JeuneAfrique: عزيز ليس شارلي

اثنين, 2015-02-09 14:39
إحدى المظاهرات التي أقامها الموريتانيون

منذ وصوله إلى السلطة قبل أكثر من ست سنوات لا يفوت الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ليظهر نفسه كالمدافع المتحمس عن الإسلام. وهو أمر لا يخلو من خلفيات سياسية.

عندما استقبل المتظاهرين عند أبواب القصر الرئاسي في منتصف يناير الماضي قال ولد عبد العزيز: أنا لست شارلي أو كوليبالي، أنا مسلم ككل المسلمين، منددا بالكاريكاتير المسيء الذي يخلق الإرهاب. المتظاهرون تجاوبوا مع دعوة للأئمة، ولم تفرقهم الشرطة في مشهد نادر من التعامل مع المظاهرات المرخصة، وهو ما قال عنه قيادي في حركة افلام إنه ازدواجية معايير في حين يتم زج المتظاهرين ضد العبودية في السجون.

 لقد اعتاد ولد عبد العزيز على الإدانة العلنية وبعبارات قاسية لكل ما يوصف بأنه اعتداء على الإسلام. حدث هذا عندما أحرق زعيم إيرا بيرام ولد الداه الكتب الفقهية حيث خرج ولد عبد العزيز وأكد على تطبيق الشريعة في حقه، لكن بيرام خرج من السجن بعد أربعة أشهر، بل إنه نجح في الترشح للرئاسة وحصل على أكثر من 8 بالمائة. وذلك قبل أن يعتقل ويحكم عليه بالسجن لمدة سنتين في ديسمبر الماضي في قضية أخرى ذات صلة بنشاطه ضد العبودية.

عزيز أيضا ارتدى ثوب الدفاع عن البني (صلى الله عليه وسلم) عندما كتب ولد امخيطير مقاله الشهير، مؤكدا أن الإسلام يعلو على الديمقراطية والحرية. وهي الحادثة التي أدت لمظاهرات حاشدة في نواكشوط ونواذيبو. وقد حكم على ولد امخيطير في ديسمبر الماضي بالإعدام، لإدانته بالردة.

أصوات في الوسط الجمعوي تتحدث عن تصاعد للخطاب المتطرف في موريتانيا، وتشير بالإصبع إلى عدد من الأئمة الذي ينشرون خطابا قريبا من داعش والقاعدة، وما حزب تواصل الإسلامي من ذلك ببعيد كما يقول أحد المراقبين. فهم من يكتتب الأئمة ويستغلون غضب الشعب، وولد عبد العزيز يحاول استمالة جزء من ناخبيهم، لذلك فإن تواصل اليوم هو القوة الأولى في المعارضة.

لمطالعة الأصل إضغط هنا