ما صدر مؤخراً عن وزارتي الخارجية الأميركية والفرنسية من تصريحات معادية للشعب السوري ليس بالجديد والمفاجئ، فالمتابع للسياسة الأميركية والفرنسية منذ بداية الأزمة المفتعلة في سورية
يدرك تماماً أنهما تنفذان مخططاً استعمارياً هدفه تدمير الدولة السورية والتدخل في شؤونها الداخلية، من خلال استخدام كل الوسائل والأساليب الاستعمارية القذرة الحديث منها والقديم, وعلى رأسها التنظيمات التكفيرية المتطرفة المصنّفة على لوائح الإرهاب الأميركية والفرنسية، ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والقرارات الدولية التي تدعو إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
لقد نصّب المسؤولون الفرنسيون والأميركيون أنفسهم ناطقين باسم الشعب السوري وحاولوا مصادرة إرادته دون أي اعتبار لما يسعى إليه السوريين من بناء مستقبلهم دون أي تدخل خارجي، ولم يتعظ هؤلاء المسؤولون الراغبون باستعادة عهد الانتداب والاستعمار من صمود الشعب السوري وعزمه على التصدي لكل مشاريع الهيمنة التي تمس بثوابته الوطنية، فراحوا يمعنون في نشر الفوضى عبر تقديم أدوات القتل والتدمير للإرهابيين كي ينفذوا جرائمهم بحق المواطنين الأبرياء، ويتسترون على تلك الجرائم، وآخرها قصف أحياء دمشق السكنية بعشرات القذائف، الأمر الذي يؤكد نفاق حربهم على الإرهاب، ومواصلتهم سفك الدم العربي عموما والسوري خصوصاً ودعم الإرهاب الذي بات ينتشر بسرعة النار في الهشيم في أنحاء العالم ويؤثر على الأمن والسلم الدولي.
وما يؤكد الدعم اللامحدود الذي تقدمه فرنسا وأميركا للتنظيمات الإرهابية تلك التصريحات العدوانية الهادفة لرفع معنويات الإرهابيين المنهارة تحت ضربات الجيش العربي السوري، فرغم صدور القرار 2199 الذي يدعو إلى تجفيف منابع الإرهاب ولا سيما إرهاب تنظيمي «داعش» و«النصرة» فلا تزال هاتان الدولتان تتعاملان مع قرارات الشرعية الدولية بانتقائية وبما يحقق مصالحها، ما يعكس تورطها ومسؤوليتها عن كل ما يحدث من أعمال عنف وقتل في كل المنطقة ولاسيما في سورية.
استراتيجية العواصم الغربية وفي مقدمتها باريس وواشنطن، من سياسة عدائية للشعب السوري عبر دعم الإرهابيين ورفع معنوياتهم وتقديم كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي لهم، لن يحقق لها أوهامها في تدمير الدولة السورية، لأن الشعب السوري اتخذ قراره بدعم قيادته وجيشه البطل لدحر الإرهاب بكل شجاعة وتحقيق الإنجازات المتلاحقة في مواجهته، وإفشال كل مخططات التآمر على سورية، وفي ذلك رسالة واضحة للعالم أجمع مفادها أن السوريين متمسكون بسيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً ورفضهم لأي تدخل خارجي من أي جهة كانت.