قد يبدو هذا العنوان غريبا لكن الأغرب لا يبدو كذالك هذه الأيام.. سبحان الله، في الحقيقة هناك قضية ملفتة، مثيرة للدهشة، وهي أن يتوقع الغرب منا أن نحبهم وهم مقتنعون واثقون من أنهم يستحقون ذلك وإني أتساءل ماهي دواعي هذا الحب؟
أولا دعونا نصطلح على الآتي : فليكن قادة الغرب هم المستذئبون وليكن قادة العالم الإسلامي مجموعة الكلاب النهمة وليكن رجال الأعمال والشركات متعددة الجنسية مصاصو الدماء وذلك بمنطقهم لعلهم يعقلون ما سنقوله، لو كان لهم أن يعقلوا، ولنتفق على إبقاء الشعوب كما هي، شعوب فيها الطيب والسيئ والساذج والمسالم والعدواني وغير ذلك فهي على أية حال في خانة المستغل والتابع، ونضع في الحسبان أن وسائل الإعلام والإتصال بمثابة الوسواس وياله من وسواس.. وليكن كثير من العلماء على شفا جرف هار أمامه خياران ليبقى على قيد الحياة.. فتكون بذلك هذه هي المعادلة العالمية التي نقع جميعنا تحت رحمتها من استطاع أن يحلها نجا ومن عجز هلك، يالطيف؟
إنسان هذا العصر يريد أن يصبح غنيا ليحيى في رغد العيش، وبأية طريقة، يقول المثل الشعبي عندنا" أباش جات غزاة " و يريد أن يكون مشهورا وصاحب نفوذ ليحظى بالاحترام، ويشعر بأنه أفضل.. وفوق هذا كله يود الجميع نفس الشيئ.
هذه القواعد هي منطلق عمل الغرب لبسط سيطرته وهي سر نجاحه في النفاذ إلى داخل عقولنا جميعا ولينظر كل منا في داخله وليسأل نفسه إلى أي حد يمكنه أن يصل ليحصل على المال؟
من أدوات الغرب كذلك الديمقراطية والتي توصل ممثلي سياساتهم إلى السلطة بطريقة أو بأخرى في عالمنا الإسلامي والممثلون هؤلاء منا وهم مسلمون مثلنا ولكنهم طرحوا السؤال على أنفسهم وقرروا الحصول على السلطة والمال وعزاءهم فلنأخذ من الدنيا نصيبنا ولنعشها على أكمل وجه ولأن الله عفو يحب العفو فلنأمل حسن الختام وسيعفو عنا"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، ثم إن ما نقوم به هو لمصلحة المسلمين، فنحن لا نريد أن نزج بهم في حرب لا قبل لهم بها، والمهم هو الأمن والإستقرار فعيشهم بلا كرامة مع الفقر ثمن زهيد لبقائهم أحياء، وقد أفتى علماءنا الناجون من الجرف الهار عبر وسائل الإعلام بجواز ما نقوم به والمثل الشعبي عندنا يقول"ديرها اعل رقبة عالم.." ثم إن الغرب يسعى لخير البشرية وهذا يتفق مع مبادئنا الإسلامية، رغم أن الغرب على ما يبدو يستثني المسلمين من البشرية ويرى أنهم يغذون الإرهاب فكل مسلم عندهم مشروع ارهابي ومحل شبهة، لذلك يجب الحذر منه ومراقبته "لا حظوا معاملة طالبي التأشيرات من المسلمين في السفارات الغربية، وفي المطارات الدولية خاصة إذا كان اسمك محمد أو أبى بكر أو عمر أو عثمان أو علي أو أبى زيد أو عمر أو حتى أبى دجانة.. ولاحظوا بتمعن خطابات المستذئب الأميركي أو الرئيس الأميركي كما يحلو للبعض..
