الرئيس هو الخادم والخادم هو الرئيس!

ثلاثاء, 2015-03-31 13:40
سيد محمد ولد أحمد

اسمحوا لي أن أجدف بعيدا عن أفكار تجرف نحو الهاوية من خلال استعراضي لبعض الكتابات التي ظهرت بعد لقاء الرئيس مع الصحافة، مبديا رأيي الخاص المبني على وجهة النظر الدينية والأخلاقية في الحاكم المسلم! فمنطلقنا جميعا سواء منا الرئيس أم الخادم أم الصحفي، هو الإسلام لا غيره..

فنحن كمسلمون نحمل قضية أهم من قضية النصارى المسماة بالديمقراطية!، فنحن لسنا مثلهم بل نحيا لطاعة الله تعالى وتجنب سخطه، والعمل على دخول القصر! عفوا، أقصد جنة الخلد، مقيدون باوامر شرعنا الكريم لا نحيد عنه إلى أي جهة أخرى مهما كانت. وعليه فإن افتقار الواحد منا، وخصوصا من يعتبر نفسه صاحب رأي أو كلمة، لشعلة الحماس التي تجعله يضمن كتاباته الحديث عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم دون كلل أو ملل، لأمر يدعو إلى الإستغراب والإشمئزاز، فمن لم يفهم علاقته بربه ودينه لن يفهم أي شيء آخر!

ومن المؤسف أنك عندما تفتح المواقع الإلكترونية، وتنشر الصفاحات الكرتونية، وتتجول بين البرامجالإذاعية والتلفزيونية، لا تسمع إلا نباحا في السياسة أو أخواتها مما لا يُصلح قلبا ولا قبرا!

أخي الكريم قد يكون رأيي هذا صادما لك، لكني لا أملك غيره، وأعتقد أم من واجبي الدفاع عنه، وأن هذه الديمقراطية - التي كاد البعض أن يعبدها - وسيلة شيطانية خبيثة لإبعاد المسلمين عن دينهم وفطرتهم ونظامهم الذي سن لهم خالقهم، ونواقصها لا تكاد تحصى أو تعد، وأهمها في هذا الزمن السيبة الغريبة التي أحالت بعض البلدان الإسلامية إلى خراب ينعق فيه بعد المتظاهرين المتحاربين! فباسم الحريات السخيفة لعن البعض علماء المسلمين ودينهم، وأحرقوا كتبهم وآثارهم، وتطاولوا على البخاري ومسلم (كما هو الحال في مصر اليوم)، وخرجوا على حكامهم، وخربوا بلدانهم!

والإسلام العظيم لم يتركنا في عوز إلى أي نظام خارجي، وخصوصا الديمقراطية الكاذبة، وإن أضطررنا إليها - ولسنا كذلك - فعلينا جعلها في مرتبة أدنى، يتحكم فيها الشرع بدل أن تتحكم هي فيه وفينا!

لقد عم الجهل بالدين بسبب تركيز الثقافة في التعليم الأجنبي!، فأصبح المسلم يدرس نصف عمره كل ما له علاقة بالغرب دون المرور بالعلوم الشرعية التي كانت مفخرة آبائه، والتي تسهم فعلا في يناء قصوره الحقيقية في الدنيا والآخرة!

فيظل يدرس لغة القوم وعلومهم حتى يتخرج في حدود الثلاثين من عمره وهو خشبة بربطة عنق، لا تعرف شيئا عن الإسلام!، وعندما تقول له إن الخروج على الحاكم سواء بنعيق المظاهرات أم برنين المتفجرات، حرام، يندهش ويعبس ويصفك بالتخلف والرجعية!..

نعم يا دكتور الجهل بالدين، إن الإعتراض على الحاكم المسلم غير مقبول في الأسلام، والأدلة على ذلك كثيرة - طالع بعضها في نهاية هذا المقال -، فالأمر بطاعته متكرر في القرآن، ولم يتكلم القرآن عن ديمقراطيته أو دكتاتوريته بل عمم وجوب طاعة أولي الأمر! كذلك تجده هذا الأمر في السنة الصحيحة، فالعبد الأفطس الأنف إذا تأمرعلى المسلمين وجبت طاعته عليهم، وقد تأمر على المسلمين الكثير من العبيد على مر تاريخهم وكان في ذلك من البركة ما هو أكثر من الخروج عليهم.

