وانتصر الحوثي !!!!

أربعاء, 2014-08-20 18:33

ثورة الربيع العربي في اليمن تحولت إلى مكسب للحوثين وانصار الله بعد تجاوزها مربع التجمع اليمني للإصلاحوأحزاب اللقاء المشترك فبعد أن كانت ثورة تهدف إلى استئصال جذري للنظام السابق تحولت إلى أزمة أحزاب معارضة للسلطة رغم الحشود الكبيرة التى ملأت الساحات في مختلف المحافظات اليمنية ورغم القوى الإعلاميةالتى أربكت العمل السياسي و القرارات السياسية للنظام السابق ساعدها في ذلك تساقط الأنظمة في كل من تونس ومصر وليبيا  كل هذه العوامل أضعفت الشرعية السياسة للنظم السابقة وأكسبت القوى الثوريةوأحزاب المعارضة ممثلة باللقاء المشترك دورا رياديا.
لم تكن حسابات التجمع اليمني للإصلاح تسير وفق القدرات والإمكانياتومعرفة المتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية وإنما ظلت تمتطي قوة التنظيم  وتسير وفقا لمسيرتها السلمية وعولت على القوى القبلية في حاشد التى بدورها تمردت عن تاريخ التبعية المشيخية .
استطاعت الثور اليمنية أن تقرب بين النظام السابق ودول الخليج العربي الرافضة لمصطلح الثورة وتنظيم الإخوان المسلمين وأضفت في تصريحاتها مصطلح الأزمة اليمنية  وقبلت الأحزابالتى تصدرت منصة  بمصطلح الأزمة سياسا وواقعيا باعتراف إقليمي ودولي و هكذا تحولت الثورة إلى أزمة سياسية وقبلتالأطراف بالمبادرة الخليجية باعتبارهاالمخرج الوحيد الذي يحقق الاصطفاف الوطني ويعد هذا مكسبا سياسيا للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وارتفعت الملايين من الثوار بعد توقيع المبادرة واستمرت مخرجات الحوار لمدة عام أو ما يقاربه أخمدت الروح الثورية وفقدت الجماهير ثقتها بقيادة الأحزاب التوافقية وكان لعامل الزمان دورا في تفكيك عرى التنظيمات المناهضة للنظام واختلافها .
كما كان دخول الأحزاب السياسة المعارضة في نظام المحاصصة واستمرارهم  في حكومة الوفاق لمدة عام كفيل بتراجع شعبيتهم الذي طال عليهم انتظار مكتسبات الثورة بينما  ارتهنت الحكومة لقرارات وتوجيهات المبادرة الخليجية وانتظرت الحلول منها وحاولت رفع وضعها لتكون مصدر ثقة إقليمية ودولية وتوج ذلك برفع الجرعة دون إصلاحات مصاحبة للجرعة على غرار الدول المستقرة والمتقدمة التى تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي بالتوافق مع استقرار اقتصادي  ووعي وطني.
كما أن هزائم الجيش في عمران وعدم نجاحاتهم في حضرموت وأبين أفقد الثقة الشعبية بالحكومة ورئيسها وهو ما هيئا للحركة الحوثية أن تتصدر المشهد اليمني إعلاميا وسياسا وعسكريا وتعد هي المستفيد الأول من الثورة وأكثر تكتيكا في استغلال الظروف لدولة هشة  يتقاسمها النفوذ القديم .
كانت دعوة بعض قيادات التجمع اليمني للإصلاح للمصالحة مع النظام السابق اعتراف كبير بشرعية الرئيس السابق وفي المقابل خطأ الثورة وفشلها لا سيما بعد هزيمة القوات العسكرية في عمران.
و كانت  سياسة الإصلاحات الاقتصادية والجرعة التى اعتبرت حلا لازمة  وجود البترول  ورقة سياسية استخدمها الحوثيون للاعتراف بقضيتهم ومطالبهم ليس على المستوى المحلي وإنماإقليميا ودوليا  و سياسة الأمر الواقع وفي خضم التطورات ووفقا للقانون الدولي فإن التمرد إذا اكتسب ثلاث صفات يعامل معاملة ندا للدولة ومقاسما لها وذلك اذا استطاع أن يستولى على رقعة جغرافية تحت سيطرته لا تصل اليه نفوذ الحكومة القائمة  وان يعمل على تشكيل حكومة وان يتعامل مع الأسرىأثناء المعارك وفقا لأخلاقيات القانون الدولي  وقد استطاعت الحركة الحوثية أن تحقق عنصرين  وربما وصولها لاكتساب محافظات أخرى وضمها تحت سيطرتها سيكون مقدمة لتدويل العصيان المسلح .
نادى الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالمصالحة مع هذه التطورات الخطيرة  لمواجهة التحديات واستعادة شرعيته والخروج من العزلة السياسية إلى المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لم يعد للقاء المشترك من خيار سوى الرضى بالمكاسب القليلة ومناصفة القوى بهذه المكاسب لا سيما والتهديد الحوثي يطرق أبواب العاصمة  إن لم يكن قد وضعت استراتيجيةإسقاطهاويبقى هناك عدة خيارات محتملة هي:
- المصالحة بين الرئيس السابق علي عبد الله صالح واللقاء المشترك لمواجهة الحركة الحوثية والاعتراف بشرعيته في قيادة اليمن لا سيما وأنالإصلاح الحليف السابق يمتلك قوى شعبية جماهيرية غير منظمة وقاعدة شعبية كبيرة يمكن استغلالها في الصراعات المحتملة .
- القبول بالمصالحة والحوار وفقا للشروط المفروضة من الحركة الحوثية باعتبارها الطرف الأقوى عسكرية في الساحة اليمنية حاليا وتلبية مطالبها السياسية والإدارية.
-  العنف المسلح بين القوى العسكرية الرسمية والحركة الحوثية والتجمعات القبلية المؤيدة اذا غامرت الحركة الحوثية باستخدام السلاح وأسقطت الحكومة القائمة و بادرت دول الخليج الراعي للمبادرة بمباركة استخدام القوة.
سيكون للقوى الإقليمية دورا في إدارة هذا الصراع وتعبيته بين الجانبين لا سيما وان تنظيم القاعدة في الجنوب سيكون مستفيدا  أيضا من سقوط القوة العسكرية للدولة وسيؤدي إلى تنظيمات مسلحة تدافع عن نفسها كما ان العنف الطائفي في العراق يكاد أننموذجا محتملا  في اليمن  وكلما توسع الحوثي سيؤدى الى تدخل قوى خارجية وفرض تنظيمات جديدة لمواجهة التمدد الحوثي ولا شك ان التنظيمات المسلحةستضر بوحدة اليمن وأمنه واستقراره واقتصاده مما يزيد معاناة الشعب والطبقات الكادحة.
باحث ومحلل سياسي