أظهرت نتائج انتخابات الكنيست اتجاه الرأي العام “الإسرائيلي” وتفضيله لليمين المتطرف على حساب اليسار، وأسقط الرهانات التي كانت تتوقع فوز قائمة “المعسكر الصهيوني”، وهي لا تقل تطرفًا عن “الليكود”. فيما بات الحديث عن استئناف مفاوضات السلام وإيقاف الاستيطان من ضروب الوهم بعد أن حقق حزب “الليكود” اليميني المتطرف، بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته “بنيامين نتنياهو”، فوزًا ثمينًا مفاجئًا وحصد 30 مقعدًا، وحصلت قائمة “المعسكر الصهيوني” بقيادة “إسحاق هرتسوغ” على 24 مقعدًا، فيما حلت “القائمة العربية المشتركة” ثالثة بـ 14 مقعدًا، هي الأكبر في تاريخ العرب داخل “إسرائيل”، بحسب القناة السابعة في التليفزيون الإسرائيلي.
وكان الرهان على مدار الأسابيع التي سبقت إجراء الانتخابات على قائمة “المعسكر الصهيوني”، وأظهرت استطلاعات الرأي العام تفوقها على “الليكود” بأربعة مقاعد، وأقر “هرتسوغ” بخسارة قائمته، قائلًا لصحفيين: “قبل دقائق، تحدثت مع رئيس الوزراء نتنياهو وهنأته بإنجازه وتمنيت له التوفيق”، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية. ورغم ذلك، مضى هرتسوغ قائلًا: “إن المعسكر الصهيوني سيواصل العمل ليكون بديلًا لحزب الليكود”.
مشاورات لتشكيل الحكومة
وبدأت المشاورات لتشكيل الحكومة؛ حيث شرع نتنياهو (65 عامًا) وهرتسوغ (55 عامًا) في اتصالات مع قادة أحزاب على أمل تشكيل الحكومة الـ34، وحصل حزب “هناك مستقبل” (وسط)، برئاسة وزير المالية المقال “يائير لابيد” على 11 مقعدًا، وحزب “كلنا” (يمين الوسط) بقيادة “موشيه كحلون” على 10 مقاعد، و”البيت اليهودي” (يمين) بقيادة “نفتالي بينت” على 8 مقاعد، وحزب شاس (ديني) برئاسة “أرييه درعي” على 7 مقاعد، و”يهودات هتوراه” (ديني) 6 مقاعد، و”إسرائيل بيتنا” (ديني يميني) بقيادة “أفيغدور ليبرمان” على 6 مقاعد، وميرتس (يسار) 4 مقاعد.
نتنياهو أو هرتسوغ
وقالت مصادر مقربة من الرئيس الصهيوني “رؤوبين ريفلين” إنه يفضل تشكيل “حكومة بمشاركة حزب الليكود والمعسكر الصهيوني في ظل تقاربهما، ولكنه لا يملك إجبار قادة الأحزاب على ذلك، لكنه سيوصي بهذا الخيار”. وعقب مشاورات يجريها الرئيس الصهيوني مع قادة الأحزاب الفائزة بمقاعد في الكنيست، سيكلف زعيم الحزب، الذي تمكن من جمع توصيات أكبر عدد من الأحزاب، بتشكيل الحكومة؛ ويتعين على نتنياهو أو هرتسوغ، في حال تكليف أحدهما بتشكيل الحكومة، حشد ائتلاف من عدد من الأحزاب والقوائم لجمع ما لا يقل عن 61 نائبًا (نصف مقاعد الكنيست+ 1)، وهي مهمة يرى مراقبون أنها ستكون صعبة على أي منهما، ولكنها ليست مستحيلة.
