“جواسيس إسرائيل” في المفاوضات النووية مع إيران!

خميس, 2015-03-26 11:44
المفاوضات النووية

أجهزة تنصت الموساد الإسرائيلي وعيونه ورجاله في قاعات المفاوضات وأروقة المبنى وعلى طاولة المفاوضات النووية مع إيران، وجميع المشاركين في المفاوضات يعرفون ذلك ومتأكدون من أن أي معلومات تتم مناقشتها يعلم بها الموساد، ولم يكن أمام الوفود المشاركة في المفاوضات عند الاتصال بحكوماتهم والتحدث عن سير المفاوضات إلا الخروج إلى الحديقة أو التجول في الشوارع المحيطة. وقد كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن معرفة “إسرائيل” بكافة تفاصيل المفاوضات، وأن المعلومات التي نشرتها جريدة “وول ستريت” بأن إسرائيل تتجسس على المفاوضات بين الغرب وإيران بخصوص الملف النووي لطهران لم تكن صادمة بالنسبة للدبلوماسيين ولمسؤولي أجهزة المخابرات الغربية، رغم نفي تل أبيب ووصفها تقرير الصحيفة بأنه لا أساس له من الصحة.

“الغارديان” أكدت المعلومات التي نشرتها “وول ستريت”، وقالت في موضوع لها تحت عنوان “جواسيس على طاولة المفاوضات النووية مع إيران”، إن التصريحات التي أدلى بها أحد المسؤولين الأمريكيين البارزين لجريدة “وول ستريت” واتهم فيها إسرائيل بالتجسس على المفاوضات بين الغرب وإيران بخصوص الملف النووي لطهران لم تكن صادمة بالنسبة للدبلوماسيين ولمسؤولي أجهزة المخابرات، لكن الأمر الواضح حسب “الغارديان” أن إدارة الرئيس باراك أوباما اختارت أن تكشف الأمر لوسائل الإعلام.

وقالت صحيفة “الغارديان” إن وفود الدول المشاركة في المفاوضات والتي تتواصل في لوزان (في سويسرا) تقوم بالتجول في حديقة المنتجع والاتصال بحكوماتها من هواتفها النقالة المؤمنة، بدلًا من الاتصال في غرفها، رغم أن لوزان لا تشهد نشاطًا تجسسيًا مركزًا كما تشهده منتجعات وفنادق مدن أخرى في أوروبا، مثل جنيف وفيينا (استضافتا جولات سابقة من المحادثات).
وقالت الصحيفة البريطانية إن الجولة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” ونظيره الإيراني “محمد جواد ظريف” في شوارع جنيف، خلال المفاوضات التي جرت قبل شهرين هناك، ربما لم تكن فقط بهدف مشاهدة معالم المدينة، لكن للتحدث بحرية وبعيدًا عن أي أجهزة تنصت قد تكون مزروعة في الغرف ومقار الاجتماعات.

وأضافت الصحيفة أن “كيري” عندما أراد أن يتحدث مع نظيره الكندي في جولة محادثات استضافتها فيينا العام الماضي، فعل ذلك في حديقة المنتجع أيضًا؛ حيث تشتهر فيينا بأنها واحدة من أهم معاقل أجهزة الاستخبارات الدولية لوجود مقر “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”. أما “إسرائيل” فقد نفت ما نشرته صحيفة “وول ستريت” حول تجسسها على المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وصرح مسؤول رفيع المستوى بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لـ “BBC” أن بلاده لم تقم بأي أنشطة تجسس على الولايات المتحدة أو إيران، واصفًا التقرير بأنه لا أساس له من الصحة، ووصف هذه المعلومات بأنها “تهدف إلى تقويض العلاقات القوية التي تربط الولايات المتحدة وإسرائيل والروابط الأمنية والاستخباراتية بينهما”.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نقلت عن مسؤولين بالإدارة الأمريكية أن إسرائيل تجسست على المفاوضات التي قادها وزير الخارجية جون كيري مع الدول العظمى؛ سعيًا للحصول على معلومات تساعدها في موقفها المعارض للمفاوضات مع طهران. وبحسب التقرير، فإن إسرائيل تجسست لعام كامل على هذه المفاوضات، التي تجرى وراء الأبواب المغلقة، والتي جرت في جنيف ثم انتقلت إلى فيينا ومن ثم إلى مدينة لوزان السويسرية. وتقول القوى الكبرى إنها تسعى إلى ضمان عدم مقدرة إيران على إنتاج سلاح نووي.

هذا، وقد أكد وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” أنهم سيبذلون قصارى جهدهم من أجل التوصل لاتفاق مع دول مجموعة “5+1″ بشأن النووي، وذلك خلال مباحثاته مع نظيره الأمريكي في مدينة لوزان السويسرية. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” أن ظريف قال، عقب مشاركته بحفل تأبين لوالدة الرئيس “حسن روحاني”، أقيم في جامعة “الشهيد مطهري” بالعاصمة طهران: “إن الحكومة الإيرانية تصر على رفع العقوبات المفروضة على البلاد مباشرة عقب الاتفاق على البرنامج النووي”، وذلك في رده على سؤال بشأن تصريحات الزعيم الروحي في البلاد “آية الله علي خامنئي” بأن “إيران لن تقبل رفع العقوبات عن إيران تدريجيًا”.

ومن المزمع أن تجرى المفاوضات النووية بين طهران من جانب، والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن إضافةً إلى ألمانيا من جانب آخر، بقيادة كيري وظريف في الفترة بين 26: 29 آذار/ مارس الجاري، تمهيدًا للوصول إلى اتفاق إطاري في الموعد المقرر يوم 31 من الشهر ذاته، كما ينضم وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى المفاوضات في 27 آذار/ مارس. جدير بالذكر أن المفاوضات الجارية حول برنامج طهران النووي سبق وأن أخفقت فيما مضى، فيما تهدف الآن إلى التوصل لاتفاق إطاري في نهاية آذار/ مارس الجاري، بينما تم تمديد موعد التوصل لاتفاق نهائي حتى الأول من تموز/ يوليو 2015.

صحيفة التقرير