الصحراء تحاور المنسحبين من حزب الصواب

سبت, 2014-09-20 16:44

أجرى موقع الصحراء مقابلة حصرية مع المنسق الوطني للمنسقية الوطنية للمنسحبين من حزب الصواب الأستاذ محمد الكوري ولد العربي حول قرار انسحاب مجموعته من الحزب وحول مكانة المجموعة وتأثيرها على الحزب وتوقيت القرار ومؤشرات وجهتهم السياسية القادمة.

وفيما يلي نص المقابلة:

 

موقع الصحراء: ما هو سبب انسحابكم من حزب الصواب؟

 

محمد الكوري ولد العربي: شكرا للإخوة في موقع الصحراء، أما بخصوص أسباب الانسحاب، فقد ذكر المنسحبون بعضها وسكتوا عن البعض الآخر، لدواع تتعلق بحرصهم على تجنب الخوض في التفاصيل، وبإمكانكم الرجوع إلى بيان الانسحاب المنشور في مواقع عديدة من بينها موقعكم وذلك في التاسع من شهر أغسطس الجاري.

 

موقع الصحراء: ماذا عن حجم المجموعة المنسحبة؟ وتأثيرها على وحدة حزب الصواب؟

محمد الكوري ولد العربي: حجم المنسحبين معروف على وجه الدقة لأنها لوائح منشورة بالأسماء والصفات والوظائف الحزبية مع بيان الانتشار الجغرافي للمنسحبين.

أما بخصوص تأثيرها فهذا ما يدركه شركاء الحزب خاصة أطراف المعاهدة من أجل التناوب السلمي على السلطة، وما تدركه الأطراف التي شكلت ما عرف قبل سنوات بمنسقية العمل القومي الإسلامي. فقيادات وكوادر هذه الهيئات تعرف على نحو دقيق تأثير هذا الانسحاب.

 

موقع الصحراء: ما هي الخيارات التي تدرسها المجموعة؟ وهل من محددات للوجهة السياسية القادمة؟

محمد الكوري ولد العربي: هذا العدد الكبير من أعضاء المجلس المركزي ومن قيادات أقسامه وفروعه ومن كوادره وشخصياته ذات التأثير الاجتماعي على المستويات المحلية، هذا العدد يحتاج لبعض الوقت للتواصل والتشاور وتدارس أوجه الخيارات السياسية المتاحة.

وقد بدأت أولى خطوات تدارس هذه الخيارات من خلال الانتظام في تشكيلات تنسيقية أولية مثل تنسيقية للشباب، والنساء، وتعيين منسق وطني للتواصل مع أطراف الساحة السياسية والإعلامية والتحدث باسم المنسحبين في انتظار إنضاج الخيار السياسي النهائي.

 

موقع الصحراء: لماذا تتحفظ المجموعة حتى الآن على الحديث لوسائل الإعلام؟ وهل ذلك نتيجة لخلاف حول قرار الانسحاب داخل المجموعة؟

محمد الكوري ولد العربي: في الحقيقة لا نتفق معكم في هذا التوصيف المنسحبون لم يتحفظوا على الحديث لوسائل الإعلام؛ فقد أجرى بعض كوادرهم مقابلات مع قنوات محلية، ولكن هذا الحديث خاضع لضوابط وينبغي أن يتقيد بما هو مفيد في تبيان أسباب الانسحاب.

أما الإسراف في الحديث لوسائل الإعلام فقد يكون غير مفيد. والمنسحبون طووا صفحة الحزب الذي كانوا فيه نهائيا وما عادوا يهتمون بهذا الماضي، وإنما هم يتطلعون إلى مستقبلهم السياسي، هذا كل ما في الأمر.

 

موقع الصحراء: حول توقيت إعلان الانسحاب.. لماذا اخترتم فترة العطلة وبعد انتهاء الموسم الانتخابي المنصرم؟

محمد الكوري ولد العربي: الأمر ليس مخططا له مسبقا، وإنما بعد أن اجتمع المجلس المركزي للحزب شهر مايو الماضي وقرر بأغلبية ساحقة انعقاد مؤتمر استثنائي في مطلع شهر سبتمبر المقبل، وبعد أن عزز هذا القرار من قبل رئيس الحزب شخصيا وبصورة تحريرية على أنه يلتزم باسم القيادة السياسية بتنظيم هذا المؤتمر لتجاوز الأزمة التي عصفت بالحزب بعد الانتخابات النيابية والبلدية الماضية، تفاجأ الحزبيون بأن رئيس الحزب وبعض أعضاء القيادة السياسية ورئيس المجلس المركزي نفسه قد ألغوا من جانب واحد نتائج المجلس المركزي وامتنعوا عن نشر التقرير الختامي لهذا المجلس وأعلنوا بصراحة أنهم غير قابلين بالمؤتمر الاستثنائي وشكلوا على نحو مخالف لدستور الحزب لجنة للإشراف على حملة للانتساب للحزب، وبعدما أصبح واضحا أن جهات في الحزب تعمل على الصدام بين الحزبيين عبر فرض الأمر الواقع من الأقلية على الأكثرية .. عندها اختار هذا العدد الهائل الانسحاب وترك الحزب عنوانا فارغا يملؤه أفراد القيادة المتبقون بمن شاؤوا وكيف شاؤوا ومتى شاؤوا ....

 

موقع الصحراء: هل من تقييم لعملكم مع حزب "الصواب" ولماذا لم يتمكن الحزب في ظل وجود مجموعتكم داخله من حصد مناصب انتخابية معتبرة؟

محمد الكوري ولد العربي: تقييم اليوم لم تعد له أهمية، فأهمية التقييم كانت حينما طالبت به قيادات أقسام الحزب في نواكشوط والداخل، وغالبية أعضاء المجلس المركزي للحزب، وبعض أعضاء القيادة السياسية، حينما طالب الجميع بهذا التقييم عقب الانتخابات النيابية والبلدية وفشل الحزب في القيام بذلك التقييم دون وجود أسباب موضوعية تمنع إجراءه. ولكن رفض رئيس الحزب لهذا التقييم وتعاون رئيس المجلس المركزي معه في رفض الدعوة لاجتماع طارئ للمجلس، كل ذلك أدى إلى تفاقم الأزمة، وإثارة الشبهات حول أدوار بعض الجهات الحزبية في منع هذا التقييم.

أما بخصوص القيمة العملية والنضالية للمنسحبين، فهذا ما تشهد عليه أقسام محو الأمية، و أقسام التقوية للمشاركين في الباكلوريا، وحملات التطوع لتنظيف شوارع نواكشوط، وأيام التبرع بالدم في السابع من نيسان من كل سنة وهذا ما يشهد عليه شركاء الحزب والرأي العام الوطني طيلة عشر سنوات عبر الفعاليات الجماهيرية .

أما في ما يتعلق بعدم تمكن الحزب من حصد نتائج انتخابية معتبرة، فهذا ما طلب الحزبيون معرفة أسبابه الموضوعية والذاتية، وهذا ما منعه رئيس الحزب بالتعاون مع رئيس المجلس المركزي وبعض أعضاء القيادة المشكلون لإدارة الحملة الانتخابية.