العالم من دون «قواعد اشتباك»!

اثنين, 2015-02-16 08:48
محمد صادق الحسيني

كيف نقيم ما يجري من تحولات كبرى في الاقليم والعالم   وتسارع الأحداث في الايام القليلة الماضية على اكثر من جبهة اقليمية وعالمية  وما تحمله الأيام القادمة من مفاجآت الميدان لاسيما في جبهة مثلث ريف دمشق القنيطرة درعا من الناحية العسكرية والسياسية والاستراتيجية…!!؟؟
قرﺍﺭ لمجلس اﻷﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺿﺪ داعش ـ تجفيف منابع تمويل الارهاب…!
اذعان ما يسمى بالمجتمع الدولي بـ « ان الاسد جزء من الحل في سوريا..» كما ورد على لسان ﺩي ﻤﺴﺘﻮﺭﺍ ﻣﺒﻌﻮﺙ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ للامم المتحدة…
التقدم السريع للقوات ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ وحلفائها في جبهة المشهد الدمشقي الشهير ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ السوري الممتد على حدود فلسطين المحتلة وما سيفرز عنه وتحول إيران إلى دولة مواجهة مع العدو الصهيوني و تمدد المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى الحدود السورية الفلسطينية  ….
الغوطة الشرقية  دﻭﻣﺎ المعقل الاخير للمجموعات الارهابية ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ و تساقطها  المتوقع بوتيرة متسارعة….
الكيان الصهيوني يطالب بعودة المراقبين إلى منطقة خط الهدنة بعد ان مهد في السابق الطريق امام المسلحين لخطفهم وطردهم….
أوروﺑﺎ بعد سلسلة من التطورات واﻷحداث إكتشفت ولو متأخرة ما كان قد حذرها اﻷسد منه وهي اليوم ولو ﺗﻘﺮﺭ ولو بعد لأي ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻣﻮﺍﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﺯﻣﺔ في سوريا….
الفوضى العارمة في ليبيا وتفشي عصابات اﻹرهاب فيها وما تشكله من خطر على المغرب العربي و الأمن القومي اﻷوروبي….
أيضا ما يحصل في مصر وتونس  من تحولات وما سيكون له من تداعيات….
هذه التطورات العسكرية والسياسية السريعة ﻫﺎﻣﺔ ﺟﺪﺍ….
ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﺿﻴﻒ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ ﻣﻦ إنجاز نوعي وإستراتيجي ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺷﺒﻌﺎ في البيان رقم(1) وما تلاها في خطاب لسماحة السيد نصر الله والذي إعتبر بمثابة البيان رقم (2) وما يمكن ان يضيفه سيد المقاومة الاثنين بمناسبة ذكرى القادة الشهداء الثلاثة…
ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ الحدود السورية أيضا ستكون له تداعيات كبرى… 
إنتصار اﻷكراد في عين العرب (كوباني) وما سيترتب عليه من خريطة ميدانية مهمة على الحدود الشمالية السورية…
الانكفاء التركي عن تلك الحدود والزيارة الهامة المرتقبة لاردوغان لإيران الشهر المقبل، وهو الذاهب لطلب ودها من جديد وطالبا وساطتها للعودة للساحة العربية، بعد ان باتت مديات نفوذها الجيوسياسي والاستراتيجي ما وراء باب المندب…
ما حققته ﺍﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ من فرض خطوط حمر حازمة وقاسية على الخصم الامريكي ﻭإطلاقها لقمرﻫﺎ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ وقريبا قمر جديد للفضاء.
الوضع السياسي والعسكري اﻹسرائيلي مأزوم داخليا- الجبهة الداخلية- وخارجيا وعلى الحدود اللبنانية والسورية.
أمريكا تحصد الخيبة في كافة المغامرات التي اقدمت عليها فهي تسرع لمعالجة اﻷمور ولملمتها لتقلص من خسائرها والهروب شرقا للتفرغ لمواجهة محور منتدى شانغهاي….
نصر عسكري وسياسي للزعيم بوتين في أوكرانيا سيجعل منه بطل قومي للروس بلا منازع….
كل ما ذكر اعلاه واذا ما اضفنا اليه اصرار اليمنيين على مواصلة انصار الله اليمنيين في المضي في مشروعهم الاستنهاضي لليمن وما يمكن ان تفاجأ  حكومة البحرين به من تحولات دراماتيكية،  نتأﻛﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﺄننا أمام مشروع بدأت معالمه ترتسم على أرض الواقع للنهوض عل أنقاض مشروع بدأ باﻷفول أو أنه يترنح للسقوط، الم نقل باننا امام عالم ينهار هو معادلة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، مقابل عالم ينهض استطاع حتى الان ان يمنع قيام حرب عالمية ثالثة!؟ 
الايام والاسابيع والاشهر المتبقية لعام 2015  بيننا، والراسخون في علم مطابخ صناعة القرارات الاستراتيجية الكبرى يقولون ان شيئا ما كبير ينتظرنا من الان وحتى نهاية هذا العام الاستثنائي بعد سقوط كل قواعد الاشتباك التقليدية بين الدول والقوى المتخاصمة او المتحاربة في العالم  ….!