
عندما كان صغيراً كان يأتيه أهل مرو للأخذ على يديه. وكان البخلاء في حيِّه يخنقون الديك على ابتلاعِه الحبوب. أما هو فكان يخنقُ الديك بدون سبب. وأحياناً كان يختقه لانتزاع الحبِّ منه. وكان يُحاكِمُ بالإعدام من يغنِّي "دجاجات ربة البيت". وعندما كبر لم يعد يرى في الشعب غير دجاج يضع البيض بدون غذاء.
وكان، غفر الله له، يرتجفُ ويأخذه الإفكل عندما يطلب منه ولد عشرين أوقيّة، فكان يرتعش ويتصبّبُ عرقاً ويتلَمّس جيوبه الأربعة ويقول: عشرة أواقٍ؟ هذا كثير، ليس عندي حتى خمسة أواق. ولكن ما رأيكَ بأوقية. حسناً خُذْ هذا الففتن.
وكان يلعن العيد ويشتم الأسواق. وكان يمنع الأجير حقّه، حتى بعد جفِّ عرقه.
ولقد كبر وازدهر ونما ريشه. وهو الآن نظام ودولة. والدولة تقوم على الكفر ولا تقومُ على البخل.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك