
أدانت بعثة الأمم المتحدة بليبيا التصعيد "الخطير في الأعمال العدائية" بمنطقة العزيزية في ضواحي طرابلس, وفي مناطق أخرى شرقي البلاد قتل فيها عشرة جنود، وذلك قبل جولة جديدة من الحوار ستبدأ الاثنين.
ودعت البعثة الأممية في بيان طرفي النزاع إلى فض الاشتباك لتمكين السكان من استئناف حياتهم الطبيعية والعودة إلى منطقتهم. وحذرت من أن استهداف المدنيين يمكن أن يرقى إلى مستوى الجرائم التي يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي.
وتشهد منطقة العزيزية -التي تبعد نحو 35 كلم فقط عن طرابلس جنوبا- منذ أمس معارك جديدة بين قوات "فجر ليبيا" الموالية لحكومة المؤتمر الوطني العام في طرابلس وقوات "عملية الكرامة" الموالية لحكومة البرلمان المنحل في طبرق، في إطار محاولة قوات حكومة طبرق التقدم نحو العاصمة ضمن عملية عسكرية واسعة انطلقت الشهر الماضي.
وقال مسؤول ميداني في قوات "فجر ليبيا" في المنطقة لوكالة الأنباء الفرنسية "تخوض قواتنا معارك مع جيش القبائل"، وهي مجموعة مسلحة موالية لحكومة طبرق، مضيفا "نحن نمنع تقدمهم". وذكر مسؤول آخر أن العزيزية "أصبحت منطقة اشتباكات بين الطرفين".
من جلسات الحوار الشهر الماضي في الصخيرات في المغرب (أسوشيتد برس)
مقتل جنود
وفي بنغازي -على بعد نحو ألف كلم شرق طرابلس- قتل عشرة جنود على الأقل وأصيب أكثر من أربعين بجروح في معارك خاضتها القوات الموالية لحكومة طبرق عند الأطراف الجنوبية للمدينة بعدما شنت الجمعة هجوما على مواقع لجماعات مسلحة مناهضة لها.
وتخوض القوات الموالية لحكومة طبرق بقيادة اللواء المتقاعدخليفة حفتر مواجهات يومية مع مجموعات مسلحة بهدف السيطرة الكاملة على بنغازي بعدما سقطت الأجزاء الكبرى من المدينة في أيدي هذه الجماعات في يوليو/تموز 2014.
وتأتي هذه التطورات الميدانية في غرب ليبيا وشرقها قبيل جلسة جديدة الاثنين للحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة بين فرقاء الأزمة والهادف إلى إدخال العملية السياسية في مرحلة انتقالية تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بانتخابات جديدة.
وحذرت بعثة الأمم المتحدة في بيانها اليوم مجددا من أن الأعمال العسكرية تهدد هذا الحوار. وقالت "تكرر البعثة مناشدتها لجميع الأطراف بالتوقف عن القيام بأي أعمال عسكرية أو اتخاذ أي قرارات يمكن أن تشكل استفزازا في البيئة الحالية المشحونة بدرجة عالية من التوتر".