تباريح الأسى

اثنين, 2015-03-02 18:59
المصطفى بن امون

قصيدة في رثاء الشيخ الولي الصالح محمد المختار ولد أحمد بل (ول الصالحين) رحمه الله تعالى اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وعافيه اللهم أكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالثلج والماء والبرد اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون

نفسي تذوبُ من الأحزان والسقم...

مــــــا ذا أكــــابدُ من هم ومن ألم...

خطبٌ ألمَّ ففاضَ الحزن من خلدي

يَنسابُ في عرصاتِ التيه والعدم

نعى النعاة سليل المجد فارتسمتْ

على الشفاه سِماتُ البؤس والنقم

تناثرَ الحزنُ من أرْجاءِ ذاكرتي

نـَدََّ القريض وجفَّ الشعر من كلم

ما ذا أقول وصرف الدهر يحصدنا

في كل يوم ونارُ الحزن في ضَرَم!؟

فــــذي مدامِعنا تنْثـالُ من كمدٍ...

وذي خواطِرنا تغْلي من الحِمَم

ماتَ الحبيبُ فخلِّ العذلَ مُطّرحًا

(إن المُحب عن العذال في صمم)

ماتَ الأبيُّ فدمع العين منهمرٌ

والقلب يخفق في دوامةِ الألم

هو المَعِينُ وما في القوم من أحدٍ

إلاّ يعانقُ ما يزجي من النعم

هو الحَييُّ وكل الناس يغبطه

على السماحة والإخلاص والحِكم

هو الكريم الذي يعطي بلا عوضٍ

كلَّ الخلائق من عربٍ ومن عجم

هــــــو الوليُ وعين الله تحرسه

يقضي الحوائجَ في حِلٍ وفي حرم

كـــــــان الملاذ لنا في كل نائبةٍ

يرْمي ويدفعُ ما نخشاه من سَقم

يعطي العطايا بلا منٍّ ولا نكدٍ

للناس والجار والإخوان والرحم

أفنىَ سنيهِ وآيُ المجــد ديدنه

في العلم والحلم والتوفيق والكرم

سَل الحـــواضرَ عن أخـــلاقه فلقدْ

عمّتْ جميع الورى في السهل والقمم

تُنبيكَ أنَّ لــــــــــــــه مجدًا تأبــَّطه

بالعزم والحزم والإخلاص والهمم

تلكَ الشهامَة والرحمنُ يحفظها

تلكَ السيادة في بهو من الحِكم

ما ماتَ من سجدتْ لله جبهته

بلا رياءٍ ولا كبرٍ ولا سئـــم...

ما ماتَ من سطَّر التاريخَ من ذهبٍ

من المعارف والأخلاق والكــرم...

ما ماتَ من تركَ الأيامَ في مهلٍ

تثني عليه بما قد كان في القدم

ما ماتَ من بلغتْ من فيضه أممٌ

ذرى المكارم والعلياء والقمم

ما ماتَ من يممَ العافونَ ساحته

يومَ المهانة والحرمانِ والعدم...

يا رب أنتَ الكريم المستغاثُ به

فاكــرمْ وفادَته يا بارئَ النسم

واسبلْ عليه شآبِيبَ الرضا دُررًا

تهمي عليه مع الأحباب والرحم

وادخله جنة عدنٍ آمنًـــا أبـــدًا

بلا عناءٍ ولا خوفٍ ولا ندم...

واحشره في زمرة الأبرار قاطبة

حــــتى يفيءَ إلى بهــو من النعم 

واختمْ لنا وله بالخير إن لــــه

قلبًا رحيما بكل الناس في القدم

يا رب أنتَ الملاذُ المُلتجَى أزلاً

إلاّ إليك فـــوار السوءَ بالكرم

ثم الصلاة على المختار دائمة

والآل والصحب في بدءٍ ومُختَتم