قضت محكمة أميركية بحبس دينو بوترسي، وهو ابن رئيس دولة سورينام، لـ16 عاماً وذلك بتهمة تهريب مخدرات ودعم حزب الله اللبناني، وهو تنظيم ارهابي بحسب تصنيف الحكومة الأميركية.
مساعدة حزب ارهابي
من غرائب هذه القضية أن دينو بوترسي كان مسؤولاً عن محاكمة الإرهاب في البلاد التي يحكمها أبوه، ووقع في فخ نصبته له وكالات الأمن الأميركية. وقالت أوراق الدعوى إن الرجل وافق في العام 2013 على أن يقدّم بلاده كقاعدة عمل لأعضاء حزب الله ولشنّ هجمات على الولايات المتحدة.
في تفاصيل الاتهام أن الرجل زوّر جوازات سفر لعناصر حزب الله وأراد تيسير سفرهم إلى الولايات المتحدة، كما أنه ناقش أي سلاح سيقدّمه لعناصر الحزب لكي يشنّ هجمات ارهابية.
اتهمت الحكومة الأميركية "رئيس جهاز مكافحة الارهاب" السورينامي بالمشاركة في تهريب المخدرات الخطيرة الى أراضي الولايات المتحدة وأنه بالفعل خطط لإرسال عشرة كيلوغرام من الكوكايين وأخرج من خزنته في مكتبه أقلّه كيلوغرام ليرسله الى الولايات المتحدة.
فخّ
لم يكن هذا الرجل يعرف أن كل هذا كان فخّاً. بل أن رجلين قدّما نفسيهما في أوائل العام 2013 على أنهما يعملان مع عصابات المخدرات المكسيكية اتصلا ببوترسي، وفي أوائل الصيف جاءا الى مكتبه وسجّلا محادثتهما معه بالصورة والصوت وسجّلا إخراجه للمخدرات من خزنة في المبنى الحكومي كما أخرج سلاحاً وأراه لمحادثيه ثم أعطى لاحقاً أوراقاً ثبوتية مزوّره لهما.
بعد كل هذا، التقى الرجل في اليونان بالعملاء الذين يقدّمون أنفسهم على أنهم مهربين وناقش إرسال عناصر حزب الله الى الولايات المتحدة، وناقش معهما الحصول على صواريخ مضادة للطائرات ومتفجرات. وتكرر كل ذلك في باناما، وهناك ألقي القبض عليه وتمّ نقله الى الولايات المتحدة ليواجه الاتهام والحكم.
الصيف الماضي، أقرّ دينو يوترسي بأنه مذنب وأصدرت محكمة أميركية حكمها بسجنه 16 عاماً، ما يعتبر بحدّ ذاته حكماً مخففاً على جرائم ارهابية.
فخّ نموذجي
تعتبر هذه القضية نموذجاً لأسلوب مكافحة الأميركيين لجرائم الارهاب ومنعها قبل حصولها، فقد أشارت أوراق الدعوى الى أن دينو بوترسي ومنذ العام 2011 كانت لديه استعدادات لهذه القضية ويبدو أن أجهزة مكافحة الارهاب الأميركية رصدت توجهات الرجل وأعدت له الكمين الذي أطبق عليه في العام 2013 أي بعد سنتين من تحسس الأميركيين لتوجهاته المعادية.
وقد نجحت الولايات المتحدة في توجيه العديد من التهم لأميركيين أو مقيمين على أراضيها بتهم مشابهة وفي "فخّ" مشابه لكنها من النادر أن توقع بمسؤول أمني أجنبي.
العربية