فتجب طاعة الحاكم المتغلب، ولم تحدد صفة ذلك التقلب، فسواء كان بجيش أم بانقلاب، الرجل بعد أن يشفط الحكم يصبح له علينا جميعا الحق في الطاعة، ولاحظ إن كنت من "خوارج 25 فبراير"، أنني أخاطبك بوجهة النظر الإسلامية الصحيحة التي يوضع كل ما شذ عنها في خانة البدع والضلالات، ويتصف بعلامات أهمها الشؤم والخراب والدمار!، لقد أصبح الواحد من الليبيين اليوم يتمنى عودة زمن القذافي - رحمه الله - الذي كان يأكل فيه وينكح في أمان، لا يحمل هم روحه على كفه كما هو الحال اليوم، والأمن والصحة نعمتان لا يحس بهما إلا فاقدهما، حفظنا الله وإياكم من كل سوء..

أما رأيي في لقاء الرئيس مع هؤلاء الصحفيين، فهو أن الرئيس كان متعبا منهكا، وتخيل أنك تعود لتوك من جولة شاقة في الشرق الموريتاني الفسيح، ويتلقاك ول أوديعة بابتسامته العرضة وجدله البيزنطي!، ماذا كنت ستفعل إن كنت في مكان الرئيس إذا عارضك صاحب الموقع هذا!! ومع هذا يستمرون في القول بأن الرئيس المتساهل دكتاتوري!

لقد كان هدف الرئيس من اللقاء على ما أعتقد متعلقا بترشحه والحوار وما أشيع حول حياته الأسرية بدرجة أولى، وكان أدرى بالدولة ومصالحها من الصحفيين الذين تلقي العفاريت الأكاذيب في آذانهم كما تفعل مع الكهنة الذين يتتلمذون على أيديهم!، والغريب أن بعضهم على سبيل المثال لا يعرف مسئولية الوالي وواجباته، فطرح سؤالا حول دوره في أزمة لا علاقة لصلاحياته بها! وقل مثل هذا على أغلب تلك الأسئلة المطروحة التي كانت واهية ضعيفة، ولولا ثقة الرئيس في ذلك لما طلب المبارزة وهو تعب بهذا القدر!..

وأخرج شخصيا من هذا اللقاء العقيم بمعلومة تزداد تجذرا في مخيلتي، وهي أن هذا البلد المسكين لا يزال بعيدا في كل المجالات، فقط من خلال التأمل في أطروحات الصحفيين - الغير صحفيين، دشرة العمي يتشيخ فيها العور -، وفي أطروحات الرئيس! فلا زلنا للأسف في مؤخرة الركب ليس ورائنا غير تركيا! البلد المسلم الذي رخص فيه الإخوان للشواذ بإقامة حفلات زواجهم العلنية!! ويسألني البعض لماذا أكره الإخوان! 

وإليكم تعليقات سريعة على بعض ما جاء في مقالات بعض أهل الثرثرة على صفحات المواقع الإلكترونية، أنتقدها محاولا تجنب كرطونات أصحابها قدر الإمكان:

فمن الجمل النارية التي تجعل الواحد منا يشكك في كون ولد عبد العزيز رئيسا أصلا! وهي عبارات لا أرى لها فائدة لأنها تدخل في مجال السب والقذف والشتم المباشر، كأن بين كاتبها والرئيس ثأر بائت، خرج علينا المحارب ولد أعبيدن بمقاله:

"مؤتمرصحفي أم فرصة للتحامل على الصحافة وبعض رجال الأعمال" / عبد الفتاح ولد اعبيدن

قال الصحفي: "يا عزيز فضحت نفسك.. أنت غاشم خسئت، لا تعرف سنة الحياة، ولذلك تعبث بالكلام وحرمات الرجال.. أيها الظالم المتغطرس، الغشوم الآكل للمال العام المستهزئ بحرمات خلق الله أجمعين تقريبا.. تقول إن عمدة ازويرات السارق الأحمر بريئ، اشويخ ولد باي!.. هذا كذب هراء وهراء يا عزيز الأرعن.. أنت غشوم فعلا ومغرور.. إن الظلم عاقبته وخيمة، أيها الجاهل الكاره للحق والكاره للصحافة.. فأنت حقيقة لست رئيسا، إنك إنقلابي صغير و"تيفاي" صغير، وقبلي صغير ومغامر صغير.. ماذا يمكن أن تفعلوا فوق ما فعلتم حتى الآن، تسرقون أقواتنا وتجلسون تتفرجون على جوعنا ومأساتنا ومذلتنا وغبننا"..

