الحلقة الثانية – المشهد الأول – رسالة إلى البطل بعد الاعتقال:
نناشدك أيها البطل أن تعود، اغرس يا معاذ السيف في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم، قل لمن عاب صمتُنا خُلِقَ الحزم أبكم، ونعدك أن نُخرِجَ «المسؤول عن صمته»، سنلفظ النار ليتكلم، تخيل، هل سننسى حكاية تسلمك طائرة منزوعة الدسم؟
الحلقة العاشرة – المشهد الأخير – قبل النوم:
هل أنت بخير؟ سؤال يراودني كل مساء، عينا زوجتك لا تنام وأمك تتصنع الأمل، وذاك الرجل العظيم يجلس كل ليلة عند عتبة المنزل، أعلم أنك تريد أن تكلمهم، وأعلم أن سجانك ميت الضمير، وكلنا نعلم أنك لا تشعر بالندم، أيصلك الدعاء، أتسمع ما تتمناه قلوبنا؟
أتدري، منذ لحظة اعتقالك، أردد موطني.. والحياة والنجاة.. هل أراك، سالما منعما.. يا إلهي كم أنك بطل، كم وكم وكم، أنت من إذا ارتعشت يد الفنان رَسم الوطن.
الحلقة ما قبل الأخيرة – المشهد الثالث – انتهاء المهلة:
أنا: بابا أعلم أن الوقت متأخر جدا
والدي: خير بابا، قولي هل أنت بخير؟
أنا: بابا انتهت المهلة
والدي: لا حول ولا قوة إلا بالله بإذن الله سيعود سالما كلنا ننتظره
أنا: أنا فعلا أرتجف، مجرمون، قلوب كالحجارة بل أشد قسوة
والدي: نعم هو بين يدي قلوب ميتة لكن روحه بين يدي الذي لا ينام، رحمته لن تفارقه، انا ادعو لقلوب الأردنيين بالتلاحم.
الحلقة ما قبل الأخيرة – المشهد الأخير – في منزل الكساسبة:
زوجته: قُتل الأسير الياباني، لن يقتلوا زوجي البطل، رحمتك يارب بنور عيوني.
أمه: دعوني أراه مرة واحدة فقط، أريد أن أشم رائحته.
والده: صامت، يكبل يديه متكتفا، يشد على عضده ليهدأ صدره.
زوجته: يا أمي سيعود صح؟
أمه: معاذ لم يخذلني منذ طفولته، ولن يخذل وطنه، المخلصون يعودون
والده في سره: ليتكم تعلمون ما أعلم، معاذ روحٌ طاهرة بلا جسد، تأتيني كل مساء وتقبل جبيني آآآآه يا بطل كسرت ظهري، لتحمي ظهر الوطن.
الحلقة الأخيرة – لا مشاهد أخيرة – الشهداء لا يرحلون:
لا أريد أن أشاهد الفيديو، حرقا؟ كذب كذب، مستحيل، ثلاث كاميرات في المكان، المخرج يجلس بعيدا، حشرات ملثمة في كل زاوية ما هذا الهراء؟ أجبروا البطل أن يدخل مذهولا إلى الموقع، المونتير يختار اللقطات، المخرج يعطيه ملاحظات، تقودونه إلى الموت بنص إجرامي، أعطيتموه إشارة البداية وهو يذهب إلى نهايته يا وحوش، اجتمعتم يا جبناء على نهاية رجل شجاع، لما هذا القفص، لما تلك القضبان؟ لماذا هذا السيناريو؟ أهكذا تصنع الأفلام؟ تكالبتم عليه، لا أستطيع أن أرى بوضوح، دموعي تخنقني، أريد أن أصرخ ألماً.. دماً، أنت أنت ماذا تصور؟ ليتها نار ابراهيم .. ليتها كانت بردا وسلاما، لن ننسى هذا العذاب، هذا الوداع، أنتم وباء هذا الزمان، معاذ يا ابن أمي، توحدت قلوبنا من أجلك.
أرجوكم، لا تنسوا معاذ، لا تقولوا «داعش» ولا «تنظيم الدولة»، الجرذان لا تلقب، الجرذان تحرق، لا تحيوا أفكارهم، اقتلوا جهلهــــم، لا تقـــولوا مسلمـــين، لا تصنفوا أفعالهم تحت بند الدين، خذوا بثأركم بالإيمان، فهم وجوه يسكنها الخزي على استحياء، وقلوب كبيوت بغاء، تتباهى بعفاف العهر، وتكتب أنساب اللقطاء، وتقيء على ألف المد وتمسح سوءتها بالياء، سنبيد عارهم يوما، فلا نامت أعين الجبناء.