الآن لنضرب مثلا ولنحاول أن نستخلص عبرا أو على الأقل أن نحاول فهم مقاصد القصة القصيرة التي سأحكيها لكم:
منذ أيام أساء الغرب إلى الإسلام واستفزوا المسلمين، فقد أساؤوا إلى حبيب الله عليه الصلاة والسلام، خيب الله مسعاهم، لكن ماذا يمكن توقعه من الكافرين غير هذا؟ فمنذ أن بعث نبي الرحمة بدأت الإساءة إليه بدءًا من مشركي العرب واليهود وينتهي الأمر الآن بالنصارى واليهود، ولاحظوا أن اليهود دائمي الوجود في أي أمر يتعلق بالإساءة والعياذ بالله..
وهنا نريد أن نقول بأن الرئيس الموريتاني وقف موقفا مشرفا في حقيقة الأمر وأكد على أن بلادنا إسلامية وستبقى كذلك بشره الله بالخير، وكذلك فعل في مواقف أخرى كمحرقة بعض نسخ كتب الفقه الإسلامي وكذلك حرق أوراق المصحف الشريف..
وجميل منه تأكيده على أنه لم ولن يشارك في أية مسيرة تسيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء كان رئيسا أو مواطنا عاديا، ووقف موقفا مماثلا في حادثة المقال المسيئ، وهذه الحادثة تستدعي التوقف عندها قليلا، كما أسلفنا نتوقع من الكافرين والمشركين الإساءة، لكن من بين أبناء المسلمين عندما يسيء أحدهم إلى نبي الرحمة هذا شيئ غير متوقع ولكنه حصل، منكر أنكرناه، وكذلك فعل رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، ولكن الذي هو غير مستساغ هو المماطلة في محاكمته لأشهر كان يعيش فيها ويأكل ويشرب على حساب ميزانية الدولة"مال المسلمين" ثم أخيرا تمت المحاكمة وحكم عليه بالإعدام كما يستحق، ثم فجأة وإلى الآن عاد إلى العيش على حساب مال المسلمين حيث لم ينفذ الحكم، والحكم حكم الله وحكم الله لا يسأنف.. ما أريد قوله: ماذا ينتظر ولد عبد العزيز صاحب المواقف المشرفة، لتنفيذ الحكم، وهذا الحكم لو نفذ علنا وعلى مرأى ومسمع كل العالم سيكون أكثر رهبة وابلغ ردا على إساءة الكفرة الغربيين، فتكون الرسالة إليهم واضحة : جزاء من يسيئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الموت.
إذن يا فخامة الرئيس فكر وتأمل وراجع نفسك حاول أن تقارن بين أقوالك وأفعالك، وانظر على ما ستحصل وأخبرنا فنحن رعيتك..؟
أما بخصوص الشعارات الزائفة والعالم الواحد وشعار الإنسان أخ الإنسان فهذا حق أريد به باطل، وهي والله لمن حيل الشيطان العاجز، نحن نعلم أن العلاقة الشرعية المقدسة هي علاقة الأخوة بين المسلم والمسلم فنحن نعلم أن الدين عند الله الإسلام ولا دين لمن لا ينتمي إليه كما لا يمكن أن توجد صداقة بين الدين واللا دين ولأنه لا إكراه في الدين فيمكن أن يوجد حسن جوار لتحقيق السلام، أو دعوة إلى الإسلام بالتي هي أحسن، أكثر من هذا غير ممكن ولن يتحقق مهما حاول الوسواس أقصد الإعلام أن يسوق من أفكار، وفيما يتعلق بالصداقة الحميمية بين قادة العالم الإسلامي وقادة العالم الغربي واعتزاز قادتنا بها واعتبارها مكسبا وانجازا فالمسألة واضحة وبسيطة" لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" فإن رضوا عن أحدكم فعليه أن يستحم ويراجع نفسه قبل موته .. وأنصحكم بعدم بذل الجهد لمحاولة التحايل على هذا الكلام فأنتم بذلك تخدعون أنفسكم.. السلام عليكم.