أقول: هذه عبارات لا تحتاج للتعليق، وليست من المهنية في شيء، صاحبها داخل في عداوة شخصية هو وتجاره، مع الرئيس، وهذا لا ينبغي لأن شخص الرئيس لا يعنيه في شيء!

ثم قال عن "تواصل" وأهله: "إنني يا عزيز أعرف بأهلي وخاصيتي أكثر منك، فهم أهلي من جهة الإسلاميين التواصليين وغيرهم.. وأهلي الدمويين، أي من جهة الدم والعرق "اسماسيد"، من رجال الأعمال، خصوصا الذين ذكرتهم ولم يبخلوا أي سبيل ذكاءا ودهاءا ومسالمة مركوزة في تربيتهم ونسيجهم البشري الخاص، لتفادي التصادم المستمر معك، ومن وجه آخر أعرف أيضا أهلي الأغلى علي من هؤلاء جميعا "الصحافة"..

أقول: من كان "تواصل" جماعته فهو مفارق للجماعة، لأن تواصل من الإخوان الديمقراطيين، الداعين إلى الحزبية والمظاهرات (يعني الخروج) والسياسات المنافقة الكاذبة. شخصيا لا اتوسم في التواصليين خيرا ولا في مواقعهم (الأخبار الكاذبة، والسراج الغير منير)، ولا اعرف لماذ؟!!

وهم كإخوان مصر ضالون خطرون على الأمن، خرج تنظيم القاعدة من ظهورهم، لا يعملون إلا من أجل الدنيا وحزبيتهم المقيتة التي تجعلهم أمة وبقية المسلمين أمة أخرى! والسياق العام لهم هو الدهاء والضلال والنفاق والسياسة والنعيق، وكل ما هو بعيد من خصال الإسلام!، وهم أسوأ من غيرهم لأنهم يتحدثون باسم الدين نفاقا وبدعة، والساكت المنهمك في أمور دنياه الآخرى، خير منهم لأن الدين سالم منه، لم يفصل منه سلما يصعد به إلى قمة أوساخ الدنيا..

ثم قال مقسما: "ورب الكعبة لقد دخلت البارحة نفقا مظلما، أنت "موزابي يا الراجل"، و"لا تسمع ولا تلمع"، كما يقال في المثل الحساني.. باختصار دخلت فعلا "أزر نداك" كناية عن النفق المظلم... لأنني أنوي الدخول معك في هذا النفق، عافاني الله وإياك منه سريعا، مخاصمة ونصحا خالصا لوجه الله، لإنقاذ الناس منك، ولإنقاذك من نفسك، هداك الله وحفظك.. لأنك صهرنا ونحن نعرف ولو نسبيا، للمصاهرة حقها وقدرها الكبير دون إفراط أو تفريط"..

أقول: ما هذا الكلام المتناقض، أي نفق مظلم هذا الذي يختار العاقل دخوله مع غيره؟ وأي نصح ملوث لا يستساغ هذا؟ ثم إن المفروض أنه انتقاد لا عداوة مجالها ساحة الوغى لا صفحات المواقع والجرائد! ثم لماذا التحدث باسم القبيلة كلها كأن المقصود توريطها مع عزيز! فالصحفي مسئول عن كلامه لا قبيلته!.. والرئيس أعقل وأحلم من أن يرد عليه بالأذية، لا قدر الله..

ثم قال عن أوديعة: "أمنادم أطف الظو، فتخيل لي انه سيضربك شخصيا، ودون إنابة أحد، أما الطرد فأقل ما كنت أتصوره، لكن هو "بانضي" و"أنت أبنض منو".. مالك لا تأخذ هاتفي ولا تنشر مقالاتي في  سراجك المضيئ المناضل، الذي دخل التاريخ الإعلامي والنضالي من أوسع أبوابه"..