وأمام النائب المكلف بتشكيل الحكومة مهلة 28 يومًا لإنجاز المهمة، ويستطيع الرئيس تمديد المهلة بفترة إضافية لا تتعدى 14 يومًا، وإذا انقضت هذه المهلة (حتى 42 يومًا) ولم ينجح عضو الكنيست المكلف بتشكيل حكومة؛ يستطيع الرئيس إسناد المهمة إلى نائب آخر، فتكون لهذا النائب مهلة 28 يومًا لإنجاز المهمة، دون تمديدات أخرى، وتعرض أمام الكنيست في غضون 45 يومًا من نشر نتائج الانتخابات في الجريدة الرسمية، وفي حال حصولها على ثقة 61 نائبًا فأكثر؛ تبدأ الحكومة في أداء مهامها.
14 نائبًا لـ “القائمة العربية”
وأظهرت النتائج حصول “القائمة العربية المشتركة” بقيادة “أيمن عودة” على 14 مقعدًا، ما يجعلها ثالث قوة في البرلمان، بعد “الليكود” (يمين) و”المعسكر الصهيوني” (وسط) على الترتيب. و”القائمة العربية المشتركة” هي تحالف بين كل من “الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ” و”التجمع الوطني الديمقراطي” و”الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية” و”القائمة العربية للتغيير”.
وبموجب ذلك؛ فإن الأعضاء العرب في الدورة الـ 20 للكنيست: أيمن عودة (رئيس القائمة)، مسعود غنايم، جمال زحالقة، أحمد الطيبي، عايدة توما-سليمان، عبد الحكيم حاج يحيى، حنين الزعبي، دوف حنين (يساري يهودي)، طلب أبو عرار، يوسف جبارين، باسل غطاس، أسامة سعدي، عبد الله أبو معروف، وجمعة زبارقة؛ وهذا هو أكبر تمثيل للنواب العرب في تاريخ الكنيست المكون من 120 نائبًا، وذلك منذ أول انتخابات جرت عام 1949، في العام التالي لقيام إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
مليون و600 ألف عربي
وكان العرب ممثلين بـ 11 نائبًا في الكنيست في الدورة الأخيرة، وكانت “القائمة العربية المشتركة” تأمل هذه المرة في أن تحصل على 15 مقعدًا. ويبلغ عدد سكان “إسرائيل” أكثر من 8 ملايين، بينهم مليون و600 ألف عربي يشكلون نحو 20% من عدد السكان، إلا أن نسبة أصحاب الاقتراع من العرب من مجمل من يحق لهم التصويت غير واضحة وإن كانت بعض التقديرات العربية أشارت إلى نسبتهم 15%.
وبذلت “القائمة العربية المشتركة” جهودًا حثيثة في إقناع المواطنين العرب في إسرائيل بالمشاركة في هذه الانتخابات. وقد أعلنت الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح عدم مشاركتها في الانتخابات. فيما دعت منظمة”كفاح”، وحركة “أبناء البلد”، وهما حزبان يساريان، إلى مقاطعة هذه الانتخابات، وقال “زحالقة”: “إن الأحزاب العربية لديها أهداف مشتركة، وأهمها هو منع تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة”.
دفن عملية السلام
واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن الشارع الإسرائيلي “صوت لدفن عملية السلام، واستمرار الاستيطان”. وقال في حديث له مع إذاعة صوت فلسطين الرسمية، معلقًا على نتائج الانتخابات الإسرائيلية: “انتخاب الشارع الإسرائيلي لـ (بنيامين) نتنياهو، الذي أكد أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، هو انتخاب لدفن عملية السلام، واستمرار للاستيطان”، وأضاف: “النتائج تشير إلى عدم وجود شريك للسلام”.
وتابع: “استمرار اليمين الإسرائيلي في الحكم يدفعنا إلى الاستمرار في برنامجنا الوطني بالتوجه إلى المؤسسات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية (التي ستنضم فلسطين لها رسميًا مطلع الشهر المقبل)”. ودعا عريقاتُ المجتمعَ الدولي لـ “الكف عن دعم إسرائيل وتوفير الحماية لها”.
