحي جامي- جاهل باللغة العربية،مثل كافة أفراد شعبه، على الرغم من وجود معهد ثقافي موريتاني عريق فى بانجول لتعليم اللغة العربية ونشر الاسلام، و على الرغم من ايفاد بعثات دعوية سنوية خلال شهر رمضان، فى سنة سنّها الرئيس معاوية فى سنوات حكمه الاولى.

فهل فهمتم شيئا؟

أدخلوا الكلمات التالية فى جُملٍ مفيدة : خليفة القذافي! السعودية! خاصرة السنغال الجنوبية ! حصن ضد السحر والعين والرصاص! النرجسية والشبقية والغرور!

أؤكد لكم ، ولديّ القرائن، أن الرئيس يحي جامي ليس غبياً ولا مجنوناً، وللحديث بقية.