أقول: على أوديعة أن يحمد ربه على أنه قام بتلك الحركة أمام رئيس مسالم لا هدف له إلا إقناع الحجارة المعارضة له بسياساته!، لو فعلها أمام دكتاتور حقيقي لما خرج من القصر إلى أهله.. أما سراجه فليس منيرا بل مظلما، وطبعا مثل هذا المقال يصلح جدا للنشر فيه لأنه سيزيده ظلاما، ظلمات بعضها فوق بعض..

ثم ختم مقاله بآيات من القرآن العظيم كقول الله تعالى لموسى عليه السلام يهيئه لمقابلة ودحر فرعون بعد أن يستعصي في نهاية القصة والمشوار أمر هدايته: "أقبل ولا تخف إنك من الآمنين"، "لا تخف نجوت من الظالمين"، "لا تخاف دركا ولا تخشى"، "لا تخف إنك أنت الأعلى"، وقال الله تعالى: "فجعل من دون ذلك فتحا قريبا".

أقول: أولا القرآن أمره عظيم، والأفضل أن تتم قراءته أو افستشهاد به فيما هو قطعي ومفيد، لا في اللغو، والسياسة الصليبية (الديمقراطية)، والتنابز بالألقاب والشتائم، فيجب الحذر من هذا، اما الإقسام بالله مثل قوله (ورب الكعبة) فلا يجوز فيما لا يقين فيه، بل هو غير مستحب فيما فيه يقين!..

ثم ختم بقوله: "لعلي لا أعود من أطار بإذن الله، إلا وقد أزحتم صاحبكم دون أذى.. اللهم سلم... سلم.... لقد إقترب الإعصار... اللهم إحفظنا من فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منا خاصة"..

أقول: أي اعصار؟! الرجل جالس حتى يكتب الله رحيله، والدنيا كلها ممروكة فلم كل هذا التشاؤم؟! ثم لو كنت فعلا أمام فرعون لكان لقولك "سلم.. سلم" معنى! لكنك لحسن الحظ أمام رجل من البيظان بسيط، بل هو أبسط رئيس حكمكم منذ هجرتهم صفاء البادية..

وجاء في مقال "الرؤساء مٓعادِن"/ باباه سيدي عبد الله

أنصحك قبل قراءة هذا الإنتقاد بوضع غطاء واقعي من الكلمات النووية على أنفك، وبوضع قبعة السلامة على رأسك لأننا سنتحدث عن اليورانيوم!

قال الكاتب الفيزيائي: "استهوتـنِي عملية تخصيب اليورانيوم، كما فصّلها ويكيبيديا"..

أقول: تعلم هذا الفيزيائي العبقري تخصيب اليورانيوم من موسوعة ويكبيديا!.. يا أخي في الدين تعلم تفسير القرآن، وتعديل رجال الحديث وتجريحهم،  ذلك خير لك وأسهل من تعلم تخصيب اليورانيوم!..

ثم قال مشبها العملية الذرية الإنشطارية الكارثية بلقاء الرئيس مع الصحافة: "تتجمع الجزيئات الأكثر ثقلاً من اليورانيوم"..

أقول: هههه.. أعتقد أن ول أوديعة كان أكبر ذرة في اللقاء.. ذرة ثقيلة من أهل القبلة الكرام حلت على دماغ الرئيس المتعب!..

ثم قال الكاتب: "كشف المؤتمر الصحفي عن جينات دكتاتورية مخدّٓرة فى شخصية الرئيس - الجنرال، الذي عجز عن إدارة موقف طارئ وغاية فى البساطة، ولا يعنيه أصلا"...

أقول: عجبا، الرئيس هو الدكتاتوري وليس ولو أوديعة الذي حاول فرض رأيه الصحفي المجرد من القوة بالقوة!! وكاد يخاطب الرئيس في وجهه بجملة على غرارا: "يا سيد نفسك، يا إنقلابي، يا أرعن، قلت لك: هي ثلاث مداخلات كما اتفقنا من قبل مع المقدم المنافق، وانتهى، فلا تجادلني وإلا أطفأت عنك أضواء الرئاسة كلها!!". والرئيس الطيب المسكين يناقش في أضواء التلفزة!!..

ثم قال الكاتب: "بدا واضحاً أن عملية تخصيب فكر الرئيس ليست دانية القطوف، على الرغم من محاولات " تلميع" تبذلها أطراف فى محيطه لتقدمه للرأي العام فى صورة رجل الدولة المتزن والواثق من نفسه والمطّلع على كل شيء"..