فيما قال الناطق باسم حركة فتح “أحمد عساف”: “إن القيادة الفلسطينية ستبقى ثابتة على مواقفها، وتواصل العمل في تدويل قضية شعبها”، وأضاف: “إن كان في إسرائيل حكومة تؤمن بحل الدولتين، وحل قضية اللاجئين؛ عندها ستجد شريكًا فلسطينيًا يصنع السلام، وإن كان لا يوجد؛ فنحن نؤكد لهم أننا ماضون في النضال ضمن خطة سياسية فلسطينية بدأتها القيادة بالتوجه إلى المؤسسات الدولية”.
وقد نشر رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على “فيس بوك” رسالة تنمّ عن ذعره من أن “حكم اليمين في خطر”، مشيرا إلى أن “اليسار الإسرائيلي ينقل الناخبين العرب إلى صناديق الاقتراع في حافلات“، وقبل الانتخابات أطلق تصريحا عن رفضه إقامة دولة فلسطينية، رغم الجدل الذي أثاره تصريح سابق له روجته لجنته الانتخابية عن تراجعه عن فكرة الدولتين، وإعلان مكتبه الوزاري أنه لم يتراجع.
ولكن ما هي الرسائل التي بعثت بها الانتخابات الصهيونية للعرب والمسلمين؟
الرسالة الأولى: أن فوز بنيامين نتنياهو يدل على ميل المجتمع الصهيوني نحو التطرف الديني اليميني أكثر وأكثر، والتمسك بالأرض الفلسطينية المحتلة، وعدم الاكتراث بفكرة قيام دولة فلسطينية أو التفاوض حولها، ومن ثم توقع الانهيار المرتقب لعملية السلام في ظل فوز نتنياهو، وتأكيد صحة نهج المقاومة الفلسطينية بأشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة.
ويلاحظ هنا أن “تجمع أحزاب اليمين” الداعمة له حصلت على قرابة 68 مقعدا من 120، وهي الأغلبية المطلقة، بينما أحزاب الوسط واليسار حصلت على قرابة 43، والقائمة العربية المشتركة على 13 مقعد لأول مرة في تاريخها.
حيث حاز “تجمع أحزاب اليمين” على المقاعد التالية: 30 من “الليكود” و10 من حزب “كلنا” الذي يتزعمه موشيه كحلون، و8 من “البيت اليهودي” و7 من “شاس” و7 آخرين من “يهدوت هتوراة” و6 من “إسرائيل بيتنا”، بينما حاز تجمع (اليسار) وأنصاره على 54 مقعدا ترشح لتشكيل حكومة ضيقة وهي تضم 27 عضوا من حزب “المعسكر الصهيوني” و5 من “ميرتس” و9 من حزب “كلنا” و7 من “شاس” و6 من “يهدوت هتوراه”.
الرسالة الثانية: ضرورة وقف الرهان العربي على الانتخابات الإسرائيلية ونتائجها في استعادة حقوق الشعب أو تجسيد دولته على الأرض، فنتنياهو الذي تعهد بمنع قيام دولة فلسطينية حال انتخابه، فاز، ولم يبق بالتالي من المشروع السياسي للسلطة الفلسطينية القائم على فكرة قيام دولة مستقلة بالتفاوض السلمي، شيء، ما يجعل الخيار المقابل للفلسطينيين هو “الحرب” أو “المقاومة” لاستعادة الأرض باعتبارها اللغة الوحيدة التي يفهمها الصهاينة، والاستعداد العربي من ثم لدعم انتفاضة فلسطينية قريبة في الضفة وعدوان جديد في غزة طالما الحصار مستمرا.
