المغرب ونيجيريا.. وسر "أزمة الاتصال الهاتفي"

خميس, 2015-03-12 04:59
وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار

قرر المغرب استدعاء سفيره في نيجيريا بشكل عاجل للتشاور، وفقا لبيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية.

وأوضحت الوزارة في بيان يوم الثلاثاء: "على عكس ما زعمته السلطات النيجيرية لدى سفير صاحب الجلالة بأبوجا ووسائل الاعلام المحلية، فإن المملكة المغربية تؤكد، بشكل واضح وحازم، أنه لم يتم إطلاقا اجراء أي اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس، ورئيس هذا البلد".

وتأتي هذه  الأزمة ديبلوماسية بين المغرب ونيجيريا على خلفية محاولة الرئيس النيجيري غودلاك جونثان الذي يستعد لخوض انتخابات الرئاسة نهاية الشهر الجاري، إجراء اتصال هاتفي بملك المغرب محمد السادس.

وأصدر المغرب حينها بيانا ملكيا أوضح فيه أسباب رفض عاهل البلاد إجراء اتصال مع الرئيس النيجيري، وعزا المغرب ذلك إلى عدم رغبة العاهل المغربي إجراء أي اتصال من شأنه التأثير على العملية الانتخابية في نيجيريا.

ويبدو أن الرئيس النيجيري تعمد بشكل أو بآخر إقحام اسم العاهل المغربي في حملته، ما دعا الخارجية المغربية إلى استدعاء سفيرها في نيجيريا للتشاور، مؤكدة أن العاهل المغربي لم يجر أي اتصال هاتفي مع الرئيس النيجيري.

وينتقد المغرب السلطات النيجيرية لمواقفها العدائية من قضية الصحراء المغربية، مستنكرا مواقفها الدولية المعلنة في ذلك.

ويعود حرص ومحاولات الرئيس النيجيري، إجراء اتصال مع ملك المغرب محاولة منه في استقطاب أصوات المسلمين في نيجيريا البالغ عددهم نحو 50% من تعداد السكان البالغ أكثر من 150 مليون نسمة.

ويعود التأثير المغربي في مسلمي نيجيريا، وجنوب الصحراء لعصور مضت لأسباب دينية صرفة جعلت المغرب الذي صدر المذهب المالكي والتصوف قائدا دينيا غير منازع في المنطقة. ومنذ عهد السعديين في المغرب والنفوذ الديني المغربي في رسوخ مستمر في القارة السمراء.

وفي شمال وشرقي نيجيريا تقوم اليوم إمارات وسلطنات دينية قديمة تحت قبة النظام الفدرالي في البلاد، أبرزها "بورنو" و "سوكوتو" و"كانو"، مهمتها القيادة الروحية والاجتماعية للمجتمع النيجيري المسلم.

وتتبع هذه السلطات التي كان بعض أمراؤها يرسلون البيعة والولاء لملوك المغرب في فترات تاريخية مضت، تتبع بشكل كبير ملك المغرب باعتبارات تتجاوز التبعية المذهبية، أهمها أن ملك المغرب يحمل أيضا لقب "أمير المؤمنين"، إضافة إلى انحداره من الدوحة النبوية الشريفة ذات النفوذ الديني المطلق في افريقيا.

وهذا ما لا يخفى على أي سياسي في نيجيريا لمحاولة استغلاله في كسب أصوات الناخبين المسلمين، الذين غالبا ما توجههم قياداتهم الدينية المنضوية أيضا تحت لواء الأشراف المغاربة دينيا ورحيا.

ومن هذا المنطلق سيفهم أي ناخب نيجيري أن أي اتصال بين الرئيس النيجيري والعاهل المغربي لا يعني غير وجود تأييد مغربي له، ما سعى المغرب لنفيه علنا ودعاه لاستدعاء سفيره للتشاور.