أقول: الرأي العام! أين هو هذا الرأي العام إذا كانت الكتابات والأفكار على هذه الدرجة من الإنشطار والتخلف! لو كان لدى الكاتب دليلا يفند به أرقام الرئيس واستدلالالته لكان عرضه أفضل من هذه الجمل القصيرة الجوفاء، على الأقل لتطويل المقال القصير، أما إطلاق الكلام هكذا فلا فائدة فيه.. هاتوا أدلة مقنعة تثبت أن الرئيس ذرة متفجرة أو قنبلة موقوتة، وسيقبلها القارئ إن ثبتت..

ثم قال الكاتب: "تلاعٓب الرئيس بالأسئلة التي طُرحت عليه"..

هذا أيضا مجرد كلام بلا دليل، فأين الأدلة الساطعة المقنعة؟!

ثم قال: "الرؤساء معادن"..

ههه.. ولم يخبرنا باسم معدن الرئيس ورمزه الكيميائي، لكني |أرجح أنه اليورانيوم، وأتمنى فقط أن لا ينفجر في وجوههم..

وجاء في المقال العرس: "ليلة خجل" لسيدي عالي بلعمش

قال كاتبه: "البارحة لم تكن ليلة عادية في تاريخ موريتانيا، كانت ليلة خجل بامتياز، جمعت أدعياء الصحافة وعصابة النظام"..

أقول: ههه.. هذه المرة فعل "سخط" متعدي إلى مفعولين، الرئيس  وأدعياء الصحافة الغربان الذين حضروا اللقاء! وهكذا عود موقع تقدمي قرائه أن لا يخرج منه غير السخط والسخط ولا شيء غير السخط، والإندفاع الأعمى التافه الذي يشبه اندفاع الثيران في حلبة لمصارعة نحو حتفها، وبالمناسبة أين صاحبه، لم أقرا له مقالا عن هذا اللقاء، وهو الذي لا يكتب مقالا إلا وعنونه باسم عزيز تشاؤما لا تبركا!..

قال سيدي عالي: "لا أدري أيهما أكثر سخرية أن تنعت رئيس عصابة كومبا با جادا أو ساخرا برئيس الجمهورية!!.."..

أقول: يا سيدي إنه رئيس الجمهورية شئت ذلك أم أبيته! فتواضع لخادمك الرئيس يا ملك الصحفيين الساخطين!.. انتبهو لأنفسكم، ففي هذه الحياة ما هو أهم من عزيز وذليل، فيها جنة لا يدخلها إلا من دخل جنة الدنيا فهل دخلتموها في أجواء السخط والحقد والسياسة الغير مفيدة هذه؟!..

إن الرجل أصبح رئيسا فأقرأ ما يدعو إلى احترامه وطاعته في آخر هذا المقال، وخذ استراحة قصيرة من كتب السياسة والأدب والفلسفة وقناة الجزيرة الكذابة، فلن يسألك الملكان عن كل ذلك، بل عن دينك، فهل تكلمت عنه بمثل هذا الحماس؟..

ثم قال: "لقد أمضى ولد عبد العزيز 10 أيام في الحوضين يفكر في طريقة للرد على المعارضة"..

أقول: من قالها لك؟.. كم أصبح الرد على رويبضة المعارضة صعبا في هذه الأيام!

ثم قال: "لقد اتضح أن خطط الرئيس "أ" و"ب" فشلت (تغيير الدستور، وتغيير النظام الرئاسي)، ولم يبق أمامه الآن إلا التفكير في الخطة "ج" (إعداد شخص من مقربيه المتورطين معه بنفس الدرجة للرئاسة)"..

أقول: أو الخطة "د".. حذف الديمقراطية والدستور من حياتكم أيها النصارى الموريتانيين، والجلوس بأمان على كرسي الرئاسة المستحق، حتى يأتي من يأخذه بالغلبة أو المقايضة!.. بأي منظار يرى هذا الكاتب الأمور؟ إذا صلى أحد، قال: لولا الجنة ما صلى ولا صام؟!!

