القاعدة ضد داعش: المعركة داخل الجهاد

خميس, 2015-04-02 09:33

لم يلاحظ الكثيرون ذلك: القاعدة حصلت على عاصمة جديدة. بينما يختفي زعيمها بمكان غير معروف -غالبًا على الحدود الأفغانية الباكستانية- أتباعه في سوريا سيطروا على محافظة كاملة من أيدي نظام الأسد، بما في ذلك المدينة الرئيسة بها: إدلب.

هذا يعني أن الأجنحة المتنافسة للجهاد المسلح لها مركزان تنافسيان: إدلب، شمال غربي سوريا، ومقرات داعش في الرقة، شمال شرقي سوريا.

النصر بإدلب السبت الماضي على أيد تحالف من التنظيمات الإسلامية تقودها جبهة النصرة، الفرع السوري للقاعدة، يظهر أن الرئيس السوري بشار الأسد بعيد جدًا عن النصر بالحرب الأهلية، وهو ما اعتقده الكثيرون بعد أن تحركت قواته لاستعادة حلب في حزيران/ يونيو 2013.

إلا أن هذا يظهر خطوة كبيرة من الأيام التي ظنت بها أمريكا وحلفاؤها أنهم هزموا الجهادية المسلحة، بإجبار القاعدة إلى الاختفاء في العراق، وقتل أسامة بن لادن.

الآن، القاعدة وامتداداتها، بما في ذلك داعش، لديهم موطئ قدم في العالم الإسلامي، من نيجيريا غربي إفريقيا، عبر الشرق الأوسط وشبه القارة الجنوبية الآسيوية، حتى جنوب غرب آسيا.

انقسام داعش والقاعدة في سوريا عام 2013، وما تبعه من معاداة بعضهم البعض، وفر للغرب قسطًا من الراحة.

إلا أن أيًا من أفكارهم لا تقدم شيئًا من السلوى. القاعدة، بالرغم من دعمها للقتال ضد بشار الأسد، تعتقد أن الغرب هو الهدف الرئيس. داعش تعتقد أن النقاء الفكري يجب أن يفرض بالقوة في الأرض الموجود بها؛ ولذلك فهو يصور قتل وقطع رؤوس أعدائه، بما في ذلك الجنود الشيعة وأولئك الذين اعتبرتهم مجرمين في الأراضي التي تسيطر عليها.

نصر القاعدة في إدلب سيكون دفعة معنوية، خصوصًا بعد انتصارات داعش في العراق العام الماضي، ودرجة الشهرة التي حصلت عليها من مقاطعها، مما جعلها تربح بولاء المجموعات الجهادية عبر العالم التي أصبحت تنظر لحرب الإسلام المسلح على أنه هادئ بعد موت بن لادن.

داعش وزعيمها أبو بكر البغدادي، أو ما يعتبر نفسه الخليفة، حصلت على زخم، وقوتها ووحشيتها كانت  فاتنة، للبعض على الأقل.

عدد من التنظيمات أدت البيعة، بما في ذلك بوكو حرام، التنظيم النيجيري المفرط في العنف، أنصار بيت المقدس التي تقاتل الحكومة المصرية في سيناء، والمسلحون الذين يسيطرون على درنة وسرت في ليبيا.

على النقيض، موالو القاعدة مثل التنظيم الذي أخرج من مالي على يد القوات الفرنسية في 2013 ضعفوا، وتفككوا في بعض الحالات. الآخرون لم يبدوا التزامًا واضحًا، وربما لا زالوا يختبرون الظروف.

الأمر الأكيد أن سيطرة داعش على الأراضي سمح لها بأن تكون أكثر استباقية، فأرسلت “الأمراء” لتساعد في القتال في ليبيا، والحروب الأخرى كذلك.

وبينما كان ضعف مركز القاعدة ينظر له بشكل مبالغ فيه أحيانًا -إذ عرفت معظم الدائرة السرية من المستشارين حول زعيم القاعدة أيمن الظواهري-، فمن غير الواضح لأي مدى تستطيع أن تنقل مواردها حول العالم.

أحداث الأسبوع الماضي قد تغير ذلك، فبجانب السيطرة على إدلب، هناك فرصة جديدة في اليمن. القاعدة بشبه الجزيرة العربية، التي يترأسها الظواهري الثاني، ناصر الوحيشي، ستستفيد من الحرب الأهلية التي تدور في غرب البلاد بين الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية وحلفائها، والميليشيا الشيعية المعروفة بالحوثيين المدعومة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

تنظيم جديد ادعى انتماءه لداعش تبنى مسؤولية سلسلة من الهجمات الانتحارية في صنعاء قبل عشرة أيام، مؤدية لمقتل 140 شخصًا، إلا أن تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية لا زال مهيمنًا بالقلب العشائري للبلاد.

التقرير