وهنا من الضروري معرفة حجم التعاون السعودي مع حماس، وهل صحيح أن ما قالته صحيفة هآرتس من أن: “الملك سلمان يملي على السيسي سياسته تجاه حماس“، وما كتبه “تسفي برئيل” محلل الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس” من أن “السعودية ترغب في ضم حركة حماس كشريك في المحور السنُّي ضد إيران“، والذي يضم مصر أيضا؟
الرسالة الثالثة: إحدى الرسائل التي أطلقها نتنياهو بكل قوة هي أن “كل العالم ضدنا”، حيث كان يُلمح بذلك، وأحيانًا حتى يُشير بشكل واضح، لمؤامرة تُحيكها إدارة أوباما، ووسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تميل غالبيتها إلى اليسار، ووجهات أوروبية، تهدف لإسقاطه، ولكنه صور الأمر للصهاينة على أنها ضغط عليه للتنازل عن أرض فلسطين وعن قبوله بالنووي الإيراني.
ولأنه سيكون على نتنياهو أن يرد على الاتفاق المتبلور مع إيران، فهناك توقعات أن يحاول إحياء ما يعتبره “تحالفا” بينه وبين دول عربية “معتدلة” بزعم توافق مصالح تل أبيب مع هذه الدولة، خاصة دول الخليج في التصدي للخطر الإيراني، ما يتطلب تطبيعا من نوع ما، في ظل أنباء اللقاءات السابقة بين مسؤولين خليجيين وإسرائيليين، وكتابة الأمير طلال مقالا في صحيفة “هآرتس” عن السفر إلى القدس.
والأهم أن يحاول القيام بضربات عسكرية منفردة ضد الأهداف اليرانية مدعوما بقبول رسمي عربي أو تنسيق غير معلن تحدثت عن صحف لندن العام الماضي بفتح الأجواء السعودية بوجه الطيران الإسرائيلي لضرب إيران، والذي نفاه سفير المملكة في لندن لاحقا، وهو ما يتطلب موقفا عربيا محددا لو ضربت إسرائيل إيران؛ لأن هذا سيشعل المنطقة كلها القريبة من إيران، ولن يكون رد الفعل قاصرا على إيران وحدها.
ويشار هنا لقول “مسؤول حكومي بدولة خليجية يقلقها التقدم الذي أحرزته طهران تجاه التوصل لاتفاق نووي مع القوى العالمية“، لوكالة رويترز، إن “فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات يرجع إلى مخاوف أمنية لدى الإسرائيليين من تنامي نفوذ إيران في المنطقة“.
وقوله إن بلاده تخشي أن يؤدي التوصل لاتفاق نووي مع “إيران الشيعية” إلى تمكن طهران من تصنيع سلاح نووي أو يخفف الضغط السياسي عليها مما يمنحها مجالا أكبر لدعم وكلائها في المنطقة العربية الذين تعارضهم الرياض.
وتابع أنّ: “هناك شعورا بالتقارب بين موقفي الخليج وإسرائيل بشأن كبح نفوذ إيران في المنطقة“، وأن المحادثات النووية الإيرانية تخيف بحق الدول الخليجية العربية التي وترها دعم إيران للقوى الشيعية في صراعيْ العراق وسوريا وتحالفها مع حزب الله اللبناني وحركة الحوثيين في اليمن.
الرسالة الرابعة: في ظل الخلافات المرشحة للتصاعد بين إدارة أوباما ونتنياهو لو جاء لرئاسة الوزراء مرة أخرى، قد تُغير إدارة أوباما، التي صدت حتى الآن كل الخطوات الفلسطينية في الأمم المتحدة، إضافة إلى الأوروبيين، موقفها وتدع خطط الدولة الفلسطينية ما قد يضع إسرائيل في وضع حساس جدا.