لو كنت شخصيا مكان الرئيس لعدلت الدستور، ولترشحت لولاية ثالثة ورابعة لم لا، المهم هو الهش عليكم بالعصا، ثم تقوى الله فيكم، أما الديمقراطية فسحقا لها ولقومها الذين اخترعوها فلم نر منهم أو منها غير الويلات! يقول الرئيس في اللقاء إنه سيلتزم بقيود الديمقراطية الصدئة، ثم لا يرضيهم ذلك! يا رئيس ترشح لمرة ثالثة ورابعة، بل وخامسة إن أمد الله في عمرك، فكلهم موريتانيون مثلك، ولست أول من يفعل ذلك ولا آخرهم، وليس أمامك من يستحق أن تفي بوعودك الديمقراطية له، وها أنت تشاهد جحود السياسيين والصحفيين، ثم إن الشعب يا أخي يريدك أن تترشح... ههه (لقتل المخالفين غيظا)..

هذا الرئيس وغيره سيان عندنا، المهم هو الأمن والتقوى لا أكثر ولا أقل، وكما تكونون يول عليكم، فكونوا صالحين أولا، ولا تكونوا كالخارجي الذي قال لعلي بن أبي طالب: "إن حكم عمر بن الخطاب خير من حكمك... فقال له علي بن أبي طالب: لأن عمر كان يحكم أمثالي، وأنا أحكم أمثالك"..

خطب عبد الملك بن مروان الناس في الكوفة بعد قتل مصعب بن الزبير، فقال: "أيها الناس إن الحرب صعبة مُرة، وإن السلم أمن ومسرة، وقد زبنتنا الحرب وزبناها - أي دفعتنا ودفعناها -، فعرفناها وألفناها، فنحن بنوها وهي أمنا. أيها الناس، استقيموا على سُبل الهدى، ودعوا الأهواء المردية، وتجنبوا فراق جماعات المسلمين، ولا تكلفونا أعمال المهاجرين الأولين، وأنتم لا تعملون أعمالهم، ولا أظنكم تزدادون بعد الموعظة إلا شرا، ولن نزداد بعد الإعذار إليكم والحجة عليكم إلا عقوبة، فمن شاء منكم أن يعود لمثلها فليعد"..

وفي كلمة عبد الملك رسالة إلى الخوارج كلهم، سواء كانوا من القاعدة المفجرة أم من القاعدة المثرثرة المتظاهرة كالإخوان وخوارج 25 فبراير، وأمثالهم من المتظاهرين على اختلاف مشاربهم ونواياهم السيئة.. فالخوارج التفجيريون يطلبون حاكما كأبي بكر وعمر، وهم أبعد شيء عن رعيتهما! أما القاعدة المثرثرة الناعقة كالإخوان وخوارج 25 من الشباب الغافل فيطالبون برئيس منتخب وإن كان مسيلمة الديمقراطي!

وجاء في مقال: "هوامش على مؤتمر الخيبات" / محمد الأمين ولد الفاضل 

قال كاتبه: "لقد كانت أولى تلك الرسائل الغير ودية هي تلك الرسالة  التي أبرقها الرئيس إلى عمال "اسنيم" المضربين.. بأنه لا أمل في الاستجابة لمطالبهم من قبل أن يرتفع سعر الحديد من جديد"..

أقول: أقترح على هذا الصحفي المهموم بقضية العمال، أن يدفع للعمال الهامش الذي يطالبون به من جيبه، وبذلك يحل المشكلة بجيبه ولسانه! فاسنيم كما قال الرئيس عاجزة عن ذلك اقتصاديا بسبب انخفاض سعر الحديد، وسيكون هذا الهامش الذي سيدفع الكاتب من جيبه أكثر أهمية وبركة من هامش المقال المكتوب على مؤتمر الخيبات والإفلاس!..

ثم قال: "لقد اختار الرئيس أن يكون في صف الإدارة، وأن يصدق تقاريرها التي تقول بأن الإنتاج لم ينخفض"..

أقول: ما الذي يريد من الرئيس أن يختار؟ أن يصدق شائعات الصحافة وأكاذيبها، وتكهنات الصحفيين الغير مهنيين!، أو دعاوى من لا علاقة له بالدولة والإنتاج لا من قريب أو بعيد!!

ثم قال: "من الرسائل التي أرسلها الرئيس، وعبر البريد السريع، رسالة إلى المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، وتقول هذه الرسالة بأنه لا استجابة لأي ممهدات من قبل انطلاق الحوار، وبأنه لن يكون هناك أي تعهد صريح بعدم تعديل الدستور.. فالسلطة كانت ـ ولا تزال ـ تدعو إلى الحوار، والمعارضة هي من كان يرفض ذلك الحوار، كما أنها، أي المعارضة، هي السبب في كل مشاكل موريتانيا"..

