بالغتُ في ارتكاب "الطيْش"، فنصحني صديق بأكل العيش، فذهبت لامرأة طيبة من أهل "إگيدي"، لا "تـَحْـلق" ولا "تُـفيدي"،
معروفة بوجهها البهي، وعيشها الشهي. فدنوت منها متفائلا، ورجوتها قائلا: "لقد ابـتـُـلِـيتُ بسوء الطليعة، وشين الطبيعة، وقلَّة التَّـنكيت، وكثرة اتْـنَـوْكـيـتْ، فامتهنْتُ الشجار مع الجار، والدَّصْرةَ على الكبار، والدُّخولَ في ظِـيگه، والتّـرْصافَ على الدَّيْگـة، حتى صرتُ أسُفُّ السَّف، وأطير من الكف، ولم أعد أمـيّـز الخروف من العتروس، ولا المسواك منالدبوس، فنصحني هيْش، بتناول العيش، فأتيت إليك طامعا في تعْدالِك، راغبا في تبْـجـالك"، ثم أنشدتها: شَيْنُ الطبيعة صـارا -- علامـةً وشعارا فصرتُ "منسوخَ" حالٍ -- في "النسخ" لستُ أبارَى من دون عيشكِ قطعــاً -- قد "مرَّ" عيشي و"طارا" فلبسَتْ ملحفة من النيلة، ورحّبتْ بي على زين حيلة، ثم طبخَـتْ العيش وأعدَّتْـه، وحزمتْه وشدَّته، وأعطتْـني منه نفگات، فذهبتُ به أفواجا وطفگات، ثم بعته بيعة رابحة، بعد فرصة سانحة. ولما علمتْ جارتي بخداعي، و"حمَّانْ اكـراعِي"، أتتني حاملة "مرغاية"، نادمة على رگـوع الغاية، وقالت: "أ أطبخ لك العيش على الجمر، فتبيعه يا مگصور العُمْر؟ فقلت: "يا جارة، لقد اجتمع عندي زين لَـخْـلاگ، وعزة التصفاگ، وسعة الشهية، وتحْداد النية، وإن الدفرة وقلة النقود، ترغمان على الخداع ونكث العهود". ثم قلت: لِكسكسٍ لستُ يا أختي بمشتاقِ – ولست للعيش في عيشي بتــوَّاقِ قطْـعَــنِّ ما نبْـغِ واحدْ منهما أبدا – واخْـلاگِ ما فيهَ واحدْ منهما باقِ وإنما أنا في الدنيا أحصِّـلُها – لا بد للمرء من تحصيل أرزاقِ
من صفحة محمد لغظف ولد أحمد على الفيس بوك
موقع اشطاري