ولكن هذا لا يعني أن نتنياهو ليس لديه حلفاء في الكونجرس وفي المنطقة العربية، وبشكل أساسي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي قال مؤخرًا في مقابلة له إنه يتحدث مع رئيس الحكومة الإسرائيلي كثيرًا، وقد يحاول نتنياهو منع وقوع جولة أُخرى من المواجهة بين إسرائيل وحماس بالسماح لدول الخليج بالبدء بعملية إعادة إعمار غزة، كذلك بهدف منع الإيرانيين من الدخول إلى المنطقة الخالية. يرى نتنياهو، إضافة إلى ذلك، قوة كبيرة بتعزيز العلاقات مع دول الخليج، وتحديدًا السعودية، من أجل وضع حد للطموحات الإيرانية بالتوسع.
الرسالة الخامسة: لن يكون من السهل تشكيل حكومة إسرائيلية مقبلة بسهولة كي تؤدي عملها، فالحكومة القادمة غير مضمونة له، وبحسب ما نشرته صحيفة/ يديعوت أحرونوت العبرية الأربعاء (18|3)، فإن “الطريق لا تزال طويلة نحو تشكيل الحكومة والكشف عن تركيبة الائتلاف، فقد تكون النتائج النهائية للانتخابات والتي ستنشر بعد يومين، مختلفة وبالتالي يمكن لمقعد واحد أو مقعدين أن يقوم بقلب النتائج وتغييرها“، وفق قولها.
وبحسب الصحيفة، فإن أحد السيناريوهات المطروحة بعد انتهاء الانتخابات تشير إلى تشكيل حكومة “يمين ضيقة” تضم 68 نائبا، منهم 30 من “الليكود” و10 من حزب “كلنا” الذي يتزعمه موشيه كحلون، و8 من “البيت اليهودي” و7 من “شاس” و7 آخرين من “يهدوت هتوراة” و6 من “إسرائيل بيتنا”.
والسيناريو الثاني؛ تشكيل حكومة “وحدة وطنية” قوامها 77 مقعدا برلمانيا يتناوب على رئاستها كل من بنيامين نتنياهو ويتسحاك هرتسوغ رئيس “المعسكر الصهيوني”، وتضم 28 مقعدا لـ “الليكود” و27 لـ “المعسكر الصهيوني” و9 لحزب “كلنا” و7 لـ “شاس” و6 أخرى لـ “يهدوت هتوراه”.
أما السيناريو الثالث؛ فهو تشكيل حكومة “وسط ضيقة” تستند إلى 54 مقعدا برئاسة هرتسوغ، وتضم 27 عضوا من حزب “المعسكر الصهيوني” و5 من “ميرتس” و9 من حزب “كلنا” و7 من “شاس” و6 من “يهدوت هتوراه”.
الرسالة السادسة: لأول مرة يتوحد فلسطينيو الأرض المحتلة في قائمة انتخابية واحدة منذ نشأة الدولة الصهيونية ولأول مرة تحقق القائمة العربية المشتركة (المتحالفة مع يساريين إسرائيليين) إنجازًا، لكنها بعيدة عن إحداث ثورة لصالح من يطلق عليهم “عرب إسرائيل” تحميهم من مخطط نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرف لإبعادهم عن أرضهم والتضييق عليهم والاستيلاء على القدس والمسجد الأقصى نفسه والسماح للمتطرفين بالصلاة في باحته.
صحيح أن هنالك زيادة في التمثيل العربي في الكنيست في إسرائيل، ولأول مرة تأتي القائمة العربية في المركز الثالث من حيث قوة التصويت داخل البرلمان (الكنيست) الصهيوني، لكن ليست هناك انطلاقة من شأنها أن تتيح للعرب التأثير من الداخل على سياسات إسرائيل، ويرجع ذلك أساسًا إلى حقيقة أن بعض المشتركين في القائمة المشتركة قد رفضوا منذ البداية أن يكونوا جزءًا من الحكومة الصهيونية من جهة، ولعدم رغبة البعض الآخر في التصعيد بخلاف “الحركة الإسلامية” التي تتبني ضمنًا أطروحات عودة الأرض المحتلة لفلسطين 48 مع أرض 67.
صحيفة التقرير