أقول: فليحترق الدستور! ما هذه القواعد الديمقراطية الغريبة التي لم تجلب لنا غير الشقاق! هل نحن كفار حتى تنتهج منهج الجاحدين الكافرين! إن الدستور ليس حِجرا حجورا بل كتيب يمكن للجهات المخصة التدخل فيه متى شاءت، رضي من رضي وكره من كره..

ثم قال: "لقد تحدث الرئيس في مؤتمره الصحفي وكأنه في موريتانيا توجد دولتان، إحداهما خاصة به وأحوالها بخير، وهي في تطور مستمر، والثانية خاصة بنا نحن عامة الناس، وهي بائسة ولا يتحسن حالها أبدا"..

أقول: هو محق في هذه، فتوجد موريتانيا البسطية التي لا يهتم أصحابها بغير معاشهم، ويعلمون أنهم في بلاء مستمر في هذه الحياة إلى يوم القيامة وإن سكنوا جدر المحقن، وسواء حكمهم عزيز أو غيره، وموريتانيا أخرى لا يبحث أصحابها - وهم قلة ساخطة معارضة لكل شيء حتى نفوسها - إلا عن المشاكل والشقاق والأكاذيب ودس أنوفهم فيما لا يعنيهم من أمور الحكم.. هذه الموريتانيا الثائرة الساخطة تحقد على كل شيء، وتكره كل شيء، وتبغض كل شيء، ولا يرضيها القليل ولا الكثير، وتتشبث بالصليب (ديمقراطيته) من أجل إحقاق الباطل وطمس الحق، والمساواة بين النقيضين، وتحجيم دور الدين في حياة المسلمين!، ويحسب أصحابها أنهم يحسنون صنعا!.. وشخصيا أنصحهم بإعادة حساب ما بقي لهم في هذه الدنيا من أيام على أكبر الإحتمالات، من أجل تدارك ما فات في الثرثرة والمقالات السخيفة، والمظاهرات والإحتجاجات والتحزبات التي لم نر ولم نسمع فيها شيئا عن إعلاء دين الله أو حتى الحديث عنه بنية من يريد له ولنفسه الخير!..

ثم ختم مقاله بقوله: "إننا أمام رئيس غريب الأطوار"..

أقول: من منا نحن البشر، وخصوصا المبتلون بهذا الفكر الغربي المنافق ومظاهراته ومساواته ومعارضته، ليس غريب أطوار؟!.. بل من من الذين يتهجمون على شخص الرئيس غير غريب أطوار؟!.. فأصلحوا أطواركم أولا قبل حمل مشعل الإصلاح..

وفي الأخير، هذه انطباعات بعض من حضروا اللقاء مع الرئيس ممن يسمون عند البعض مجازا "صحافة"، وقد وصفتهم صاحبة عيشة رخمة المعششو في موقع تقدمي في مقالها الأخير الذي فيه "عيشة رخمة" بأنهم صفاقة، ومن يدري قد تكون صادقة في وصفها هذا:

ففي تدوينة  "ملاحظات و كواليس لقاء الرئيس بالصحافة / محمد "شنوف" ولد مالكيف

قال ولد مالكيف: "الرئيس استطاع ان يكون مقنعا في ملفات و منها حديثه عن ازمة اسنيم فرغم كل ما قيل فإن مقاربته كانت صائبة من الناحية الاقتصادية"..

والناحية الإقتصلدية مهمة، أما الإجتماعية فلن يقتل العمال ضعف رواتبهم، وهم أحسن حال من العاطلين عن العمل الذين يتمنون مجرد وظيفة يظهرون بها أمام الناس.. فليحمدوا الله على توفر العمل، وليدعوا عنهم طريق العناد والمظاهرات التي أفسدت العقول والجيوب، وخربت البيوت والبلدان..

ثم قال: "الرئيس حزم رغم كل ما سيقال في قضية الترشح لمؤمورية جديدة حيث قال انها افكار عند البعض انه لا يتبني تلك الافكار"..

أقول: أعجب ممن قال إن المؤتمر لم ينعقد لشيء.. ألا يكفي هذا.. الرئيس لا يريد مأمورية ثالثة، وله أن يترشح لرابعة وخامسة لأن ما يمنعه أوهى من خيوط العنكبوت.. وبدل التركيز على مثل هذا الإعلان المهم يركزون على ولد أوديعة وجداله العقيم!!

ثم قال: "الرئيس اراد ان يرد علي الكثير من الشائعات التي تقال عنه وعن عائلته وعن مقربيه"..

الشائعات مصدرها أمثال هؤلاء المعاندين.. ولو كنت مكان الرئيس لما اهتممت بالرد عليها..

ثم قال: "مديرة التلفزة الموريتانية اشرفت علي النواحي الفنية للمؤتمر الصحفي غير ان الرئيس كان حاضرا في الصورة فعند حضوره قام بتغيير مكان الكرسي المقرر لجلوسه فقد كان مقرر ان يكون امام الوزراء فقام بوضعه بين وزاره و هو ما خلق ارباكا لدي الفنيين الذين رتبوا الاضاءة علي المكان الاول للكرسي الرئاسي"..

أقول: ههه.. هذا الرئيس يتدخل في كل شيء فليمت معارضيه بغيظهم! ما الذي تعرف مديرة التلفزة أو حتى الفنيين لغير فنيين؟ الإدراك ضعيف والتخلف طاغي، والأماكن بالتبتيب، والرئيس يعترض حتى على موقع كرسي لأن واضعه الغير موهوب لم يختر المكان الأنسب!

والسؤال المطروح هل اختار البطل المندفع ول أوديعة مكان كرسيه بدوره، أم اكتفى بالإحتجاج على المكان الذي أجلسه فيه القدر (موقع السراج المظلم)؟!

وفي شبه المقال المسمى ب"إنطباعات الصحفية منتان بنت لمرابط حول لقاء الرئيس بالصحافة".

المعنون باسم كاتبته!!.. قالت الصحفية: "رغم التعب الواضح علی الرئيس فقد حرص علی الإجابة علی جميع الأسئلة معطيا الصحفيين الوقت الكافي وابدی استعداده التام للمواصلة حتى بعد نهاية البث"..

أقول: الرئيس تعب، وولد أوداعة يجادله في أمر تافه لا يقدم ولا يؤخر! فماذا تريدون: أن لا يثور الرئيس؟

ملاحظة مني: هذا الرئيس محب للسمر واللقاءات، واجتماعي بالدرجة الأولى، وبسيط، فلم لا تستغلون ذلك بدل معاداته ونبزه بالألقاب!..

ثم قالت: "كان تقديم وتسيير اللقاء من طرف الصحفي الكبير سيدي ولد النمين ناجحا ومهنيا وذلك لخبرته في الأداء التلفزيوني وتمكنه من تقنياته، وبلباقته المعهودة ادی مهمته بامتياز"..

أقول: سيقولون عنه إنه منافق! ولولا تمرسه في النفاق والرقص والتصفيق لما سُمح له بإدارة هذه الحلقة!.. هههه.. هذا ليس كلامي بل كلام المعاندين..

ثم قالت: "وأما ما كان من حادثة الأخ المحترم وديعة فأنا لا أستغرب ردة فعل الرئيس، فإذا كان الصحفي التلفزيوني المحترف لم يضع حسابا للبث المباشر وله كما يعرف ادبياته ولا للجمهور ولا للموجودين ففي طلب الرئيس وقف البث احتراما لهم"..

هذه شهادة من زميلة في الحقل وفي اللقاء، الله أعلم بما في قلبها من تجاذبات ومشاريع صحفية وغير صحفية!..

وخلاصة القول أنه لا يوجد في هذا البلد صحافة، ولا كتاب، ولا سياسيين، ولا شوارع، ولا مدن، ولا اقتصاد، ولا دعوة صريحة إلى التوحيد وترك البدع.. ولا رئـ... بل يوجد  رئيس.. هذا هو الواقع الذي يرفسه البعض بحوافره الكبيرة!..

وكما وعدتكم، لم استطع إضافة الملحق المتعلق بأدلة طاعة الحاكم المسلم وعدم الخروج عليه نظرا لطول المقال، فمن أرادها لأهميتها فليراسلني على هذا العنوان، وسأرسلها له..